كوشنر وويتكوف في إسرائيل لبحث المرحلة الثانية من صفقة غزة ومقترح لإجلاء مقاتلي حماس
في خطوة دبلوماسية غير رسمية، اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين مع المستشار السابق للبيت الأبيض جاريد كوشنر ورجل الأعمال ستيف ويتكوف، وذلك لبحث سبل دفع المرحلة الثانية من اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتأتي هذه المحادثات في وقت حرج، حيث تواجه المفاوضات الرسمية التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة طريقًا مسدودًا منذ أسابيع.

تفاصيل المحادثات ومقترح "الممر الآمن"
تركز الاجتماع بشكل أساسي على استكشاف آليات لتنفيذ المرحلة الثانية من صفقة تبادل الرهائن والأسرى، والتي يُعتقد أنها تشمل إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس مقابل تنازلات كبيرة. وبحسب تقارير إعلامية، فإن أبرز ما تم طرحه هو فكرة تأمين "ممر آمن" لنحو 200 من مقاتلي حركة حماس لمغادرة مدينة رفح جنوب قطاع غزة. ويهدف هذا المقترح، الذي يقوده كوشنر، إلى إزالة إحدى العقبات الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق، وتجنب عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح المكتظة بالنازحين.
خلفية المفاوضات المتعثرة
تأتي هذه المبادرة في ظل استمرار الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر الماضي، والتي خلفت أزمة إنسانية كارثية في غزة. وقد توقفت جولات المفاوضات السابقة بسبب خلافات جوهرية بين الطرفين، حيث تطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، بينما تصر إسرائيل على أن أي هدنة يجب أن تكون مؤقتة وتسمح لها باستئناف العمليات العسكرية لاحقًا بهدف القضاء على قدرات حماس العسكرية والسياسية.
- الوضع في رفح: يتكدس أكثر من 1.4 مليون فلسطيني نازح في رفح، وقد حذرت منظمات دولية من عواقب وخيمة لأي هجوم بري إسرائيلي على المدينة.
- الضغط الداخلي: يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة من اتجاهين متعاكسين؛ من جهة، تطالبه عائلات الرهائن بإبرام صفقة بأي ثمن، ومن جهة أخرى، يهدد شركاؤه في الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف بالانسحاب من الحكومة إذا تم تقديم تنازلات كبيرة لحماس.
دور كوشنر وويتكوف
من المهم الإشارة إلى أن زيارة كوشنر وويتكوف لا تمثل مهمة رسمية من الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس جو بايدن، بل هي جهد دبلوماسي موازٍ يقوم به شخصيات من الإدارة السابقة. ويتمتع كوشنر، الذي كان مهندس "اتفاقيات أبراهام"، بعلاقات قوية مع نتنياهو وقادة في المنطقة، مما قد يمنحه قدرة على طرح أفكار جديدة خارج القنوات الرسمية. إلا أن هذا التحرك قد يثير تساؤلات حول مدى تأثيره الفعلي أو احتمالية تعقيده للمسار الدبلوماسي الرسمي.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تكمن أهمية هذه المحادثات في كونها تمثل محاولة لكسر الجمود الدبلوماسي عبر قنوات خلفية. فكرة إجلاء المقاتلين ليست جديدة تمامًا في صراعات المنطقة، لكن تطبيقها في سياق غزة الحالي سيكون معقدًا للغاية ويتطلب موافقة أطراف متعددة، بما في ذلك دول قد توافق على استضافتهم. وفي حال نجاح هذه المبادرة في تحقيق اختراق، فقد تمهد الطريق لوقف إطلاق نار طال انتظاره، ولكن فشلها سيعمق الأزمة ويجعل الخيار العسكري في رفح أكثر ترجيحًا.





