منصة "مهارة-تك" تحصد جائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة لتقنيات التعليم الرقمي
أعلن الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، مؤخرًا عن فوز منصة "مهارة-تك" المصرية المرموقة بجائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة لتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم لعام 2025. يُعد هذا الفوز اعترافًا دوليًا بارزًا بالجهود المصرية الرائدة في مجال التعليم الرقمي وتطوير الكفاءات التكنولوجية، ويأتي تحت شعار الجائزة لهذا العام وهو "إعداد المتعلمين والمعلمين للاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي".

خلفية عن منصة "مهارة-تك"
تُعتبر منصة "مهارة-تك" (Mahara-Tech) إحدى المبادرات الوطنية الهامة التي أطلقها معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI)، التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، بهدف رئيسي هو سد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل المتغيرة، خاصة في المجالات التقنية. منذ إطلاقها، قدمت المنصة مجموعة واسعة من الدورات التدريبية المجانية عبر الإنترنت في مختلف تخصصات تكنولوجيا المعلومات، من البرمجة وتطوير الويب إلى الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات.
تركز "مهارة-تك" على بناء القدرات الرقمية للشباب المصري والعربي، مما يساهم في تأهيلهم لوظائف المستقبل ويُمكنهم من المنافسة في الاقتصاد الرقمي. تتميز المنصة بتقديم محتوى تعليمي عالي الجودة باللغة العربية، بالتعاون مع خبراء ومتخصصين، وتتيح للمتعلمين الحصول على شهادات معتمدة عند إكمال الدورات بنجاح. لقد نجحت المنصة في الوصول إلى ملايين المستفيدين في مصر والمنطقة، مسهمةً بشكل كبير في نشر ثقافة التعلم مدى الحياة وتنمية المهارات الرقمية الضرورية للعصر الحديث.
جائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة: السياق والأهمية
تُعد جائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة لتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم واحدة من أرفع الجوائز الدولية في مجالها، وقد تأسست في عام 2005 بدعم من مملكة البحرين. تهدف الجائزة إلى تكريم الأفراد والمؤسسات والمشروعات التي تُظهر ابتكارًا وتميزًا في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين جودة التعليم والتعلم والوصول إليه. تُسلط الضوء كل عام على موضوع ذي أهمية قصوى في المشهد التعليمي العالمي.
بالنسبة لعام 2025، اختارت الجائزة التركيز على موضوع بالغ الأهمية وهو "إعداد المتعلمين والمعلمين للاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي". يعكس هذا التركيز الوعي المتزايد بالتأثير العميق للذكاء الاصطناعي على التعليم وضرورة ضمان استخدامه بطرق تعزز الإنصاف والشفافية والمسؤولية، مع حماية حقوق الأفراد والقيم الإنسانية. يهدف هذا التوجه إلى تمكين الأجيال القادمة من الاستفادة القصوى من إمكانات الذكاء الاصطناعي مع التخفيف من مخاطره المحتملة.
تفاصيل الفوز ومبرراته
جاء فوز منصة "مهارة-تك" بالجائزة تتويجًا لنهجها الشامل والمبتكر في دمج التكنولوجيا بالعملية التعليمية. تميزت المنصة بعدة جوانب جعلتها مرشحًا قويًا للجائزة، منها:
- نطاق الوصول الواسع: قدرتها على توفير فرص تعليمية عالية الجودة لملايين المتعلمين في مختلف أنحاء مصر والمنطقة، متجاوزة الحواجز الجغرافية والاجتماعية.
- تنوع المحتوى وجودته: تقديم دورات تدريبية متخصصة ومصممة بعناية لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة، بالتعاون مع كبريات الشركات التكنولوجية والمؤسسات الأكاديمية.
- التركيز على المهارات المستقبلية: اهتمامها بتنمية المهارات الرقمية المتقدمة، بما في ذلك أسس الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، مما يؤهل الشباب لمواجهة تحديات العصر الرقمي.
- الاستجابة لشعار الجائزة: أظهرت المنصة التزامًا قويًا بالاستخدام المسؤول والأخلاقي للتكنولوجيا، وهو ما يتسق تمامًا مع شعار الجائزة لعام 2025 المتعلق بالذكاء الاصطناعي. تتضمن برامجها جوانب توعوية حول أخلاقيات التكنولوجيا وكيفية استخدامها بمسؤولية.
يمر اختيار الفائزين بالجائزة بعملية تقييم صارمة من قبل لجنة تحكيم دولية تضم خبراء في تكنولوجيا التعليم من جميع أنحاء العالم، مما يضفي مصداقية كبيرة على هذا الفوز ويؤكد على مكانة "مهارة-تك" كنموذج يحتذى به في هذا المجال.
التصريحات الرسمية والتأثير
تلقى الإعلان عن هذا الفوز بترحيب كبير على المستويين الرسمي والشعبي في مصر. وقد أعرب الدكتور أيمن عاشور عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز، مؤكدًا أنه يعكس حرص الدولة المصرية، ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على دعم الابتكار وتطوير التعليم الرقمي كركيزة أساسية لبناء مجتمع المعرفة. وأشار سيادته إلى أن هذا الفوز يمثل دفعة قوية للجهود المبذولة لتمكين الشباب وتأهيلهم لسوق العمل العالمي، ويسلط الضوء على الدور المحوري لـ معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI) في قيادة هذه المبادرات.
من المتوقع أن يعزز هذا التقدير الدولي من مكانة منصة "مهارة-تك" على الصعيدين المحلي والدولي، مما قد يفتح آفاقًا جديدة للتعاون والشراكات مع مؤسسات تعليمية وتكنولوجية عالمية. كما أنه من شأنه أن يزيد من ثقة المتعلمين بالمنصة ويشجع المزيد من الأفراد على الاستفادة من برامجها التدريبية، وبالتالي توسيع قاعدة المستفيدين وتعظيم الأثر الإيجابي للمنصة على التنمية البشرية في مصر.
الآفاق المستقبلية لتكنولوجيا التعليم في مصر
لا يقتصر تأثير فوز "مهارة-تك" على المنصة بحد ذاتها، بل يمتد ليشمل المشهد العام لتكنولوجيا التعليم في مصر. يُعتبر هذا الإنجاز مؤشرًا قويًا على الإمكانات الهائلة التي تمتلكها مصر في مجال الابتكار التعليمي الرقمي، ويُشجع على تبني المزيد من المبادرات المماثلة. من شأنه أن يُلهم المطورين والمعلمين والطلاب لاستكشاف طرق جديدة لدمج التكنولوجيا بفعالية ومسؤولية في العملية التعليمية.
كذلك، يدعم هذا الفوز رؤية مصر 2030 التي تولي أهمية قصوى لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، ويعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للتميز في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. مع التركيز العالمي المتزايد على الذكاء الاصطناعي، يؤكد هذا التقدير الدولي على أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح نحو إعداد جيل قادر على التعامل مع هذه التقنيات المتطورة بوعي ومسؤولية أخلاقية، مما يضمن مستقبلًا رقميًا مستدامًا وشاملاً للجميع.



