مقتل وإصابة عسكريين في انفجار استهدف حافلة شرقي سوريا
في تطور أمني جديد يسلط الضوء على استمرار حالة عدم الاستقرار في سوريا، قُتل وأصيب عدد من العسكريين يوم الخميس إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة كانت تقلهم في ريف دير الزور الشرقي. وقع الهجوم في منطقة البادية السورية، التي تشتهر بتضاريسها المعقدة وتعتبر مسرحًا لنشاط خلايا متشددة، مما يؤكد على التحديات الأمنية المستمرة التي تواجهها القوات الحكومية في المناطق التي تسيطر عليها.
تفاصيل الهجوم وحصيلته
وفقًا لتقارير ميدانية ومصادر متطابقة، فإن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة زُرعت على جانب الطريق الذي كانت تسلكه الحافلة. استهدف الهجوم حافلة مبيت تُستخدم لنقل الجنود أو حراس المنشآت بين مواقعهم، وهو تكتيك شائع في هذه المنطقة الشاسعة. وأشارت المعلومات الأولية إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة عناصر وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، حيث تم نقلهم إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج. غالبًا ما يكون الضحايا في مثل هذه الهجمات من أفراد الجيش السوري أو القوات الرديفة المسؤولة عن حماية المنشآت الحيوية، مثل حقول النفط والغاز المنتشرة في محافظة دير الزور.
خلفية الهجمات في البادية السورية
لا يعتبر هذا الهجوم حدثًا معزولًا، بل يندرج ضمن سلسلة من الهجمات المماثلة التي شهدتها البادية السورية على مدى السنوات القليلة الماضية. فمنذ خسارته لآخر معاقله الجغرافية في عام 2019، لجأ تنظيم "داعش" إلى حرب العصابات، متخذًا من البادية الشاسعة، الممتدة من ريف حمص الشرقي وصولًا إلى الحدود العراقية، ملاذًا آمنًا ومنطلقًا لعملياته. وتتميز استراتيجية التنظيم في هذه المرحلة بالاعتماد على خلايا نائمة تنفذ هجمات خاطفة ومميتة، مستغلة صعوبة السيطرة الكاملة على هذه الجغرافيا الصحراوية.
- استهداف خطوط الإمداد: تركز الهجمات بشكل كبير على استهداف الحافلات العسكرية والقوافل اللوجستية بهدف قطع طرق الإمداد وإضعاف معنويات القوات الحكومية.
- الكمائن والعبوات الناسفة: يعد زرع العبوات الناسفة ونصب الكمائن من أبرز التكتيكات التي تستخدمها هذه الخلايا لفعاليتها في إيقاع أكبر عدد من الخسائر.
- استغلال الفراغ الأمني: تنشط هذه الخلايا في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة والتي يصعب تأمينها بشكل كامل، مما يمنحها حرية الحركة والتخطيط.
الأهمية الاستراتيجية للمنطقة وتداعيات الهجوم
تكتسب محافظة دير الزور أهمية استراتيجية كبرى لاحتوائها على جزء كبير من ثروات سوريا النفطية والغازية. ولهذا السبب، فإن تأمين هذه المنطقة يمثل أولوية قصوى للحكومة السورية. الهجمات المستمرة التي تشنها خلايا تنظيم "داعش" لا تهدف فقط إلى إلحاق خسائر بشرية، بل تسعى أيضًا إلى تعطيل الأنشطة الاقتصادية وإظهار عجز القوات الحكومية وحلفائها عن فرض الاستقرار. ورغم الحملات العسكرية وعمليات التمشيط المتكررة التي تشنها القوات السورية بدعم جوي روسي في بعض الأحيان، إلا أن هذه الهجمات تؤكد أن القضاء على فلول التنظيم في البادية لا يزال تحديًا كبيرًا. ويعكس هذا الحادث الواقع الأمني الهش في أجزاء واسعة من سوريا، ويشير إلى أن الصراع قد اتخذ أشكالًا جديدة وأكثر تعقيدًا بعد انتهاء المعارك الكبرى.





