نقابة تكنولوجيا التربية تطلق برنامجاً تدريبياً مجانياً لتمكين التعلم والتعليم بالذكاء الاصطناعي
أعلنت نقابة تكنولوجيا التربية في لبنان مؤخراً عن إطلاق برنامجها التدريبي المجاني الطموح، والذي يحمل عنوان “تمكين التعلم والتعليم في عصر الذكاء الاصطناعي”. تأتي هذه المبادرة في إطار جهود النقابة المستمرة لتطوير القطاع التربوي اللبناني ومواكبة أحدث التطورات العالمية في مجال التعليم الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بهدف تزويد الكوادر التربوية بالمهارات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل وضمان جاهزية المنظومة التعليمية للتحولات التكنولوجية السريعة.
خلفية وأهداف البرنامج
يُشرف على تنظيم هذا البرنامج التدريبي النوعي لجنة قطاع المرأة في محافظة جبل لبنان، ويتم تنفيذه ضمن فعاليات “شهر المعرفة لتمكين النساء”. يبرز هذا التوجه المزدوج التزام النقابة ليس فقط بتبني التكنولوجيا المتقدمة في التعليم، بل أيضاً بدعم وتعزيز دور المرأة في هذا المجال الحيوي الذي يشهد نمواً متسارعاً. تسعى النقابة من خلال هذه الفعالية إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، أهمها دعم الممارسات التربوية الحالية وتجويدها، وتقديم رؤى حديثة حول كيفية دمج أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي بفعالية في العملية التعليمية لتطوير أساليب التدريس والتعلم.
يهدف البرنامج بشكل خاص إلى سد الفجوة بين الأساليب التعليمية التقليدية والاحتياجات المتغيرة لعصر يتسم بالابتكار التكنولوجي المتسارع. فمن خلال تمكين المعلمات والمربيات من استيعاب وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، تطمح النقابة إلى خلق بيئة تعليمية أكثر تفاعلية وشخصية وملاءمة لاحتياجات كل طالب، ما يتيح للطلاب تطوير المهارات الرقمية والتفكير النقدي اللازمة للنجاح في مسارهم الأكاديمي والمهني المستقبلي.
أهمية المبادرة في المشهد التربوي
تتمتع هذه المبادرة برعاية كريمة من رئيس نقابة تكنولوجيا التربية في لبنان، النقيب ربيع بعلبكي، الذي أكد على أهميتها الاستثنائية وتفردها وغناها. وأشار بعلبكي إلى أن البرنامج يجمع نخبة من السيدات التربويات من مختلف أنحاء الوطن، ما يعكس طموح النقابة في تحقيق تأثير واسع وشامل على مستوى التعليم في لبنان. هذا التجمع الوطني للمعلمات يتيح تبادل الخبرات والمعارف وتوحيد الجهود نحو تطوير رؤية تعليمية مشتركة تستفيد من أحدث الابتكارات وتحقق قفزة نوعية في جودة التعليم.
تكتسب المبادرة أهمية خاصة في ظل التوجه العالمي المتزايد نحو دمج الذكاء الاصطناعي في كافة جوانب الحياة، ومن ضمنها التعليم. إن تزويد المعلمين بالقدرة على استخدام الذكاء الاصطناعي ليس مجرد إضافة تقنية، بل هو ضرورة استراتيجية لضمان أن تبقى المناهج الدراسية ذات صلة وفعالة في إعداد الأجيال القادمة. يتيح الذكاء الاصطناعي إمكانيات غير مسبوقة لتحسين تجربة التعلم، بدءاً من تخصيص المحتوى التعليمي ليناسب الاحتياجات الفردية للطلاب، إلى أتمتة المهام الإدارية الروتينية، وصولاً إلى توفير تحليلات عميقة حول أداء الطلاب تمكن المعلمين من اتخاذ قرارات تعليمية مستنيرة. كما أن توفير هذا البرنامج بشكل مجاني يعزز من فرص الوصول إلى التطوير المهني ويقلل من الحواجز المالية أمام المشاركين.
محاور البرنامج والمستفيدون
من المتوقع أن يغطي البرنامج مجموعة واسعة من المحاور التي تشمل أساسيات الذكاء الاصطناعي، كيفية تطبيق أدواته في الفصول الدراسية، أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتصميم استراتيجيات تعليمية مبتكرة تستند إلى التكنولوجيا لتعزيز التفاعل والمشاركة. الهدف هو بناء قدرات المشاركات لتمكينهن من تصميم أنشطة تعليمية تفاعلية تعزز من مشاركة الطلاب وتحفز الإبداع لديهم، وتعدهم لمواجهة متطلبات القرن الحادي والعشرين.
يستهدف البرنامج بشكل أساسي السيدات التربويات من كافة الاختصاصات والمراحل التعليمية في لبنان، من التعليم الأساسي إلى الثانوي. هذا الاستهداف الشامل يضمن أن تكون الفائدة عامة وتصل إلى قاعدة واسعة من المعلمات اللواتي بدورهن سينقلن هذه المعرفة والمهارات إلى آلاف الطلاب، مما يضمن تأثيراً مضاعفاً على المنظومة التعليمية بأكملها ويساهم في نشر الوعي بأهمية التكنولوجيا التعليمية.
الرؤية المستقبلية والتأثير المتوقع
تتطلع نقابة تكنولوجيا التربية من خلال هذا البرنامج إلى ترسيخ مكانتها كجهة رائدة في مجال تطوير التعليم التكنولوجي في لبنان. إن تمكين المعلمين بالمهارات الرقمية المتقدمة، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، يعد استثماراً حاسماً في مستقبل الأجيال القادمة وتأهيلاً للبنانيين لمواجهة تحديات العصر الرقمي. من المتوقع أن يسهم البرنامج في خلق جيل جديد من المعلمين القادرين على تصميم بيئات تعلم مبتكرة ومحفزة، مما يؤدي إلى تحسين جودة التعليم بشكل ملموس في لبنان وتعزيز قدرته التنافسية إقليمياً ودولياً.
على المدى الطويل، تأمل النقابة أن يؤدي هذا النوع من المبادرات إلى رفع مستوى الوعي بأهمية التكنولوجيا في التعليم، وتشجيع تبني المزيد من الحلول الرقمية، وتشكيل رؤية وطنية موحدة للتعليم الرقمي تضمن استعداد الشباب اللبناني للمتطلبات المتغيرة لسوق العمل العالمي والمساهمة في الاقتصاد المعرفي. هذه الخطوة تمثل جزءاً من رؤية أوسع لضمان أن يكون التعليم في لبنان مواكباً للعصر الرقمي ومؤهلاً لإعداد قادة ومبتكرين المستقبل.




