منصة مهارة-تك: الفوز بجائزة اليونسكو وتسليط الضوء على ريادتها في التعلم التكنولوجي العربي
حققت منصة "مهارة-تك" المصرية، التابعة لمعهد تكنولوجيا المعلومات (ITI) بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إنجازًا عربيًا وعالميًا بارزًا بفوزها بـجائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم لعام 2025. جاء هذا التكريم المرموق مؤخرًا خلال النسخة العشرين من الجائزة، التي شهدت استضافة مملكة البحرين لها للمرة الأولى خارج مقر اليونسكو في باريس، بمشاركة مشروعات رائدة من أكثر من أربعين دولة حول العالم. يؤكد هذا الفوز على الدور المحوري الذي تلعبه المنصة في دفع عجلة التعلم التكنولوجي وتمكين الشباب العربي في المجالات الرقمية الحيوية.

خلفية عن منصة "مهارة-تك"
انطلقت "مهارة-تك" كمبادرة طموحة من معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI)، وهو جهة حكومية مصرية رائدة تهدف إلى بناء القدرات البشرية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. تأسست المنصة بهدف أساسي يتمثل في توفير تدريب مهني وتقني مجاني وعالي الجودة عبر الإنترنت للمتحدثين باللغة العربية. تركز المنصة على تقديم برامج تدريبية متقدمة في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، وعلم البيانات، والأمن السيبراني، والبرمجة، والتسويق الرقمي، وغيرها من التخصصات المطلوبة بشدة في سوق العمل العالمي.
منذ إطلاقها، شهدت "مهارة-تك" تحولًا ملحوظًا من مبادرة تدريبية محلية إلى مشروع إقليمي رائد، حيث وسعت نطاق برامجها ووصلت إلى قاعدة جماهيرية واسعة من الشباب والمهنيين والباحثين عن عمل في مصر ومختلف الدول العربية. وقد نجحت المنصة في سد الفجوة بين متطلبات سوق العمل المتغيرة والمهارات المتاحة، وذلك من خلال شراكاتها مع كبرى الشركات التكنولوجية العالمية والخبراء المحليين لتطوير محتوى تدريبي يواكب أحدث التطورات.
جائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة: أهميتها ومعاييرها
تُعد جائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم من أرفع الجوائز العالمية في مجال التعليم الرقمي. تأسست الجائزة لتكريم المشاريع المبتكرة التي تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بفاعلية لتعزيز التعلم والتعليم وتحسين الأداء التعليمي العام. تسلط الجائزة الضوء على الممارسات الرائدة التي تساهم في إحداث تغيير إيجابي ومستدام في قطاع التعليم من خلال التقنيات الرقمية.
تتميز الجائزة بمعايير صارمة للتقييم، تشمل الابتكار، والفعالية، وقابلية التوسع، والأثر المجتمعي. ويسهم اعتماد اليونسكو في منح الجائزة مكانة مرموقة لها على الصعيد الدولي، مما يجعل الفوز بها إشارة قوية على التميز والريادة. يعكس قرار استضافة البحرين للنسخة العشرين من الجائزة خارج باريس التزامًا متزايدًا بدعم الابتكار التعليمي في المنطقة.
لماذا فازت "مهارة-تك"؟
تميزت "مهارة-تك" في المنافسة الدولية بفضل عدة عوامل رئيسية جعلتها تبرز بين المشاريع المشاركة:
- الوصول الشامل: توفير فرص تعليمية مجانية ومرنة للملايين من المتحدثين باللغة العربية، مما يسهم في ديمقراطية الوصول إلى المعرفة التقنية.
- جودة المحتوى: تقديم محتوى تدريبي عالي الجودة ومحدث باستمرار، يتم تطويره بالتعاون مع خبراء الصناعة والجامعات الرائدة.
- التأثير الاجتماعي والاقتصادي: إسهام المنصة بشكل مباشر في تأهيل الشباب لسوق العمل الرقمي، وتقليل البطالة، وتعزيز الاقتصاد الرقمي في المنطقة.
- قابلية التوسع والابتكار: قدرة المنصة على التوسع الجغرافي والتقني، وتبني حلول تعليمية مبتكرة تتناسب مع احتياجات المتعلمين المتنوعة.
- الاستمرارية: دعم مؤسسي قوي من معهد تكنولوجيا المعلومات ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مما يضمن استدامة المشروع وتطوره.
وقد أشاد حكام الجائزة بمدى تأثير "مهارة-تك" في بناء كوادر رقمية مؤهلة، وبدورها في تمكين الأفراد من اكتساب المهارات اللازمة للنجاح في عالم سريع التغير.
التأثير والآفاق المستقبلية
يعتبر فوز "مهارة-تك" بهذه الجائزة العالمية بمثابة شهادة قوية على ريادة مصر في مجال التعليم الرقمي والتحول التكنولوجي. فهو لا يقتصر على تكريم المنصة فحسب، بل يعكس أيضًا الرؤية الاستراتيجية لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية في بناء مجتمع معرفي رقمي متكامل. من المتوقع أن يعزز هذا الفوز من مكانة "مهارة-تك" كمنصة تعليمية مرجعية في المنطقة، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون والشراكات الدولية.
يتوقع أن تسهم هذه الجائزة في زيادة عدد المستفيدين من برامج "مهارة-تك"، وتشجيع المزيد من الشباب على الانخراط في مسارات التعلم التكنولوجي. كما أنها ستلهم مبادرات تعليمية أخرى في المنطقة لتبني نماذج مماثلة لتحقيق تأثير أكبر في تطوير رأس المال البشري الرقمي. تواصل المنصة التزامها بتحديث وتوسيع محفظة دوراتها التدريبية لتشمل أحدث التكنولوجيات الناشئة، مؤكدة سعيها الدائم لتحقيق رؤيتها في أن تكون الشريك الموثوق به للتعلم التكنولوجي في العالم العربي.
يمثل هذا الإنجاز خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالتعليم الجيد والابتكار، ويؤكد على قدرة المبادرات العربية على المنافسة والتميز على الساحة العالمية.




