مفوضية اللاجئين تحذر: الوضع في السودان "كارثة إنسانية" مع تفاقم القتال
أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحذيراً شديد اللهجة في الأيام الأخيرة، واصفةً الوضع المتدهور في السودان بأنه "كارثة إنسانية" شاملة. يأتي هذا الموقف في ظل تصاعد العنف بشكل مأساوي، خاصة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي أصبحت محوراً للصراع الدائر منذ أكثر من عام بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

تصاعد العنف في الفاشر
تتركز المخاوف الدولية حالياً على مدينة الفاشر، التي تعتبر آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في إقليم دارفور الشاسع. وتشير التقارير الميدانية إلى أن المدينة، التي تؤوي مئات الآلاف من النازحين الذين فروا من مناطق أخرى في الإقليم، تتعرض لهجمات متواصلة وحصار خانق. وقد أدى القصف العشوائي والاشتباكات العنيفة إلى تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات ومصادر المياه، مما يضع حياة أكثر من 800,000 مدني في خطر مباشر.
الأبعاد الإنسانية للأزمة
تمتد تداعيات الصراع إلى ما هو أبعد من دارفور، حيث أغرقت الحرب السودان بأكمله في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والنزوح في العالم. ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فإن الأرقام تعكس حجم المأساة:
- نزوح أكثر من 8.5 مليون شخص من ديارهم، منهم حوالي 6.5 مليون نازح داخل البلاد، بينما لجأ الباقون إلى دول الجوار مثل تشاد وجنوب السودان ومصر.
- يعاني ما يقرب من 25 مليون شخص، أي حوالي نصف سكان السودان، من حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
- يواجه نحو 18 مليون شخص مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، مع تحذيرات متزايدة من خطر المجاعة في أجزاء واسعة من البلاد.
- انهيار شبه كامل للقطاع الصحي، حيث توقف عن العمل أكثر من 70% من المرافق الصحية في المناطق المتأثرة بالنزاع.
خلفية الصراع المستمر
اندلع الصراع الحالي في أبريل 2023 نتيجة صراع على السلطة بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي". وسرعان ما تحولت الخلافات السياسية إلى مواجهة عسكرية شاملة، بدأت في العاصمة الخرطوم ثم امتدت لتشمل مناطق واسعة من البلاد، وعلى رأسها إقليم دارفور وكردفان.
الموقف الدولي وجهود الإغاثة
تصف الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الوضع بأنه يتطلب استجابة دولية عاجلة. إن وصف المفوضية للوضع بـ"الكارثة" يهدف إلى حشد الدعم وزيادة الضغط على الأطراف المتحاربة لوقف القتال والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. ومع ذلك، تواجه جهود الإغاثة تحديات جمة، بما في ذلك الهجمات على العاملين في المجال الإنساني ونهب الإمدادات وصعوبة الوصول إلى السكان المحاصرين بسبب استمرار القتال والقيود البيروقراطية. وتتجدد الدعوات الدولية لفرض وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني.





