وزير الاتصالات يستعرض إنجازات شركتين مصريتين لتكنولوجيا المعلومات في صعيد مصر
في خطوة تعكس التزام الدولة بدعم قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كافة أنحاء الجمهورية، قام وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتور عمرو طلعت، بزيارة عمل إلى محافظتي الأقصر وقنا في الأيام الماضية. شملت الزيارة تفقد شركتين مصريتين متخصصتين في تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك بهدف الإطلاع عن كثب على جهودهما وإنجازاتهما في المنطقة. تأتي هذه الزيارة ضمن استراتيجية أوسع للحكومة لتعزيز التنمية الرقمية الشاملة وتوفير فرص العمل للشباب في صعيد مصر.
تفقد الوزير خلال زيارته مرافق الشركتين واستمع إلى عرض تفصيلي حول أنشطتهما ومنتجاتهما وخططهما المستقبلية. أكد سيادته على أهمية الدور الذي تلعبه هذه الشركات في توطين التكنولوجيا وتوفير حلول رقمية مبتكرة، ليس فقط للسوق المحلي ولكن أيضًا بهدف التوسع إقليميًا وعالميًا. وقد أعرب الوزير عن إعجابه بمستوى الكفاءة والاحترافية التي تتمتع بها الكوادر الشابة العاملة في هذه الشركات، مشيدًا بقدرتهم على مواكبة التطورات العالمية في مجالات البرمجيات والتعهيد والخدمات الرقمية.
إحدى الشركتين، والتي تتخذ من الأقصر مقرًا لها، متخصصة في تطوير البرمجيات وتقديم حلول تكنولوجية للمؤسسات الحكومية والخاصة. تعتمد الشركة على فريق عمل من المهندسين والمبرمجين الشباب من أبناء المحافظة، مما يسهم بشكل مباشر في توفير فرص عمل لائقة وذات قيمة مضافة. أما الشركة الثانية، الواقعة في قنا، فتركز على تقديم خدمات التعهيد والحلول الرقمية المتكاملة، وتتميز بقدرتها على خدمة عملاء من مختلف القطاعات، بما في ذلك خدمات مراكز الاتصال والدعم الفني والتحول الرقمي.
وقد ركزت المناقشات خلال الزيارة على سبل تعزيز القدرات التنافسية لهذه الشركات، وفتح آفاق جديدة للتعاون مع الكيانات المحلية والدولية، بالإضافة إلى تحديات الصناعة وكيفية التغلب عليها من خلال الدعم الحكومي والتدريب المستمر. كما تطرقت المباحثات إلى أهمية البنية التحتية للاتصالات ودورها الحيوي في تمكين الشركات التكنولوجية من تقديم خدماتها بكفاءة عالية.
خلفية وأهداف المبادرة الوطنية للتحول الرقمي
تأتي هذه الزيارات في سياق المبادرة الوطنية «مصر الرقمية»، التي تهدف إلى بناء مجتمع رقمي متكامل يعتمد على التكنولوجيا في كافة جوانب الحياة. تولي وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اهتمامًا خاصًا بتنمية المحافظات الحدودية ومحافظات الصعيد، إيمانًا منها بأن التنمية لا يجب أن تقتصر على المدن الكبرى. تسعى الوزارة من خلال هذه الجهود إلى:
- دعم الشركات المصرية الناشئة والمتوسطة في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
- توفير فرص عمل كريمة للشباب في محافظات صعيد مصر، والحد من الهجرة الداخلية إلى المدن الكبرى.
- تحفيز الابتكار وتطوير القدرات التكنولوجية المحلية بما يتماشى مع التوجهات العالمية.
- تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لتصدير الخدمات الرقمية والبرمجيات.
- تحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة جغرافيًا، وتقليص الفجوة الرقمية بين المناطق المختلفة.
تعد الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية، وتوفير برامج تدريب متخصصة للشباب في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات وتطوير البرمجيات، من الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الوزارة لتحقيق هذه الأهداف. وتلتزم الحكومة بتهيئة بيئة جاذبة للاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات، بما يشمل تسهيل الإجراءات وتقديم الحوافز للشركات التي تختار التوسع في هذه المناطق الواعدة.
أهمية الزيارة والتأثير المتوقع
تحمل زيارة وزير الاتصالات إلى هذه الشركات في الأقصر وقنا دلالات هامة وتأثيرات متوقعة على عدة مستويات. على الصعيد الاقتصادي، تعزز الزيارة الثقة في الاستثمار بقطاع تكنولوجيا المعلومات في صعيد مصر، وتشجع شركات أخرى على التوسع في هذه المناطق، مما يساهم في خلق المزيد من فرص العمل وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام. كما أنها تسلط الضوء على الإمكانات الكبيرة للمواهب الشابة في صعيد مصر وقدرتها على المساهمة بفعالية في الاقتصاد الرقمي.
من الناحية الاجتماعية، تساعد هذه المبادرات في تمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة لسوق العمل المستقبلي، مما يقلل من البطالة ويحسن مستويات المعيشة. كما أنها تساهم في بناء مجتمعات رقمية أكثر شمولاً واندماجًا، حيث يتمتع الأفراد بفرص متساوية للوصول إلى الخدمات الرقمية والتعليم والتدريب التكنولوجي. هذه الزيارات تؤكد على التزام الحكومة المصرية بتحقيق رؤية مصر 2030 التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع يعتمد على المعرفة والابتكار.
وتشير التوقعات إلى أن استمرار هذا النوع من الدعم الحكومي والتفاعل المباشر مع شركات تكنولوجيا المعلومات في المحافظات سيؤدي إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي، وتعزيز القدرة التنافسية لمصر على الساحة العالمية في مجال تصدير الخدمات الرقمية والمنتجات التكنولوجية. هذه الخطوات تمثل حجر الزاوية في بناء اقتصاد رقمي قوي ومستقبل مزدهر للشباب المصري.





