وزير الثقافة يتفقد بينالي بخارى للفن المعاصر في أوزباكستان
في خطوة تعكس التزام وزارة الثقافة بتعزيز الدبلوماسية الثقافية ودعم الفن الوطني على الساحة الدولية، قام وزير الثقافة مؤخرًا بزيارة رسمية إلى أوزباكستان للمشاركة والتفقد في بينالي بخارى للفن المعاصر. وقد سلطت هذه الزيارة، التي جرت في الأيام الأخيرة، الضوء على أهمية التبادل الثقافي بين الدول وتوفير منصات للفنانين لعرض إبداعاتهم والتفاعل مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم. يُعد بينالي بخارى، الذي يُقام في مدينة بخارى التاريخية الغنية بالتراث، حدثًا ثقافيًا بارزًا يجمع بين عراقة الماضي وحداثة التعبير الفني.

أهمية الزيارة وسياقها الثقافي
تكتسب زيارة وزير الثقافة إلى هذا الحدث الفني الدولي أهمية بالغة من عدة جوانب. فالدبلوماسية الثقافية تُعد أداة حيوية في بناء الجسور بين الشعوب وتعزيز التفاهم المشترك، متجاوزةً بذلك الحواجز السياسية والاقتصادية. توفر بيناليات الفن المعاصر، مثل بينالي بخارى، مساحات فريدة للحوار الفني وتبادل الأفكار، مما يسهم في إثراء المشهد الثقافي العالمي. كما أن اختيار بخارى، وهي مدينة مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي وتُعرف بتاريخها العريق كمركز للحضارة الإسلامية، لاستضافة هذا الحدث الفني المعاصر، يضيف بُعدًا خاصًا يربط بين الأصالة والمعاصرة.
تُظهر هذه الزيارة أيضًا اهتمام أوزباكستان المتزايد بتعزيز مكانتها كمركز ثقافي وفني في منطقة آسيا الوسطى، سعيًا منها لاستقطاب المواهب والإبداعات العالمية والمحلية. وقد أكد الوزير خلال زيارته على الدور المحوري الذي يلعبه الفن في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، مشددًا على أن الفنون البصرية تمثل لغة عالمية لا تعرف الحدود، وقادرة على لم شمل البشرية حول قضايا مشتركة.
تفاصيل المشاركة والفعاليات الرئيسية
خلال تواجده في بينالي بخارى، شارك وزير الثقافة في عدد من الفعاليات والأنشطة المهمة التي عكست عمق اهتمامه بالفن المعاصر والعلاقات الثقافية. وقد تضمنت مشاركاته ما يلي:
- حفل الافتتاح الرسمي: حيث ألقى كلمة رئيسية أكد فيها على أهمية مثل هذه الملتقيات الفنية في دعم الإبداع والابتكار وتعزيز الحوار الثقافي بين الدول.
- لقاءات ثنائية: أجرى الوزير مباحثات مع نظيره الأوزبكي وعدد من الشخصيات الثقافية الدولية الأخرى، حيث ناقشوا سُبل تعزيز التعاون الثقافي الثنائي، وتبادل الخبرات في مجال تنظيم الفعاليات الفنية الكبرى، وإمكانية إطلاق مبادرات مشتركة لدعم الفنانين الشباب.
- جولات في المعارض: قام الوزير بجولات تفقدية في مختلف أجنحة البينالي، مطلعًا على الأعمال الفنية المعروضة من مختلف الدول. وقد أبدى اهتمامًا خاصًا بالأعمال التي تدمج بين العناصر التراثية والأساليب الفنية الحديثة، وكذلك الأعمال التي تتناول القضايا الإنسانية والاجتماعية المعاصرة.
- لقاءات مع الفنانين والقيمين: التقى الوزير بعدد من الفنانين المشاركين والقيمين على المعارض، واستمع إلى رؤاهم وتحدياتهم، مؤكدًا على التزام وزارته بتقديم الدعم اللازم لهم وتشجيعهم على الانفتاح على التجارب الفنية العالمية.
الأهداف والآفاق المستقبلية للتعاون
تهدف زيارة وزير الثقافة إلى بينالي بخارى إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية تسهم في تعزيز الروابط الثقافية وتوسيع آفاق التعاون الفني. من أبرز هذه الأهداف:
- تعزيز الحضور الفني الوطني: استكشاف فرص أكبر لعرض أعمال الفنانين من بلده في المحافل الدولية المرموقة، مما يساهم في التعريف بالهوية الثقافية والفنية للبلاد.
- تبادل الخبرات: الاستفادة من الخبرة الأوزبكية والعالمية في تنظيم وإدارة الفعاليات الفنية الكبرى، وتطبيق أفضل الممارسات في المشهد الثقافي المحلي.
- توقيع مذكرات تفاهم: بحث إمكانية توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مستقبلية تهدف إلى إطلاق برامج تبادل فني وثقافي، وتنظيم معارض مشتركة، ودعم مشاريع الترميم والحفاظ على التراث.
- تحفيز الابتكار: تشجيع الفنانين المحليين على استلهام الأفكار الجديدة وتطوير أساليبهم الفنية من خلال التعرض لمجموعة متنوعة من الأعمال والمدارس الفنية العالمية.
تعزيز العلاقات الثقافية كركيزة للتفاهم الدولي
لا شك أن هذه الزيارة تُعد ركيزة أساسية في تدعيم العلاقات الثقافية بين البلدين، وتؤكد على أن الفن قادر على لعب دور محوري في تعميق التفاهم المتبادل بين الشعوب. من خلال هذه التفاعلات، يمكن للدول أن تخلق أرضية مشتركة للحوار والتفاهم، وتتجاوز الاختلافات لتسليط الضوء على الإنسانية المشتركة. تُساهم المشاركة النشطة في مثل هذه الأحداث الدولية في بناء صورة إيجابية للدولة على الصعيد العالمي، وتعزيز مكانتها كفاعل ثقافي مهم.
من المتوقع أن تُمهد هذه الزيارة الطريق لمزيد من التعاون الثقافي المثمر في المستقبل، ليس فقط على مستوى الفن المعاصر، بل أيضًا في مجالات أخرى مثل الموسيقى والمسرح والتراث. إن التزام وزير الثقافة بهذه الزيارات يعكس رؤية شاملة لأهمية الثقافة كقوة ناعمة وكأداة فعالة لتحقيق التنمية المستدامة والتواصل الحضاري. تُعد هذه الخطوات جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية أوسع لتعزيز الحضور الثقافي الوطني عالميًا ودعم الفن كعنصر أساسي في بناء مجتمعات أكثر انفتاحًا وتفاهمًا.





