وزارة الاتصالات وهيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات تستعدان لتكثيف جهود تنفيذ مبادرة "مصر تصنع الإلكترونيات"
في تطور يعكس التزام الحكومة المصرية بتعزيز قطاع الصناعات الإلكترونية الوطنية، تستعد وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA)، لتكثيف جهودها في تنفيذ المبادرة الرئاسية الطموحة "مصر تصنع الإلكترونيات". تأتي هذه الخطوة في إطار رؤية أوسع لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتصميم وتصنيع الإلكترونيات، بما يسهم في تنويع الاقتصاد الرقمي وخلق فرص عمل جديدة.

خلفية المبادرة وأهدافها
أُطلقت مبادرة "مصر تصنع الإلكترونيات" في عام 2016 بموجب توجيهات رئاسية، بهدف رئيسي هو توطين صناعة تصميم وتصنيع الإلكترونيات، وتقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة. تسعى المبادرة إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، منها:
- تنمية القدرات البشرية: من خلال تدريب وتأهيل الكوادر المصرية الشابة في مجالات تصميم الدوائر المتكاملة، الأنظمة المدمجة، الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء.
- بناء البنية التحتية: توفير بيئة محفزة للابتكار والإنتاج، بما في ذلك حاضنات الأعمال، المراكز البحثية، ومختبرات التصنيع المتقدمة.
- دعم التصنيع المحلي: تقديم حوافز وتسهيلات للشركات المحلية والعالمية للاستثمار في تصنيع الإلكترونيات داخل مصر، وزيادة نسبة المكون المحلي.
- تعزيز الصادرات: مساعدة المنتجات الإلكترونية المصرية على الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية.
- جذب الاستثمارات: استقطاب الشركات التكنولوجية العالمية للاستثمار في قطاع الإلكترونيات المصري.
لطالما اعتبرت هذه المبادرة ركيزة أساسية في استراتيجية بناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام، يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي التقني ويعزز تنافسية مصر على الصعيد العالمي.
أهمية التكثيف الحالي للجهود
يأتي هذا الإعلان عن تكثيف الجهود، والذي يرجح أن يكون قد حدث في أوائل أكتوبر 2023، في وقت حرج يشهد فيه العالم تحديات في سلاسل الإمداد العالمية واهتمامًا متزايدًا بتحقيق الأمن التكنولوجي. إن دفع المبادرة قدمًا في هذه المرحلة يعكس وعيًا حكوميًا بأهمية الاعتماد على الذات في الصناعات الحيوية، وحرصًا على استغلال الفرص المتاحة لتعزيز مكانة مصر كلاعب إقليمي في هذا المجال.
يُتوقع أن يشمل التكثيف المقترح للمبادرة محاور متعددة، قد تتضمن توسيع نطاق برامج التدريب لتشمل تخصصات أحدث وأكثر طلبًا، أو زيادة الدعم الموجه للمشروعات الناشئة والصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع الإلكترونيات. كما يمكن أن يركز على استهداف قطاعات محددة ذات أولوية، مثل تصنيع الأجهزة الذكية، العدادات الرقمية، أو مكونات إنترنت الأشياء، التي تشهد طلبًا متزايدًا في السوق المحلي والإقليمي.
دور وزارة الاتصالات وهيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات
تضطلع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدور محوري في صياغة السياسات والاستراتيجيات الكلية التي تدعم نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما في ذلك صناعة الإلكترونيات. بينما تتولى هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA)، بصفتها الذراع التنفيذي للوزارة في هذا المجال، مسؤولية الإشراف على تنفيذ المبادرات والبرامج المختلفة. تشمل مهام ITIDA تقديم الدعم الفني والمالي، وتسهيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وجذب الاستثمارات، بالإضافة إلى إدارة برامج بناء القدرات وتنمية المهارات.
التعاون الوثيق بين الكيانين يعد ضمانة أساسية لنجاح هذه المبادرة الوطنية، حيث تستكمل الأدوار بعضها البعض لتحقيق الأهداف المنشودة وتحويل الرؤى إلى واقع ملموس على أرض الواقع.
التأثير المتوقع
من شأن تكثيف جهود مبادرة "مصر تصنع الإلكترونيات" أن يؤدي إلى آثار إيجابية متعددة الأوجه على الاقتصاد والمجتمع المصري. على الصعيد الاقتصادي، يُتوقع أن يسهم في:
- زيادة حجم الاستثمارات في قطاع الإلكترونيات.
- توليد آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للمهندسين والفنيين والعمال.
- رفع القيمة المضافة للصناعة المحلية.
- تعزيز قدرة مصر على الابتكار والتصدير في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.
- المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة وتنويع مصادر الدخل القومي.
وعلى الصعيد الاجتماعي، ستعمل المبادرة على تمكين الشباب بالمهارات اللازمة لسوق العمل المستقبلي، ودعم ريادة الأعمال في القطاع التكنولوجي، مما يعزز من مكانة مصر كدولة منتجة للتكنولوجيا لا مستهلكة لها فحسب.





