وزارة الاتصالات تُطلق "قيم جام" لتعزيز الابتكار في صناعة الألعاب السعودية
أعلنت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مؤخرًا عن إطلاق مبادرة "قيم جام"، وهي برنامج يهدف إلى تمكين المبدعين السعوديين من تطوير ألعاب إلكترونية مبتكرة تعكس الثقافة والهوية المحلية. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المتواصلة للمملكة لتعزيز قطاع المحتوى الرقمي ودعم المواهب الوطنية الشابة في أحد أسرع الصناعات نموًا وتأثيرًا على مستوى العالم.

خلفية المبادرة وسياقها
تشهد المملكة العربية السعودية نموًا غير مسبوق في قطاع الألعاب الإلكترونية، مدفوعة بقاعدة سكانية شابة واسعة وشغف كبير بالمحتوى الرقمي. وفقًا للإحصائيات، تُعد السعودية من أكبر أسواق الألعاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع تزايد الإنفاق على الألعاب وتزايد أعداد اللاعبين. في ظل هذا الاهتمام، أصبحت تنمية صناعة محلية للألعاب جزءًا لا يتجزأ من تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، التي تركز على تنويع الاقتصاد، وتمكين الشباب، وبناء مجتمع حيوي قائم على الابتكار والمعرفة.
تسعى الحكومة السعودية من خلال مبادراتها، مثل المجلس الرقمي للمحتوى، إلى تحويل المملكة من مجرد مستهلك للمحتوى الرقمي إلى منتج ومصدر له، لا سيما في مجالات مثل الألعاب. يبرز هذا التوجه أهمية خلق قصص ومحتوى ألعاب يعبر عن القيم والتراث السعودي، مما يساهم في إثراء المشهد الثقافي الرقمي العالمي وتقديم منظور فريد من المملكة.
أهداف برنامج "قيم جام"
يركز برنامج "قيم جام" على تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية الرامية إلى دفع عجلة الابتكار في صناعة الألعاب المحلية:
- تمكين المواهب المحلية: توفير منصة للمطورين والمصممين والفنانين والكتّاب السعوديين الشباب لصقل مهاراتهم وتطبيق أفكارهم الإبداعية.
- تطوير ألعاب سعودية مبتكرة: تشجيع إنتاج ألعاب ذات جودة عالية تتميز بالأصالة والابتكار، مع التركيز على دمج العناصر الثقافية والتراثية السعودية.
- بناء بيئة تعاونية: خلق مساحة للمشاركين للعمل معًا وتبادل الخبرات والمعرفة، مما يعزز روح الفريق ويساهم في بناء مجتمع مطوري ألعاب قوي.
- المساهمة في الاقتصاد الرقمي: دعم نمو صناعة الألعاب المحلية، مما يؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة وجذب الاستثمارات، وبالتالي تنويع مصادر الدخل الوطني.
- تعزيز الهوية الوطنية: استخدام الألعاب كأداة قوية لسرد القصص السعودية والتعريف بالثقافة والتاريخ الغني للمملكة على نطاق عالمي.
تفاصيل المبادرة وآلية عملها
يتبع برنامج "قيم جام" نموذج فعاليات "الجيم جام" المعروفة عالميًا، حيث يتم جمع فرق من المبدعين في فترة زمنية قصيرة ومحددة (غالبًا ما تكون ما بين 48 إلى 72 ساعة) لتصميم وتطوير نماذج أولية لألعاب جديدة من الصفر. تتميز هذه الفعاليات ببيئة عمل مكثفة ومحفزة، تتيح للمشاركين تجربة عملية لتحديات صناعة الألعاب وحلولها.
يشمل البرنامج عادةً مراحل متعددة، تبدأ بفتح باب التسجيل للمهتمين من مختلف التخصصات المتعلقة بصناعة الألعاب (مثل المبرمجين، مصممي الألعاب، الفنانين، كتاب السيناريو، ومصممي الصوت). بعد عملية الاختيار، يتم تزويد المشاركين بالإرشاد والتوجيه من قبل خبراء في هذا المجال، بالإضافة إلى ورش عمل مكثفة لتعزيز مهاراتهم في مجالات مثل التصميم السريع، والبرمجة، ودمج العناصر الفنية.
في نهاية مدة "قيم جام"، تقوم الفرق بتقديم مشاريعها النهائية أمام لجنة تحكيم متخصصة. وغالبًا ما يتم تقديم جوائز وحوافز للفرق الفائزة، بالإضافة إلى فرص محتملة لاحتضان المشاريع الواعدة ودعمها لتطويرها بشكل كامل وطرحها في الأسواق، مما يفتح آفاقًا جديدة للمبدعين السعوديين لتحويل أفكارهم إلى منتجات تجارية ناجحة.
التأثير المتوقع على صناعة الألعاب السعودية
من المتوقع أن يكون لبرنامج "قيم جام" تأثير إيجابي كبير ومتعدد الأوجه على صناعة الألعاب في المملكة. على الصعيد الاقتصادي، ستساهم المبادرة في تنمية قطاع الألعاب كجزء حيوي من الاقتصاد الرقمي، وخلق المزيد من فرص العمل المتخصصة للمواطنين. كما يمكن أن يؤدي نجاح المشاريع الناشئة إلى جذب استثمارات محلية ودولية في هذا القطاع، مما يعزز من مكانة المملكة كمركز إقليمي للابتكار.
ثقافيًا، سيوفر البرنامج منصة فريدة لإنتاج ألعاب تحكي قصصًا سعودية وتستعرض التراث الغني للمملكة بطرق تفاعلية وجذابة. هذا لن يعزز الفخر بالهوية الوطنية فحسب، بل سيمكن أيضًا من تصدير المحتوى الثقافي السعودي إلى العالم بأسره من خلال وسيلة ترفيه عالمية الانتشار. علاوة على ذلك، سيسهم "قيم جام" في بناء قدرات وطنية متخصصة في تصميم وتطوير الألعاب، مما يضمن استدامة نمو الصناعة ويقلل من الاعتماد على الخبرات الأجنبية في المستقبل. بهذا، تؤكد وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التزامها بتحويل الطاقات الإبداعية السعودية إلى محركات حقيقية للتقدم والابتكار.





