وزير الثقافة يفتتح معرض 'بُكرة اللي جاي 2' ويؤكد دور 'بستان الإبداع' في صقل وعي الطفل المصري
افتتح وزير الثقافة مؤخرًا معرض "بُكرة اللي جاي 2"، وهو حدث فني وثقافي بارز يقام احتفالًا بختام الموسم الثاني لمشروع "بستان الإبداع". يمثل هذا المعرض تتويجًا لجهود واسعة النطاق تهدف إلى تنمية القدرات الإبداعية والفنية لدى الأطفال المصريين، ويعكس التزام الوزارة بترسيخ قيم الفن والمعرفة في نفوس الأجيال الصاعدة. وقد أكد الوزير أن هذا المشروع هو ترجمة عملية وواقعية للرؤية الاستراتيجية لوزارة الثقافة التي تسعى إلى بناء وعي ثقافي وفني شامل لدى الطفل، مما يؤهله ليكون فردًا مبدعًا ومساهمًا في مجتمعه.
معرض "بُكرة اللي جاي 2": نافذة على إبداعات الأطفال
يمثل معرض "بُكرة اللي جاي 2" محطة هامة تعرض حصاد الموسم الثاني من مشروع "بستان الإبداع". يضم المعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي أبدعها الأطفال المشاركون في ورش العمل والفعاليات المختلفة التي نظمها المشروع على مدار موسمه الثاني. تتراوح هذه الأعمال بين لوحات تشكيلية ومنحوتات يدوية وأعمال فنية رقمية، بالإضافة إلى عروض مسرحية وأدائية مصغرة تعبر عن رؤاهم وتجاربهم. الهدف من المعرض ليس فقط عرض هذه الأعمال، بل توفير منصة للأطفال لاكتشاف مواهبهم وتنمية ثقتهم بأنفسهم، وتشجيع التفاعل بين الجمهور وبين إبداعاتهم، مما يعزز تقدير الفن والثقافة كجزء لا يتجزأ من التطور الشخصي والمجتمعي. كما يسلط المعرض الضوء على الدور المحوري للمشرفين والمدربين الذين قاموا بتوجيه الأطفال وتنمية قدراتهم الفنية.
مشروع "بستان الإبداع": رؤية متكاملة لتنمية الطفولة
يُعد مشروع "بستان الإبداع" مبادرة رائدة أطلقتها وزارة الثقافة بهدف أساسي هو رعاية وتنمية المواهب الفنية والإبداعية لدى الأطفال في مختلف المحافظات المصرية. منذ انطلاقه، يسعى المشروع إلى توفير بيئة خصبة تمكن الأطفال من استكشاف ميولهم في مجالات متنوعة تشمل:
- الفنون التشكيلية: الرسم، النحت، التلوين.
- الفنون الأدائية: المسرح، الموسيقى، الرقص.
- الآداب: ورش الكتابة الإبداعية، القصص القصيرة، الشعر.
- الحرف اليدوية: ورش عمل لتعليم الأطفال أساسيات الحرف التقليدية والمعاصرة.
- الفنون الرقمية: مقدمات في التصميم الجرافيكي وإنشاء المحتوى الرقمي البسيط.
لقد شهد الموسم الثاني من المشروع توسعًا في نطاق الفعاليات والورش، حيث استضاف عددًا أكبر من الأطفال من خلفيات اجتماعية متنوعة. تم تصميم المناهج والأنشطة بعناية فائقة لتكون مناسبة لمختلف الفئات العمرية، مع التركيز على التعلم التفاعلي والتجريبي الذي يشجع على الابتكار والتفكير النقدي. يهدف المشروع إلى غرس حب الفن والمعرفة في نفوس الأطفال منذ الصغر، وتعليمهم كيفية التعبير عن ذواتهم ومشاعرهم بطرق إبداعية، وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتنمية مهاراتهم الحياتية والاجتماعية إلى جانب مهاراتهم الفنية.
تأكيدات وزير الثقافة على أهمية المشروع
في كلمته الافتتاحية للمعرض، شدد وزير الثقافة على الأهمية البالغة لمشروع "بستان الإبداع" كجزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية لتنمية الثقافة والإبداع. وأوضح أن المشروع لا يقتصر على تعليم الأطفال الفنون فحسب، بل يتجاوز ذلك ليشكل منصة حقيقية لترسيخ دور الفنون والمعرفة في بناء وعي الطفل المصري وصقل قدراته الإبداعية. وأشار الوزير إلى أن الاستثمار في الأطفال هو استثمار في مستقبل الأمة، وأن الفنون والمعرفة هي أدوات أساسية لتشكيل شخصية متوازنة ومفكرة وقادرة على التكيف مع تحديات المستقبل.
وأضاف الوزير أن الوزارة تلتزم بدعم هذه المبادرات التي تسهم في اكتشاف المواهب الواعدة وتنميتها، مؤكدًا أن الهدف هو خلق جيل جديد من المبدعين والمثقفين الذين يمكنهم أن يصبحوا قادة الفكر والثقافة في المستقبل. كما نوه إلى أهمية التعاون بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك المؤسسات التعليمية والأسر والمجتمع المدني، لضمان تحقيق أقصى استفادة من هذه المشاريع وتوسيع نطاق تأثيرها.
السياق الثقافي والاجتماعي
يأتي هذا المشروع والمعرض المصاحب له ضمن سياق أوسع لرؤية وزارة الثقافة التي تضع تنمية الطفولة في صميم اهتماماتها. تدرك الوزارة أن الفن والثقافة ليسا مجرد ترفيه، بل هما مكونان أساسيان في بناء الهوية الوطنية وتعزيز القيم الإنسانية. في ظل التحديات المعاصرة، يصبح دور الفنون والمعرفة أكثر أهمية في حماية وعي الأطفال من التأثيرات السلبية وتوجيههم نحو مسارات إيجابية ومنتجة. يهدف "بستان الإبداع" إلى أن يكون واحة آمنة للأطفال، حيث يمكنهم التعبير بحرية والتعلم في بيئة محفزة، مما يسهم في بناء شخصياتهم المتكاملة وتعزيز انتمائهم لوطنهم وتراثهم الثقافي العريق.
الأثر المتوقع والتطلعات المستقبلية
من المتوقع أن يترك مشروع "بستان الإبداع" ومعرض "بُكرة اللي جاي 2" أثرًا إيجابيًا ومستدامًا على الأطفال المشاركين وعلى المجتمع بشكل عام. فهو لا يقتصر على منح الأطفال مهارات فنية فحسب، بل يساهم في تنمية قدراتهم على التفكير النقدي، وحل المشكلات، والعمل الجماعي، والتعبير عن الذات، وهي مهارات جوهرية للنجاح في أي مجال من مجالات الحياة. وتتطلع وزارة الثقافة إلى مواصلة دعم وتوسيع مثل هذه المبادرات، واستكشاف سبل جديدة لدمج الفن والثقافة في مسار تنمية الطفولة على نطاق أوسع، مما يضمن أن يكون الجيل القادم مجهزًا بالوعي الثقافي والإبداعي اللازم لمواجهة المستقبل بثقة وإيجابية.





