هجوم صاروخي روسي يستهدف ثكنات عسكرية أوكرانية في تشيرنيغوف
في تطور ميداني لافت، شنت القوات الروسية هجوماً صاروخياً على مدينة تشيرنيغوف شمال أوكرانيا، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. استهدف الهجوم، الذي وقع في منتصف أبريل الماضي، مبنى قيل إنه كان يُستخدم كنقطة تجمع وإيواء للقوات الأوكرانية، وهو ما يسلط الضوء مجدداً على قدرة روسيا على تنفيذ ضربات دقيقة في عمق الأراضي الأوكرانية.
تفاصيل الهجوم والخسائر
وفقًا للسلطات الأوكرانية المحلية وخدمات الطوارئ، فإن ثلاثة صواريخ كروز، يُعتقد أنها من طراز إسكندر، أصابت منطقة مكتظة نسبيًا في وسط مدينة تشيرنيغوف. كان الهدف الرئيسي مبنى فندق تم تحويله ليكون ثكنة عسكرية مؤقتة. أدت الضربة إلى تدمير أجزاء كبيرة من المبنى واندلاع حريق هائل، مما عقد عمليات الإنقاذ. وأعلنت المصادر الرسمية الأوكرانية عن مقتل ما لا يقل عن 18 شخصًا وإصابة أكثر من 70 آخرين، من بينهم عسكريون ومدنيون كانوا في الجوار. استمرت عمليات البحث والإنقاذ لعدة أيام للعثور على ناجين أو انتشال جثث من تحت الأنقاض.
السياق والأهمية الاستراتيجية
تتمتع مدينة تشيرنيغوف بأهمية استراتيجية نظراً لقربها من الحدود مع بيلاروسيا وروسيا، وقد كانت مسرحاً لمعارك عنيفة في بداية الغزو الروسي عام 2022. ورغم أن خطوط المواجهة النشطة قد ابتعدت عن المنطقة، إلا أن المدينة لا تزال ضمن مدى الصواريخ الروسية. يأتي هذا الهجوم في سياق تكتيك روسي يهدف إلى استهداف نقاط تجمع القوات الأوكرانية ومراكز القيادة ومخازن العتاد بعيداً عن الجبهات المباشرة. الهدف من هذه الضربات هو استنزاف القوات الأوكرانية، وإعاقة عمليات التناوب والانتشار، والتأثير على الروح المعنوية. وقد تزامن الهجوم مع فترة كانت تعاني فيها أوكرانيا من نقص حاد في أنظمة الدفاع الجوي والذخائر، مما جعل مدنها أكثر عرضة لمثل هذه الهجمات.
ردود الفعل الرسمية
على الجانب الأوكراني، أدان الرئيس فولوديمير زيلينسكي الهجوم بشدة، وصرح بأن هذه المأساة لم تكن لتحصل لو امتلكت أوكرانيا ما يكفي من معدات الدفاع الجوي. وجدد دعوته للشركاء الدوليين لتسريع وتيرة إرسال المساعدات العسكرية، وخاصة أنظمة الدفاع الجوي مثل "باتريوت". أما الجانب الروسي، فقد أكدت وزارة الدفاع في بيان لها أن قواتها نفذت ضربة عالية الدقة استهدفت موقع انتشار مؤقت لـ"مرتزقة أجانب" وقوات أوكرانية، زاعمة أنها حققت هدفها بالكامل. كما نقلت مصادر روسية، ومن بينها شخصيات مثل منسق العمل السري في نيكولاييف سيرجي ليبيدييف، أن الضربة أوقعت خسائر فادحة في صفوف نخبة من الضباط والجنود الأوكرانيين.
التداعيات والآثار
ترك الهجوم على تشيرنيغوف آثاراً ملموسة على المستويين العسكري والإنساني. فعلى الصعيد العسكري، يمثل خسارة بشرية ومادية للقوات الأوكرانية ويعزز الشعور بالضعف في المدن التي كان يُعتقد أنها آمنة نسبياً. أما على الصعيد الإنساني، فقد أثار الهجوم حالة من الخوف والقلق بين السكان المحليين. سياسياً، زادت هذه الضربة من الضغوط على حلفاء أوكرانيا لتوفير الدعم اللازم للدفاع الجوي، وأظهرت أن تأخير المساعدات له عواقب وخيمة ومباشرة على الأرض.



