وزير الاتصالات: صادرات قطاع تكنولوجيا المعلومات متوقعة بـ 7.4 مليار دولار هذا العام
أعلن الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، مؤخرًا عن توقعات بارتفاع قياسي لصادرات قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلاد، لتصل إلى 7.4 مليار دولار أمريكي بنهاية العام المالي الجاري 2023/2024. يمثل هذا الرقم الجديد قفزة ملحوظة في أداء القطاع، ويؤكد على مكانته كأحد المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي في مصر ومصدرًا حيويًا للعملة الصعبة.

خلفية وتطورات الأداء
تأتي هذه التوقعات في سياق استراتيجية حكومية طموحة تهدف إلى تعزيز القدرات التنافسية لقطاع تكنولوجيا المعلومات المصري وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي. وقد شهد القطاع نموًا مطردًا خلال السنوات الماضية، حيث كانت صادراته قد بلغت 6.9 مليار دولار في العام المالي السابق 2022/2023، مما يعكس زخمًا إيجابيًا واستجابة فعالة لخطط التنمية. الوزير طلعت، في عدة تصريحات سابقة، أشار إلى أن مصر تستهدف تحقيق أرقام أعلى في المستقبل القريب، مدفوعة بتزايد الطلب العالمي على الخدمات الرقمية وارتفاع جودة الكفاءات المحلية.
أهمية الخبر ودوافعه
تكتسب هذه الأرقام أهمية خاصة كونها تعكس نجاح الجهود المبذولة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى القطاع، وتوسيع نطاق الخدمات المصدرة. يعتبر قطاع تكنولوجيا المعلومات في مصر مركزًا للابتكار ومحركًا لخلق فرص العمل، خاصة للشباب المؤهل. ويرجع الفضل في هذا النمو إلى عدة عوامل أساسية:
- الاستثمار في البنية التحتية الرقمية: جهود مستمرة لتطوير وتحسين البنية التحتية للاتصالات، بما في ذلك شبكات الإنترنت فائق السرعة ومراكز البيانات، مما يوفر بيئة جاذبة للشركات العالمية والمحلية.
- برامج بناء القدرات: تركيز مكثف على تدريب وتأهيل الشباب المصري في مجالات التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، علم البيانات، الأمن السيبراني، تطوير البرمجيات، والخدمات الرقمية المتكاملة، عبر مبادرات ومراكز متخصصة تابعة للوزارة.
- الموقع الجغرافي المتميز: تتمتع مصر بموقع استراتيجي يربط بين القارات، مما يجعلها مركزًا مثاليًا لتقديم خدمات التعهيد والخدمات الرقمية للأسواق الأوروبية والأفريقية والشرق أوسطية.
- دعم الاستثمار وتسهيل الإجراءات: توفير حوافز وضمانات للمستثمرين في قطاع تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى تبسيط الإجراءات لإنشاء وتوسيع الشركات التي تعمل في مجال التصدير الرقمي.
- توسع الشركات العالمية: استقطاب الشركات التكنولوجية العالمية الكبرى لإنشاء أو توسيع مراكزها لتقديم الخدمات اللوجستية وتعهيد الأعمال (BPO) وخدمات تكنولوجيا المعلومات (ITO) من مصر.
الأهداف المستقبلية والآثار الاقتصادية
لا يقتصر طموح الحكومة المصرية على تحقيق رقم 7.4 مليار دولار، بل يمتد إلى أهداف أكبر وأكثر طموحًا. وقد أشار وزير الاتصالات إلى استهداف الوصول بصادرات القطاع إلى 9 مليارات دولار في المدى القريب، وإلى 10-12 مليار دولار بحلول عام 2026. هذه الأهداف تعكس رؤية واضحة لدور القطاع في تحقيق التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على مصادر الدخل التقليدية.
على الصعيد الاقتصادي، لهذه الزيادة المتوقعة في الصادرات آثار إيجابية متعددة، منها:
- تعزيز احتياطي النقد الأجنبي: تساهم صادرات تكنولوجيا المعلومات في توفير العملات الأجنبية اللازمة لدعم الاقتصاد الوطني.
- خلق فرص عمل نوعية: يوفر القطاع وظائف ذات قيمة مضافة عالية للشباب، مما يحد من البطالة ويعزز القدرة التنافسية للعمالة المصرية.
- نقل التكنولوجيا والمعرفة: يعمل القطاع كجسر لنقل أحدث التقنيات والمعارف العالمية إلى مصر، مما يساهم في بناء اقتصاد المعرفة.
- تحسين الصورة الاقتصادية لمصر: تعكس هذه الأرقام الإيجابية جاذبية بيئة الاستثمار في مصر وقدرتها على تحقيق النمو في القطاعات الحديثة.
في الختام، تعكس تصريحات وزير الاتصالات حول صادرات قطاع تكنولوجيا المعلومات البالغة 7.4 مليار دولار مؤشرًا قويًا على نجاح الاستراتيجيات الوطنية في تحويل مصر إلى مركز إقليمي رائد في مجال تكنولوجيا المعلومات والخدمات الرقمية، مما يبشر بمستقبل واعد للقطاع في السنوات القادمة.





