وزير الثقافة: الطفولة حجر الزاوية في بناء الإنسان المصري الواعي والمبدع
في خطوة تعكس التزام الدولة المصرية بتنمية أجيال المستقبل، أعلنت وزارة الثقافة عن تنظيم احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للطفولة، مؤكدة على أن الطفولة هي المرحلة الأساسية التي تشكل وعي وإبداع الإنسان المصري. تأتي هذه الفعاليات ضمن مبادرة "مصر تتحدث عن نفسها" التي تتبناها الوزارة، وتهدف إلى تعزيز الثقافة والهوية المصرية لدى النشء.

خلفية الاحتفالية وأهدافها
يستعد قطاع الفنون التشكيلية، برئاسة الأستاذ الدكتور وليد قانوش، لاستضافة هذه الاحتفالية المتميزة يومي الثاني عشر والثالث عشر من نوفمبر عام 2025. سيحتضن مركز محمود مختار الثقافي بالقاهرة فعاليات متنوعة تهدف إلى إثراء تجربة الأطفال الثقافية والفنية. هذه المبادرة هي جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية لدعم الطفل المصري، والتي تركز على تنمية وعيه الثقافي وقدراته الإبداعية منذ الصغر.
شدد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، على الأهمية القصوى لمرحلة الطفولة في صياغة شخصية الفرد وتأهيلها للمستقبل. وأوضح أن الاستثمار في الأطفال اليوم هو استثمار في بناء مجتمع مستنير ومتقدم غداً، قادر على مواجهة التحديات والمساهمة بفاعلية في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد. يرى الوزير أن غرس قيم الوعي والإبداع في نفوس الأطفال منذ مراحلهم العمرية المبكرة يمثل حجر الزاوية في تحقيق هذا الهدف.
مبادرة "مصر تتحدث عن نفسها" ودورها
تمثل مبادرة "مصر تتحدث عن نفسها" محوراً رئيسياً لجهود وزارة الثقافة في التوعية والتثقيف. تسعى المبادرة إلى إبراز الإرث الحضاري والثقافي لمصر، وتقديم صورة شاملة عن الإنجازات المعاصرة في مختلف المجالات، وتوعية الأجيال الجديدة بأهمية دورهم في استمرار مسيرة البناء. تأتي احتفالية اليوم العالمي للطفولة لتكون منصة لتطبيق هذه المبادئ عملياً، من خلال برامج مصممة خصيصاً لتناسب الفئات العمرية المختلفة وتثير فضولهم وتحفز ملكاتهم الإبداعية.
- تعزيز الهوية الوطنية: تسعى الاحتفالية لربط الأطفال بتاريخهم وحضارتهم العريقة.
- تنمية المهارات الإبداعية: توفير ورش عمل وأنشطة فنية تشجع على الابتكار والتعبير الذاتي.
- بناء الوعي الثقافي: تعريف الأطفال بمختلف الفنون والآداب والموسيقى، وتوسيع مداركهم.
- دعم المواهب الصغيرة: اكتشاف ورعاية المواهب الفنية والأدبية الواعدة بين الأطفال.
برامج الاحتفالية المتوقعة وتأثيرها
من المتوقع أن تشمل الفعاليات مجموعة واسعة من الأنشطة التفاعلية والتعليمية، بما في ذلك ورش عمل للرسم والنحت، عروض مسرحية للعرائس، حكايات شعبية، وعروض موسيقية مصممة للأطفال. كما قد تتضمن معارض فنية لأعمال الأطفال، تبرز إبداعاتهم وتمنحهم فرصة لعرض مواهبهم. هذه الأنشطة لا تقتصر على الترفيه فحسب، بل هي أدوات تعليمية قوية تساهم في تنمية المهارات الحركية والدقيقة، والقدرة على التعبير، وتعزيز الثقة بالنفس.
تعتبر هذه الجهود جزءاً من رؤية أوسع للدولة المصرية تهدف إلى بناء مجتمع المعرفة، حيث يتم تمكين كل فرد من المساهمة بفاعلية في تقدم الوطن. ومن خلال التركيز على الطفولة كـ"حجر الزاوية"، تضع وزارة الثقافة أسساً متينة لجيل قادر على فهم تحديات عصره وابتكار الحلول لها، ليس فقط على المستوى المحلي بل أيضاً في سياق عالمي متغير.
الأهمية على المدى الطويل
إن استمرارية مثل هذه المبادرات الثقافية والتعليمية الموجهة للأطفال لها تأثيرات إيجابية بعيدة المدى. فهي تساهم في تشكيل جيل أكثر تسامحاً وانفتاحاً، وقادر على التفكير النقدي والإبداعي. كما تعزز قيم الانتماء الوطني والمسؤولية المجتمعية. ومن خلال توفير بيئة داعمة للنمو الشامل، تضمن وزارة الثقافة أن يكون مستقبل مصر في أيد أمينة، وأن تتواصل مسيرة الإنجازات والتقدم بفضل جهود أجيال واعية ومبدعة.




