مواجهات مصر وجيبوتي: نظرة تاريخية قبل لقاء الحسم المؤهل للمونديال
تستعد الجماهير المصرية لمتابعة مباراة ذات أهمية كبرى تجمع بين منتخب مصر الأول لكرة القدم ومنتخب جيبوتي، وذلك مساء اليوم الأربعاء الموافق 5 يونيو 2024. تأتي هذه المواجهة المرتقبة ضمن منافسات الجولة الثالثة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026. ولأن كل خطوة في طريق المونديال تعد حاسمة، فإن استعراض التاريخ الكروي بين الفريقين يلقي الضوء على طبيعة التحدي وأهمية اللقاء، الذي سيقام على أرضية الملعب الكبير بمراكش في المغرب.

السجل التاريخي للمواجهات بين مصر وجيبوتي
على الرغم من القرب الجغرافي، إلا أن تاريخ المواجهات الرسمية بين المنتخبين المصري والجيبوتي محدود، وقد انحصرت لقاءاتهما في إطار تصفيات كأس العالم. شهدت جميع هذه المواجهات تفوقاً واضحاً للمنتخب المصري، مما يعكس الفارق في الخبرة والإمكانات الكروية بين الدولتين.
- التقى المنتخبان لأول مرة ضمن تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. ففي 7 يونيو 2008، استضافت مصر جيبوتي وحققت فوزاً كبيراً بنتيجة 4-0.
- وفي مباراة الإياب، وتحديداً في 12 أكتوبر 2008، كرر المنتخب المصري انتصاره الساحق بنتيجة 6-0 على الأراضي الجيبوتية (التي أقيمت في الأصل بالكونغو).
- المواجهة الأحدث بين الفريقين كانت في افتتاح مشوارهما ضمن التصفيات الحالية لكأس العالم 2026. ففي 16 نوفمبر 2023، استضافت مصر جيبوتي بالقاهرة، ونجحت في تحقيق فوز عريض آخر بنتيجة 6-0. وشهدت تلك المباراة تألق المهاجم مصطفى محمد الذي سجل ثلاثة أهداف (هاتريك).
يُظهر هذا السجل التاريخي تفوقاً مصرياً كاملاً في جميع المباريات الرسمية الثلاث التي جمعت الفريقين، حيث سجلت مصر 16 هدفاً وحافظت على شباكها نظيفة في كل هذه اللقاءات، مما يؤكد الفوارق الفنية الكبيرة.
سياق المباراة الحالية وتصفيات كأس العالم 2026
تكتسب المباراة الحالية أهمية خاصة للمنتخب المصري في سعيه للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 التي ستستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. يدخل الفراعنة اللقاء وهم يتصدرون المجموعة الأولى برصيد 6 نقاط من مباراتين، محققين العلامة الكاملة حتى الآن بعد فوزهم على جيبوتي في الجولة الأولى وسيراليون في الجولة الثانية. هذا الأداء القوي يضعهم في موقع مثالي لتعزيز صدارتهم.
بالنسبة للمنتخب الجيبوتي، فإن مسيرته في التصفيات كانت صعبة حتى الآن، حيث يحتل المركز الأخير في المجموعة بدون نقاط. ورغم ذلك، يخوض الفريق هذه المباريات بروح قتالية عالية، سعياً لاكتساب الخبرة وتحقيق أداء مشرف أمام المنتخبات الكبرى.
تُعد النقاط الثلاث في هذه المباراة حيوية لمصر لتعزيز صدارتها للمجموعة قبل المواجهة المنتظرة أمام بوركينا فاسو، وهي منافس مباشر على بطاقة التأهل، وذلك بعد أيام قليلة. الفوز يمنح المنتخب المصري دفعة معنوية كبيرة ويقلل من الضغوط في المباريات المقبلة.
يُذكر أن المباراة ستقام في المغرب نظراً لعدم استيفاء الملاعب الجيبوتية للمعايير المطلوبة من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) لاستضافة المباريات الدولية. هذا الوضع يحرم جيبوتي من ميزة اللعب على أرضها وبين جماهيرها، مما قد يصب في صالح المنتخب المصري.
التوقعات والأهمية المستقبلية
بناءً على المعطيات التاريخية والفنية، تُشير التوقعات إلى أن المنتخب المصري هو الأقرب لتحقيق الفوز في هذه المواجهة. ومع ذلك، يدرك الجهاز الفني بقيادة حسام حسن أهمية التعامل بجدية وانضباط مع المباراة لتجنب أي مفاجآت. الهدف الأساسي هو تحقيق الفوز بأداء مقنع، والحفاظ على اللياقة البدنية للاعبين، والاستعداد الأمثل للتحديات القادمة في التصفيات.
إن تأمين النقاط الكاملة من هذه المباراة سيقرب مصر خطوة مهمة نحو العودة للمونديال للمرة الرابعة في تاريخها، بعد مشاركاتها في 1934 و1990 و2018. وفي ظل توسيع عدد المقاعد المخصصة لأفريقيا في كأس العالم 2026، فإن الطموح المصري كبير لتأكيد مكانته بين كبار القارة.





