مباحثات بين كوشنر ونتنياهو تتناول مستقبل صفقة غزة
في تطور لافت ضمن الجهود الدبلوماسية المتعلقة بالصراع في غزة، التقى جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إسرائيل. ويأتي هذا اللقاء، الذي عُقد في الساعات الأخيرة، في وقت حرج تمر به المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، مما يثير تساؤلات حول طبيعة وأهداف هذه المباحثات التي تجري خارج القنوات الرسمية الحالية.

محاور اللقاء الرئيسية
تركزت المحادثات بين كوشنر ونتنياهو، بحسب مصادر مطلعة، على مجموعة من القضايا المعقدة التي تشكل جوهر الأزمة الحالية. شملت المناقشات بشكل أساسي سبل المضي قدماً في صفقة تبادل الرهائن المحتجزين في غزة، وهي القضية التي تواجه تعثراً في المفاوضات الرسمية التي تتوسط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة. كما تطرق الطرفان إلى الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع وضرورة إيجاد آليات فعالة لزيادة وتيرة إدخال المساعدات.
بالإضافة إلى ذلك، كان ملف "اليوم التالي" للحرب في غزة حاضراً بقوة على طاولة النقاش. وتناول كوشنر ونتنياهو التصورات المختلفة لمستقبل حكم القطاع وإعادة إعماره، وهي مسألة خلافية على الصعيدين الإقليمي والدولي. ويُعتقد أن كوشنر، بصفته مهندس "اتفاقيات أبراهام"، قدم رؤيته حول إمكانية إشراك أطراف إقليمية في استقرار المنطقة بعد انتهاء الصراع.
خلفية وسياق الزيارة
تأتي زيارة كوشنر، الذي يعمل حالياً في القطاع الخاص، في سياق دبلوماسي معقد. فمن ناحية، تبذل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جهوداً مكثفة عبر القنوات الرسمية للتوصل إلى تهدئة، ومن ناحية أخرى، يواجه نتنياهو ضغوطاً داخلية هائلة من أهالي الرهائن الذين يطالبون بإبرام صفقة فورية، وضغوطاً أخرى من شركائه في الائتلاف الحكومي اليميني الذين يرفضون تقديم تنازلات كبيرة.
يُنظر إلى كوشنر على أنه شخصية لا تزال تتمتع بنفوذ في دوائر السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة تلك المرتبطة بالحزب الجمهوري. وبالتالي، فإن لقاءه بنتنياهو قد يُفسر على أنه محاولة لاستكشاف مسارات بديلة أو جس نبض لمواقف قد تكون مؤثرة في حال حدوث تغيير في الإدارة الأمريكية مستقبلاً. هذا التحرك يضيف طبقة أخرى من التعقيد للمشهد، حيث تتداخل فيه القنوات الدبلوماسية الرسمية مع المبادرات الشخصية لشخصيات سياسية بارزة.
الأهمية والدلالات السياسية
على الرغم من أن كوشنر لا يحمل أي صفة رسمية، فإن هذا اللقاء يحمل دلالات هامة، أبرزها:
- استمرارية العلاقات: يؤكد اللقاء على استمرار العلاقة الوثيقة بين نتنياهو وشخصيات مؤثرة في دائرة الرئيس السابق دونالد ترامب، مما يعكس الأهمية التي يوليها رئيس الوزراء الإسرائيلي لهذه القناة التواصلية.
- بحث سيناريوهات مستقبلية: يفتح اللقاء الباب أمام مناقشة أفكار وتصورات لمستقبل غزة قد تختلف عن تلك التي تطرحها الإدارة الأمريكية الحالية، خاصة فيما يتعلق بدور السلطة الفلسطينية أو الحلول الإقليمية.
- رسالة سياسية: يمكن أن يُنظر إلى الزيارة على أنها رسالة موجهة لأطراف متعددة، بما في ذلك الإدارة الأمريكية الحالية، مفادها أن هناك قنوات أخرى للتأثير على السياسة الإسرائيلية.
في المقابل، أكدت مصادر من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن أي قرار استراتيجي يتعلق بقطاع غزة سيتم اتخاذه بالتنسيق الكامل والشفاف مع الولايات المتحدة عبر القنوات الرسمية. وشددت هذه المصادر على أن مثل هذه اللقاءات تندرج في إطار تبادل وجهات النظر، ولا تمثل مساراً تفاوضياً بديلاً.





