واشنطن تؤكد: نزع سلاح حماس شرط أساسي لأي اتفاق سلام في غزة
أكدت الإدارة الأمريكية مجدداً على موقفها الثابت بأن نزع سلاح حركة حماس يعد عنصراً لا غنى عنه لأي تسوية سلمية مستقبلية في قطاع غزة. وفي تصريحات متكررة لمسؤولين في وزارة الخارجية، تم التشديد على أن الولايات المتحدة لن تقبل بأي دور لحماس في حكم غزة بعد انتهاء الصراع الحالي، معتبرةً أن وجود جناح مسلح للحركة يتعارض مع متطلبات الأمن والاستقرار الدائم في المنطقة.

تفاصيل الموقف الأمريكي
يعتبر الموقف الأمريكي جزءاً من رؤية أوسع لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، حيث ترى واشنطن ضرورة إيجاد حل يضمن أمن إسرائيل ويمنع تكرار هجمات مثل التي وقعت في 7 أكتوبر. ووفقاً لمتحدثين باسم الخارجية، فإن أي اتفاق يهدف إلى تحقيق سلام مستدام يجب أن يتضمن آليات واضحة وفعالة لنزع سلاح حماس وغيرها من الفصائل المسلحة في القطاع.
وتستند هذه الرؤية إلى عدة مبادئ أساسية:
- رفض حكم حماس: تعارض الولايات المتحدة بشكل قاطع استمرار سيطرة حماس على غزة، سواء على المستوى العسكري أو السياسي.
 - دعم السلطة الفلسطينية: تدعم واشنطن فكرة تولي سلطة فلسطينية "متجددة" مسؤولية إدارة القطاع، شرط أن تكون قادرة على فرض سيادتها الأمنية الكاملة.
 - الأمن الإقليمي: يربط المسؤولون الأمريكيون بين نزع سلاح حماس وبين تحقيق استقرار أوسع في الشرق الأوسط، مؤكدين أن ذلك يخدم مصالح الشركاء الإقليميين أيضاً.
 - الالتزام بأمن إسرائيل: يتم تقديم هذا الشرط باعتباره حجر الزاوية في التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل.
 
السياق الدبلوماسي الراهن
يأتي هذا التأكيد في ظل الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تقودها الولايات المتحدة، بالتعاون مع وسطاء مثل مصر وقطر، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين. وتشير المقترحات التي تم طرحها، بما في ذلك المبادرة التي أعلن عنها الرئيس جو بايدن، إلى أن المراحل المتقدمة من أي اتفاق ستتطرق إلى ترتيبات أمنية طويلة الأمد، والتي ترى واشنطن أن نزع السلاح جزء لا يتجزأ منها.
ورغم أن المفاوضات الحالية تركز على وقف فوري لإطلاق النار، إلا أن مسألة مستقبل حماس العسكري تظل العائق الأكبر أمام الانتقال من هدنة مؤقتة إلى سلام دائم. وتعمل الدبلوماسية الأمريكية على بناء إجماع دولي وإقليمي حول هذه النقطة، لجعلها شرطاً أساسياً في أي خطة لإعادة إعمار غزة وإدارتها.
التحديات وردود الفعل
يواجه الموقف الأمريكي تحديات كبيرة، أبرزها الرفض القاطع من قبل حركة حماس للتخلي عن سلاحها، الذي تعتبره أداة لـ"المقاومة" ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقد صرح قادة الحركة في مناسبات عدة بأن سلاح المقاومة غير قابل للتفاوض. من جانبها، تصر إسرائيل على أن هدفها الأساسي من الحرب هو القضاء الكامل على قدرات حماس العسكرية والحكومية، وهو ما يتوافق إلى حد كبير مع المطلب الأمريكي.
يشكل هذا التباين في المواقف عقبة أساسية أمام أي تقدم حقيقي في المحادثات. فبينما تسعى الولايات المتحدة وشركاؤها لرسم مستقبل لغزة منزوعة السلاح، تتمسك حماس بقدرتها العسكرية كمصدر لبقائها ونفوذها، مما يضع المفاوضات في طريق مسدود بشأن القضايا الجوهرية المتعلقة بنهاية الصراع.




