مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية يكشف عن بوستر دورته الـ15 واحتفاء بيوسف شاهين
في خطوة مبكرة تمهيدًا لفعاليات عام 2026، أعلنت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية مؤخرًا عن إطلاق البوستر الرسمي لدورته الخامسة عشرة. وتُقام هذه الدورة المرتقبة في الفترة من 30 مارس وحتى 6 أبريل 2026، وتحمل اسم المخرج المصري العالمي الكبير يوسف شاهين، وذلك تزامنًا مع حلول مئويته التي تنطلق في ذات العام.

يأتي الكشف عن البوستر بمثابة إيذان رسمي ببدء التحضيرات للدورة المقبلة، وتسليط الضوء على هويتها البصرية والفنية التي غالبًا ما تحمل دلالات خاصة بالموضوعات أو الشخصيات التي تحتفي بها الدورة. ويعكس البوستر عادةً جوهر المهرجان ورؤيته الفنية، مما يثير ترقب جمهور السينما والنقاد على حد سواء لما ستحمله الدورة الخامسة عشرة من فعاليات وأفلام وبرامج متميزة.
خلفية عن مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية
يُعد مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، الذي تأسس في عام 2012، أحد أبرز المنصات الثقافية والسينمائية في مصر والقارة الإفريقية. ويهدف المهرجان بشكل رئيسي إلى دعم وترويج السينما الإفريقية بكافة أشكالها، وفتح نوافذ جديدة للحوار وتبادل الخبرات بين صُنّاع الأفلام من مختلف الدول الإفريقية. كما يسعى إلى جذب الانتباه العالمي للأفلام الإفريقية وتشجيع التعاون المشترك في مجال الإنتاج السينمائي.
تستضيف مدينة الأقصر، المعروفة بتراثها الحضاري العريق، هذا الحدث السنوي، مما يضيف بعدًا ثقافيًا وسياحيًا فريدًا للمهرجان. وتُساهم هذه الاستضافة في تعزيز مكانة الأقصر كمركز ثقافي وفني، وفي الوقت نفسه، تُقدم المدينة نفسها كخلفية تاريخية ملهمة للأنشطة السينمائية.
تكريم يوسف شاهين: مئوية مخرج استثنائي
يمثل اختيار المخرج الكبير يوسف شاهين ليكون اسمًا للدورة الخامسة عشرة احتفاءً بمئويته، تكريمًا مستحقًا لمسيرة فنية حافلة امتدت لعقود. يُعرف شاهين، الذي وُلد عام 1926، بأنه أحد رواد السينما المصرية والعربية، وقد ترك بصمة لا تُمحى على السينما العالمية بأسلوبه الفريد ورؤيته الجريئة.
تجاوزت أعمال شاهين الحدود الجغرافية، حيث عُرضت أفلامه في كبرى المهرجانات الدولية ونالت إشادة واسعة. من أبرز أفلامه التي رسخت اسمه في تاريخ السينما "باب الحديد"، "الأرض"، "العصفور"، "إسكندرية... ليه؟"، و "المهاجر". وقد تميزت أفلامه بتنوعها وعمقها، وتناولت قضايا اجتماعية وسياسية وفلسفية بأسلوب فني متفرد، مما جعله صوتًا مميزًا للواقع العربي والإنساني.
يُتوقع أن تُقدم الدورة الخامسة عشرة للمهرجان برامج خاصة وفعاليات تُسلط الضوء على إرث يوسف شاهين الفني، بما في ذلك عروض لأبرز أفلامه وندوات ومناقشات تستكشف تأثيره على الأجيال اللاحقة من السينمائيين في مصر والعالم العربي وإفريقيا. هذا التكريم سيُساهم بلا شك في تعريف الأجيال الجديدة بإنجازات هذا المخرج العظيم.
أهمية الخبر والآفاق المستقبلية
يُشير الإعلان المبكر عن بوستر الدورة وتفاصيل التكريم إلى حرص إدارة المهرجان على تقديم دورة استثنائية. فالاحتفال بشخصية بحجم يوسف شاهين لا يُمثل مجرد تكريم لفنان عظيم، بل هو أيضًا تأكيد على الهوية الثقافية والفنية للمنطقة، ويعكس طموح المهرجان في ربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
يُتوقع أن تُعزز هذه الدورة من مكانة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية على الخريطة السينمائية الدولية، وأن تُسهم في جذب المزيد من الاهتمام النقدي والجماهيري للسينما الإفريقية بشكل عام. كما أنها فرصة لتعميق الروابط الثقافية بين مصر ودول القارة، ولتقديم تجربة سينمائية غنية ومُلهمة للحضور.





