وزير الثقافة يطلق "جائزة بهاء البخاري لفن الكاريكاتير" في الذكرى العاشرة لرحيله
أعلن وزير الثقافة عماد حمدان، يوم الأربعاء الموافق 29 أكتوبر 2025، في مدينة رام الله، عن إطلاق "جائزة بهاء البخاري لفن الكاريكاتير". يأتي هذا الإعلان الهام بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية العاشرة لرحيل الفنان الفلسطيني الرائد بهاء البخاري، في مبادرة تهدف إلى تكريم مسيرته الفنية الحافلة وإثراء المشهد الثقافي والفني في فلسطين والمنطقة.

خلفية الجائزة وأهدافها
تُعد "جائزة بهاء البخاري لفن الكاريكاتير" بمنزلة اعتراف رسمي ومؤسسي بالإرث الفني الكبير الذي تركه الفنان الراحل، وبدوره المحوري في تطوير فن الكاريكاتير. تهدف الجائزة إلى تحقيق جملة من الأهداف الاستراتيجية التي تصب في مصلحة الحركة الفنية والثقافية، وفي مقدمتها تشجيع المواهب الشابة والصاعدة في مجال فن الكاريكاتير، وتوفير منصة إبداعية لهم لعرض أعمالهم وتطوير قدراتهم.
- دعم الإبداع: تهدف الجائزة إلى تحفيز روح الإبداع والابتكار لدى فناني الكاريكاتير، وتقديم أعمال فنية أصيلة تعكس الواقع وتثير التساؤلات.
- تكريم المواهب: تسعى الجائزة إلى تقدير الأعمال المتميزة في فن الكاريكاتير والاحتفاء بها، ووضع معايير مهنية عالية للتميز الفني.
- تعزيز حرية التعبير: تؤكد الجائزة على أهمية فن الكاريكاتير كوسيلة قوية للتعبير الحر عن القضايا الاجتماعية والسياسية والإنسانية، وتشجع على الحوار النقدي والبناء.
- حفظ الإرث الفني: تُسهم الجائزة في إبقاء ذكرى بهاء البخاري حية، وتعريف الأجيال الجديدة بإسهاماته الفنية والفكرية التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الفن الفلسطيني والعربي.
بهاء البخاري: فنان الكاريكاتير والمناضل بقلمه
يُعتبر بهاء البخاري (1943-2015) أحد أبرز رواد فن الكاريكاتير في فلسطين والعالم العربي. امتازت أعماله بالعمق الفكري والجرأة في تناول القضايا الشائكة، سواء كانت سياسية أو اجتماعية. كان قلمه أداة للمقاومة السلمية والتعبير عن آمال وطموحات الشعب الفلسطيني وآلامه، وقد عكس في رسوماته الظروف المعيشية والسياسية بأسلوب ساخر وناقد ولكنه مؤثر بعمق.
تجاوز فن البخاري الحدود الجغرافية، وحظي بتقدير واسع بفضل قدرته الفائقة على مزج المحلية بالعالمية، مما جعل أعماله مفهومة ومؤثرة في سياقات مختلفة. كانت رسوماته تُنشر في العديد من الصحف والمجلات العربية والدولية، وقد أسهم في تشكيل وعي أجيال كاملة بأهمية الفن كمرآة للمجتمع ووسيلة للتغيير.
دور وزارة الثقافة في دعم الفنون
يأتي إطلاق هذه الجائزة ليؤكد التزام وزارة الثقافة الفلسطينية بالنهوض بالحركة الفنية والثقافية ودعم الفنانين. ترى الوزارة أن الفن، وخاصة الكاريكاتير، ليس مجرد ترفيه، بل هو عنصر أساسي في بناء الوعي المجتمعي وتوثيق الذاكرة الوطنية. وتعمل الوزارة على توفير بيئة حاضنة للإبداع من خلال إطلاق المبادرات والجوائز، وتنظيم المعارض والفعاليات التي تسهم في صقل المواهب وتقديمها للجمهور.
وقد شدد الوزير عماد حمدان على أن فن الكاريكاتير يمتلك قوة فريدة في مخاطبة الضمير الإنساني والتعليق على الأحداث بأسلوب فكاهي وناقد في آن واحد، مما يجعله أداة بالغة الأهمية في المشهد الثقافي والإعلامي.
التأثير المتوقع للجائزة
يُتوقع أن تُحدث "جائزة بهاء البخاري لفن الكاريكاتير" أثراً إيجابياً وملحوظاً على الساحة الفنية. من شأنها أن تزيد من الاهتمام بفن الكاريكاتير كشكل فني جاد ومهم، وتشجع على البحث والتجريب في هذا المجال. كما ستوفر فرصة للفنانين الشباب للحصول على تقدير ودعم يساعدهم على مواصلة مسيرتهم الإبداعية، وربما تفتح آفاقاً جديدة لهم على الصعيدين المحلي والدولي.
وستعمل الجائزة على تعزيز مكانة فن الكاريكاتير الفلسطيني على الخريطة الثقافية العربية والعالمية، مؤكدة على غنى وتنوع الإبداع الفلسطيني رغم التحديات. ومن المتوقع أن تُسهم في إثراء النقاش العام حول القضايا الراهنة من خلال أعمال فنية مبتكرة وملهمة.
تفاصيل إضافية ومستقبل الجائزة
من المتوقع أن تعلن وزارة الثقافة لاحقاً عن تفاصيل محددة تتعلق بفئات الجائزة، وشروط الترشح، ومعايير التحكيم، وقيمة الجوائز المالية، بالإضافة إلى موعد ومكان إقامة حفل توزيع الجائزة الافتتاحي. وقد أكدت الوزارة سعيها لجعل هذه الجائزة حدثاً سنوياً بارزاً يستقطب أفضل المواهب في فن الكاريكاتير من مختلف أنحاء العالم العربي، لترسيخ مكانتها كمنصة رائدة للاحتفاء بالإبداع الكاريكاتيري الذي يحمل رسالة وهدفاً.





