مقتل ثلاثة عناصر من حزب الله في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهداف ومقتل ثلاثة عناصر من حزب الله في سلسلة غارات جوية منفصلة استهدفت مناطق في جنوب لبنان. تأتي هذه العملية في سياق المواجهات العسكرية شبه اليومية والمستمرة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ أكثر من ثمانية أشهر، والتي اندلعت غداة بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر 2023.
خلفية التوترات على الحدود
منذ الثامن من أكتوبر 2023، تشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل تبادلاً شبه يومي للقصف، حيث أعلن حزب الله عن فتح ما أسماها "جبهة إسناد" لقطاع غزة والفصائل الفلسطينية. وتتركز المواجهات بشكل أساسي بين الجيش الإسرائيلي من جهة، وحزب الله وفصائل فلسطينية مسلحة متمركزة في جنوب لبنان من جهة أخرى. وقد أدت هذه الاشتباكات إلى مقتل المئات في الجانب اللبناني، معظمهم من مقاتلي حزب الله، بالإضافة إلى عشرات المدنيين، بينهم أطفال وصحفيون ومسعفون. وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل عدد من جنوده ومدنييه جراء الصواريخ والقذائف التي تُطلق من لبنان.
تفاصيل العمليات الأخيرة
في التطورات الأخيرة، أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية أن طائراتها الحربية والمسيرة نفذت غارات دقيقة بناءً على معلومات استخباراتية. استهدفت إحدى الغارات سيارة في بلدة قريبة من الحدود، مما أدى إلى مقتل أحد العناصر. وفي حادثتين منفصلتين، تم استهداف بنى تحتية ومواقع تابعة للحزب في القطاعين الشرقي والغربي من جنوب لبنان، مما أسفر عن مقتل عنصرين آخرين. لم يحدد الجيش الإسرائيلي هوية المستهدفين على الفور، لكنه أكد أنهم كانوا يشاركون في التخطيط أو التنفيذ لعمليات ضد أهداف إسرائيلية.
من جانبه، نعى حزب الله في بيانات متلاحقة عددًا من مقاتليه الذين وصفهم بـ"الشهداء على طريق القدس"، وهو المصطلح الذي يستخدمه للإشارة إلى قتلاه في المواجهات الحالية مع إسرائيل. وعادة ما يعلن الحزب عن أسماء عناصره الذين يسقطون في المعارك دون الخوض في تفاصيل مكان أو زمان مقتلهم، ويكتفي بتأكيد استمرار عملياته ضد المواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود.
التداعيات الإنسانية والمخاطر
أدت هذه المواجهات المستمرة إلى تفاقم الوضع الإنساني على جانبي الحدود. ففي لبنان، نزح ما يقرب من 100 ألف شخص من قراهم وبلداتهم الجنوبية خوفًا من القصف، بينما تسببت الغارات الإسرائيلية في دمار واسع للبنية التحتية والمنازل والأراضي الزراعية. وعلى الجانب الإسرائيلي، تم إجلاء عشرات الآلاف من السكان من المستوطنات الشمالية القريبة من الحدود.
تثير هذه الجبهة المشتعلة مخاوف دولية وإقليمية متزايدة من احتمال انزلاق الأمور نحو حرب شاملة، قد تكون أكثر تدميراً من حرب عام 2006. ورغم أن الطرفين يؤكدان عدم رغبتهما في توسيع نطاق الصراع، فإن استمرار عمليات القصف المتبادل واستهداف القادة الميدانيين يزيد من خطر حدوث سوء تقدير قد يشعل حربًا واسعة النطاق في المنطقة.





