مهرجان "جيلنا" للسينما: منصة للشباب وصناعة المشهد الفني المعاصر
برز مهرجان "جيلنا"، الذي يُنظمه المركز الكاثوليكي المصري للسينما، كحدث ثقافي محوري في المشهد الفني المصري. في دورته الثانية، يهدف المهرجان إلى سد الفجوات بين الأجيال داخل المجتمع الفني، وتقديم منصة حيوية للمواهب الصاعدة في مجالات الأفلام القصيرة والتصوير الفوتوغرافي، مؤكداً على أهمية التبادل الثقافي وتجديد الرؤى الفنية.

الأهداف والرؤية الفنية للمهرجان
يسعى مهرجان "جيلنا" في جوهره إلى معالجة الأسئلة الأساسية المتعلقة بدور الفن ومعناه في المجتمع المعاصر. تحت شعار "الفن من أجل الحياة"، يقدم المهرجان رؤية مفادها أن الفن ليس مجرد سعي جمالي، بل هو انعكاس متعدد الأوجه للوجود الإنساني: فهو مصدر للحياة، وحافظ للذاكرة، وجسر حاسم للحوار بين الأجيال المختلفة. هذه الفلسفة تدعم تركيزه المزدوج على رعاية الأصوات الفنية الناشئة وتكريم الشخصيات البارزة التي ساهمت في تشكيل المشهد السينمائي.
الدورة الثانية وتكريم الرواد والشباب
أكدت الدورة الأحدث للمهرجان التزامه بهذا التبادل بين الأجيال. كان من أبرز فعالياتها التكريم الخاص الذي حظي به الفنان المخضرم لطفي لبيب، حيث جرى الاحتفاء بمسيرته الفنية الواسعة ونزاهته الفنية كتجسيد لقيم المهرجان. خلقت هذه اللفتة، التي اتسمت بالدفء والاحترام، مساحة تقدر الولاء للتراث الفني وتلهم الإبداع المستقبلي في آن واحد.
- كما جرى تكريم شخصيات أخرى مرموقة لمساهماتها الكبيرة في الفن والسينما المصرية، ومنهم:
- الممثلة عايدة رياض
- الفنان أحمد كمال
- الممثلة هنا شيحة
- الفنان محمد عبد الرحمن توتا
- الفنان محمد هشام شيكو
- والمصورين الصحفيين البارزين حسام دياب وعمرو نبيل.
توازنت هذه التكريمات بعناية مع الرسالة الأساسية للمهرجان: تمكين الفنانين الشباب. من خلال الاحتفاء بالمهنيين المتمرسين جنبًا إلى جنب مع المواهب الصاعدة، يبرهن "جيلنا" بنشاط على إيمانه بسلسلة فنية مستمرة حيث توجه الخبرة الابتكار.
دعم المواهب الصاعدة وفرص التجريب
يعد دعم المخرجين والمصورين الشباب حجر الزاوية في مهرجان "جيلنا". يوفر المهرجان ساحة أساسية لهؤلاء الفنانين الناشئين لعرض أفلامهم القصيرة وأعمالهم الفوتوغرافية. لا تقتصر هذه المنصة على العرض فحسب؛ بل تشجع حرية التعبير والتجريب، مما يسمح ببروز وجهات نظر وروايات جديدة دون القيود التقليدية. يعمل المهرجان كنقطة انطلاق، حيث يقدم الرؤية والاعتراف اللذين يعدان حاسمين للمبدعين الشباب الذين يسعون لتأكيد وجودهم في صناعة تنافسية. من خلال ورش العمل، والمناقشات، وفرصة التفاعل مع الرواد، يكتسب المشاركون رؤى لا تقدر بثمن وفرصًا للتواصل. تم تصميم هذه البيئة الديناميكية لتعزيز جيل جديد من الفنانين القادرين على دفع الحدود الفنية وإثراء الحوار الثقافي.
الأثر على المشهد السينمائي والثقافي
يلعب مهرجان "جيلنا" دوراً محورياً في تشكيل المشهد الفني المصري المعاصر. من خلال تركيزه المستمر على تنمية الشباب مع الحفاظ على الاحترام للفنانين الراسخين، فإنه يساهم بشكل كبير في حيوية وتنوع التعبيرات السينمائية والفوتوغرافية. يضمن المهرجان سماع الأصوات الجديدة ورواية القصص الجديدة، مما يثري النسيج الثقافي لمصر. يضمن التزام المهرجان بمواضيع الحياة، والذاكرة، والتواصل بين الأجيال، أهميته وتأثيره يتجاوز مجرد الترفيه، ويضع الفن كأداة قوية للتعليق الاجتماعي والفهم الثقافي. يعد نجاحه المستمر بمستقبل مشرق للسينما المصرية، مدفوعاً بمواهب شابة مبتكرة.




