منتخب مصر للناشئين يؤكد تأهله رسمياً لدور الـ32 بكأس العالم
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رسمياً عن تأهل منتخب مصر للناشئين تحت 17 عاماً إلى دور الـ32 من بطولة كأس العالم للناشئين المقامة في إندونيسيا. جاء هذا الإنجاز البارز بعد ختام مباريات دور المجموعات التي شهدت أداءً متميزاً من جانب الفريق المصري، مما وضعهم ضمن الفرق الأفضل التي تواصل مشوارها في البطولة العالمية المرموقة. وقد تم تأكيد التأهل في السادس عشر من أكتوبر 2025، ليمثل نقطة تحول مهمة في مسيرة الجيل الحالي من المواهب المصرية الشابة.

تفاصيل التأهل ومسيرة المنتخب
تمكن منتخب مصر للناشئين من حسم تأهله بفضل نتائجه القوية في المجموعة الرابعة، التي كانت تضم إلى جانبه منتخبات بيرو وكوستاريكا وأوزبكستان. افتتح المنتخب المصري مشواره بتعادل مثير أمام بيرو بنتيجة 1-1 في مباراة شهدت تبادلاً للهجمات وسيطرة نسبية للفريق المصري في الشوط الثاني. ورغم البداية التي لم تكن مثالية، إلا أن الفريق سرعان ما استعاد توازنه وحقق فوزاً مستحقاً على منتخب كوستاريكا بنتيجة 2-0، ليضع أول ثلاث نقاط في رصيده ويرفع من معنوياته قبل الجولة الحاسمة.
وفي المباراة الأخيرة من دور المجموعات، قدم منتخب مصر أداءً استثنائياً، وتمكن من تحقيق انتصار كبير على منتخب أوزبكستان بنتيجة 3-1. بهذا الفوز، رفع المنتخب المصري رصيده إلى 7 نقاط، ليضمن المركز الأول في مجموعته ويحجز بطاقة التأهل المباشرة إلى دور الـ32. هذا الأداء القوي لم يكن مجرد صدفة، بل جاء نتيجة لجهود مكثفة من الجهاز الفني بقيادة الكابتن محمود صالح والالتزام التكتيكي للاعبين الشبان الذين أظهروا روحاً قتالية عالية وإصراراً على تحقيق أفضل النتائج.
- المباراة الأولى: مصر 1 - 1 بيرو
- المباراة الثانية: مصر 2 - 0 كوستاريكا
- المباراة الثالثة: مصر 3 - 1 أوزبكستان
- إجمالي النقاط: 7 نقاط
- المركز: الأول في المجموعة الرابعة
السياق والخلفية التاريخية
يأتي هذا التأهل ليمثل لحظة فارقة في تاريخ كرة القدم المصرية للشباب. لطالما كان تحقيق نتائج إيجابية في البطولات العالمية للفئات السنية أمراً طموحاً للاتحاد المصري لكرة القدم. وقد شهدت السنوات الماضية استثمارات متزايدة في قطاعات الناشئين، مع التركيز على اكتشاف المواهب وتطويرها بشكل منهجي. وعلى الرغم من أن مصر شاركت في نسخ سابقة من كأس العالم للناشئين، إلا أن الوصول إلى الأدوار الإقصائية المتقدمة يظل تحدياً كبيراً يؤكد على مدى التقدم الذي أحرزته الكرة المصرية على صعيد الفئات العمرية.
يعود آخر تأهل لمنتخب مصري للناشئين إلى دور متقدم في بطولة عالمية إلى فترة بعيدة نسبياً، مما يجعل هذا الإنجاز حديث الساعة في الأوساط الرياضية. وقد كان للمدير الفني، الكابتن محمود صالح، دور محوري في بناء هذا الفريق، حيث عمل على غرس الروح الجماعية والانضباط التكتيكي منذ بداية التحضيرات. شملت الاستعدادات معسكرات تدريبية مكثفة ومباريات ودية قوية، مما أسهم في صقل مهارات اللاعبين وتهيئتهم للضغط المصاحب للبطولات الكبرى.
الأهمية والآثار المترتبة
لا يقتصر تأثير هذا التأهل على مجرد تحقيق نتيجة رياضية فحسب، بل يمتد ليشمل أبعاداً أوسع. على المستوى الفردي، سيتيح هذا المحفل العالمي للاعبين الشبان فرصة لا تقدر بثمن لعرض مواهبهم أمام كشافي الأندية العالمية. لاعبون مثل صانع الألعاب الموهوب أحمد نبيل والمدافع الصلب كريم فوزي لفتوا الأنظار بالفعل، وقد يكون هذا التألق بمثابة بوابة لهم للانتقال إلى مسار احترافي عالمي.
وعلى المستوى الوطني، يعزز هذا الإنجاز الثقة في قدرات الكرة المصرية الشابة ويوجه رسالة إيجابية حول مستقبل كرة القدم في البلاد. إنه بمثابة حافز للاتحادات والأندية للاستمرار في دعم برامج تطوير الناشئين. كما أن فرحة الجماهير المصرية بهذا التأهل تعكس مدى شغفهم بكرة القدم وتطلعاتهم لرؤية منتخباتهم الوطنية تحقق النجاح على الساحة الدولية، خاصة وأن هذا الجيل قد يكون نواة للمنتخب الأول مستقبلاً.
التحديات القادمة والتوقعات
مع الانتقال إلى دور الـ32، ترتفع حدة المنافسة وتصبح كل مباراة بمثابة نهائي. سيواجه منتخب مصر للناشئين فرقاً ذات مستويات عالية وخبرة في الأدوار الإقصائية. التحدي الأكبر سيكون في الحفاظ على الأداء البدني والذهني للاعبين في ظل تزايد الضغوط. يُنتظر أن يواجه المنتخب المصري أحد الفرق المتأهلة من المجموعات الأخرى، وقد تكون المواجهة مع خصم قوي مثل إسبانيا أو ألمانيا، مما يتطلب استعداداً خاصاً وتركيزاً عالياً.
الكابتن محمود صالح، في تصريحاته الأخيرة، أكد على أن الفريق سيتعامل مع كل مباراة على حدة، وأن الهدف هو تقديم أفضل ما لديهم والاستمتاع بالتجربة. ودعا الجماهير لمواصلة دعمها، مشيراً إلى أن هذه الفرق الشابة تحتاج إلى كل التشجيع. يتطلع المحللون والجماهير إلى رؤية مدى قدرة هذا الجيل على مفاجأة الكبار والمضي قدماً في البطولة، مستلهمين الروح القتالية التي ميزتهم في دور المجموعات.
في الختام، يمثل تأهل منتخب مصر للناشئين إلى دور الـ32 من كأس العالم لحظة فخر لكرة القدم المصرية، ويعكس العمل الجاد والجهد المبذول في بناء جيل جديد قادر على رفع اسم مصر عالياً في المحافل الدولية. التحديات القادمة ستكون كبيرة، لكن الأمل معقود على هؤلاء الشبان لمواصلة كتابة التاريخ.





