نجوم عرب لا تُنسى: 6 أسماء بارزة في تاريخ الدوري المصري الممتاز
لطالما كان الدوري المصري الممتاز، بتاريخه العريق وشعبيته الجارفة، قبلة للعديد من المواهب الكروية العربية الباحثة عن التألق وإثبات الذات. وعلى مدار العقود الماضية وحتى يومنا هذا، حفر عدد من اللاعبين العرب أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات الكرة المصرية، تاركين بصمات لا تُمحى ومساهمين بفعالية في رفع مستوى المنافسة وجذب الجماهير.

خلفية: جاذبية الدوري المصري للمواهب العربية
يمثل الدوري المصري بيئة فريدة للنجوم العرب، بفضل القاعدة الجماهيرية الكبيرة للأندية، والمستوى الفني المرتفع، والفرصة للمشاركة في البطولات القارية مثل دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية. هذا بالإضافة إلى التقارب الثقافي واللغوي الذي يسهل عملية الاندماج للاعبين القادمين من دول عربية مختلفة، مما يجعل التجربة الاحترافية أكثر سلاسة ونجاحًا. وقد شهدت المواسم الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في أعداد المحترفين العرب، الذين أصبحوا يمثلون ركائز أساسية في تشكيلات الأندية الكبرى والصغيرة على حد سواء.
نجوم عرب خالدون: لمحات من التألق
من بين الكوكبة الكبيرة من اللاعبين العرب الذين مروا على ملاعب الدوري المصري، برزت أسماء بعينها بفضل تألقها المستمر وتأثيرها المباشر على نتائج فرقها. هؤلاء اللاعبون لم يقدموا أداءً فرديًا مميزًا فحسب، بل أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الأندية التي لعبوا لها، وألهموا أجيالًا من المشجعين. وفيما يلي استعراض لستة من أبرز هؤلاء النجوم الذين تركوا بصمة خالدة:
- علي معلول (تونس، الأهلي): يُعتبر الظهير الأيسر التونسي، الذي انضم إلى النادي الأهلي في يوليو 2016، أحد أهم اللاعبين الأجانب في تاريخ النادي والدوري المصري بأسره. اشتهر معلول بقدرته الفائقة على المراوغة وتقديم العرضيات المتقنة، إلى جانب تسديداته القوية من ركلات الجزاء والضربات الثابتة. قاد الأهلي لتحقيق العديد من الألقاب المحلية والقارية، منها دوري أبطال أفريقيا والدوري المصري الممتاز، وأصبح هدافًا تاريخيًا للأجانب في النادي بفضل أهدافه الحاسمة وتمريراته الحاسمة التي تجاوزت المئة.
- فرجاني ساسي (تونس، الزمالك): وصل لاعب الوسط التونسي إلى الزمالك في أغسطس 2018 وسرعان ما أصبح معشوق الجماهير بفضل شخصيته القيادية، مهاراته الفنية، وقدرته على التحكم في إيقاع اللعب. كان ساسي الدينامو المحرك لخط وسط الزمالك، وساهم بفعالية في فوز الفريق بلقب الدوري المصري الممتاز وكأس مصر وكأس السوبر الأفريقي وكأس الكونفدرالية الأفريقية، قبل رحيله في صيف 2021. كانت تمريراته الدقيقة ورؤيته الثاقبة جزءًا لا يتجزأ من نجاحات الفريق.
- وليد أزارو (المغرب، الأهلي): المهاجم المغربي الذي انضم للأهلي في يونيو 2017، كان قوة هجومية لا يستهان بها. تميز بسرعته الكبيرة وقدرته على إنهاء الهجمات ببراعة. رغم تعرضه لبعض الانتقادات أحيانًا، إلا أنه كان هداف الفريق في موسمه الأول بلقب الدوري المصري الممتاز، وسجل العديد من الأهداف الحاسمة في البطولات المحلية والقارية، مما جعله عنصرًا أساسيًا في هجوم الأهلي خلال فترة تواجده التي امتدت حتى يناير 2020.
- حمزة المثلوثي (تونس، الزمالك): المدافع التونسي القوي الذي التحق بالزمالك في صيف 2020، أثبت جدارته كواحد من أبرز المدافعين في الدوري. تميز بثبات مستواه، وقدرته على اللعب في أكثر من مركز دفاعي، سواء كظهير أيمن أو قلب دفاع. ساهم المثلوثي بشكل كبير في قوة الخط الخلفي للزمالك، وكان جزءًا أساسيًا من الفريق الذي توج بلقب الدوري المصري الممتاز مرتين، وأصبح حاليًا قائدًا من قادة الفريق نظرًا لخبرته وشخصيته.
- محمد أوناجم (المغرب، الزمالك): الجناح المغربي السريع والمهاري الذي وصل إلى الزمالك في صيف 2019. عرف بقدرته على خلق الفرص والمراوغات الخطيرة، مما أضاف بعدًا هجوميًا قويًا للفريق. لعب دورًا محوريًا في فوز الزمالك بالدوري المصري الممتاز وكأس مصر وكأس السوبر الأفريقي، وقدم العديد من العروض المميزة التي لا تزال عالقة في أذهان الجماهير البيضاء.
- أمير سعيود (الجزائر، عدة أندية): صانع الألعاب الجزائري الذي لعب للعديد من الأندية المصرية أبرزها الأهلي والإسماعيلي والمقاولون العرب. اشتهر بمهاراته الفردية العالية، وقدرته على تسديد الكرات الثابتة والأهداف من مسافات بعيدة بطريقة مذهلة. رغم أن مسيرته لم تكن مستقرة في نادٍ واحد لفترة طويلة، إلا أنه ترك بصمات فنية لا تُنسى في كل مكان حل به، بأهدافه التي كانت محط إعجاب الجماهير وتوضح موهبته الفذة.
الأهمية والتأثير المستمر
إن مساهمة هؤلاء النجوم العرب، وغيرهم الكثير، لم تقتصر على الأداء داخل المستطيل الأخضر فحسب، بل امتدت لتشمل جوانب أوسع. لقد ساهموا في رفع القيمة التسويقية للدوري، وجذب اهتمام جماهيري وإعلامي أكبر من المنطقة العربية بأسرها. كما أن تواجدهم يعزز من التبادل الثقافي والرياضي بين الدول العربية، ويفتح الأبواب أمام مواهب أخرى للسعي وراء تجارب احترافية في مصر.
لقد أظهرت تجارب هؤلاء اللاعبين أن الاستثمار في المواهب العربية يمكن أن يؤتي ثماره بشكل كبير، وأنهم قادرون على تحقيق النجاح وترك إرث دائم في الدوري المصري الممتاز. هذا الإرث لا يزال يتواصل مع الأجيال الجديدة من المحترفين العرب الذين يسعون للسير على خطى من سبقوهم، مؤكدين على الدور المحوري الذي تلعبه هذه الكفاءات في إثراء كرة القدم المصرية.





