نتنياهو يوجه رسالة حاسمة لمقاتلي حماس في الأنفاق: استسلموا أو واجهوا مصيركم، وسط أنباء عن تركيزه على الملف الدفاعي
في تطور لافت ضمن سياق الصراع الدائر، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في وقت سابق من هذا الأسبوع، رسالة شديدة اللهجة ومباشرة إلى مقاتلي حركة حماس المتحصنين داخل شبكة الأنفاق تحت قطاع غزة. الرسالة، التي نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية بارزة، حددت خيارين واضحين للمقاتلين: إما الاستسلام الفوري أو البقاء تحت الأرض لمواجهة عواقب وخيمة. تأتي هذه الرسالة في ظل تقارير متزايدة تشير إلى تركيز نتنياهو المتصاعد على الملف الدفاعي والأمني، ما يعكس على الأرجح تكثيفًا للجهود العسكرية والسياسية الإسرائيلية في الحرب المستمرة.

سياق الرسالة والخلفية
تأتي رسالة نتنياهو في خضم العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة داخل قطاع غزة، والتي بدأت عقب هجوم السابع من أكتوبر الماضي. تهدف إسرائيل المعلنة إلى تفكيك القدرات العسكرية والمدنية لحركة حماس، وضمان إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين. تُعتبر شبكة الأنفاق، التي يُطلق عليها أحيانًا «مترو غزة»، عنصراً محورياً في استراتيجية حماس الدفاعية والهجومية. توفر هذه الأنفاق ملاذات آمنة للمقاتلين، ومراكز قيادة وسيطرة تحت الأرض، ومخازن للأسلحة، وطرقًا لنقل الأفراد والإمدادات بعيداً عن أعين المراقبة الإسرائيلية.
منذ بدء الاجتياح البري، ركزت القوات الإسرائيلية بشكل كبير على تحديد مواقع هذه الأنفاق وتدميرها، معتبرة إياها العمود الفقري لبنية حماس التحتية. يواجه الجنود الإسرائيليون تحديات فريدة في حرب الأنفاق، والتي تتطلب تكتيكات ومعدات متخصصة، فضلاً عن تحمل مخاطر عالية. إن التهديد الذي تشكله هذه الشبكة على القوات البرية هو أحد الأسباب الرئيسية وراء إصرار إسرائيل على تحييدها بالكامل، مما يجعل رسالة نتنياهو بمثابة ضغط إضافي في هذا الإطار.
تفاصيل الرسالة والدلالات
لم تترك رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي أي مجال للالتباس. فقد أكد أن مقاتلي حماس في الأنفاق يواجهون مفترق طرق حاسماً: إما تسليم أنفسهم والأسلحة، وبالتالي إنقاذ حياتهم، أو الاستمرار في القتال داخل الأنفاق، وهو ما يعني مواجهة مصير محتوم في مواجهة القوات الإسرائيلية. هذه الصيغة الواضحة تهدف إلى بث رسالة نفسية مباشرة إلى صفوف حماس، محاولةً إثارة الشكوك والانقسامات بين المقاتلين حول جدوى الاستمرار في القتال في ظل الضغط العسكري المتزايد.
يمكن تفسير توقيت هذه الرسالة على أنها جزء من استراتيجية إسرائيلية أوسع تجمع بين القوة العسكرية والضغط النفسي. ففي الوقت الذي تتعمق فيه العمليات البرية، وترتفع فيه الخسائر البشرية في صفوف حماس، تأتي هذه الدعوة المباشرة للاستسلام لتعزز الرواية الإسرائيلية بأن المقاومة بلا جدوى. تشير التقارير عن «تركيز نتنياهو على الملف الدفاعي» إلى أن هذه الرسالة ليست مجرد تصريح عابر، بل هي جزء من جهد منسق ومدروس على أعلى المستويات السياسية والعسكرية في إسرائيل لكسر إرادة حماس القتالية.
التطورات الميدانية الأخيرة
في الأيام والأسابيع الأخيرة، حققت القوات الإسرائيلية تقدمًا ملحوظًا في المناطق التي تتمركز فيها شبكة الأنفاق. تضمنت العمليات العسكرية الكشف عن مئات من فتحات الأنفاق، وتدمير أجزاء كبيرة من الشبكة، واستهداف مراكز قيادة لحماس داخل هذه الهياكل تحت الأرض. أشارت تقارير عسكرية إسرائيلية إلى اكتشاف أنفاق تمتد لمسافات طويلة تحت المدن والمناطق السكنية، بعضها يقع بالقرب من منشآت مدنية حساسة مثل المستشفيات والمدارس، وهو ما يثير جدلاً حول استخدام حماس للبنية التحتية المدنية لأغراض عسكرية.
كما وردت أنباء عن وقوع اشتباكات عنيفة داخل الأنفاق وحولها، مع تأكيد الجيش الإسرائيلي على تحييد عدد من مقاتلي حماس واعتقال آخرين، بمن فيهم من حاولوا الخروج من الأنفاق. تُظهر هذه التطورات الميدانية أن إسرائيل عازمة على القضاء على التهديد الذي تشكله الأنفاق، وأن رسالة نتنياهو تأتي لتؤكد هذا العزم في مرحلة حاسمة من الحرب.
ردود الفعل والتأثير المحتمل
على الرغم من أن حركة حماس لم تصدر ردًا مباشرًا ومفصلاً على رسالة نتنياهو بالاستسلام، إلا أن موقفها العام المعلن يؤكد على استمرار المقاومة والصمود. تاريخياً، دأبت حماس على رفض أي دعوات للاستسلام، معتبرة ذلك خيانة لأهدافها ومبادئها. ومع ذلك، فإن رسالة بهذا الوضوح قد يكون لها تأثير خفي على الروح المعنوية لبعض المقاتلين، خاصة أولئك الذين يواجهون حصاراً شديداً أو يعانون من نقص في الإمدادات داخل الأنفاق.
من الناحية الاستراتيجية، تهدف الرسالة إلى تسريع وتيرة إنهاء القتال من خلال تفكيك وحدة الصفوف داخل حماس. أما على الصعيد الدولي، فإن استمرار العمليات في غزة، بما في ذلك التحديات المرتبطة بالأنفاق، يثير مخاوف مستمرة بشأن الأزمة الإنسانية وتداعياتها على المدنيين. تبقى رسالة نتنياهو تذكيراً صارماً بأن إسرائيل لا تزال ترى في تدمير القدرات العسكرية لحماس، بما في ذلك شبكة أنفاقها، أولوية قصوى لتحقيق أهدافها في الصراع الراهن.





