وزير الرياضة وهاني أبو ريدة يعقدان اجتماعًا مع منتخب مصر في معسكر الإمارات
مؤخرًا، شهد معسكر تدريب منتخب مصر لكرة القدم في الإمارات العربية المتحدة اجتماعًا رفيع المستوى جمع وزير الشباب والرياضة المصري، والدكتور هاني أبو ريدة، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ورئيس الاتحاد المصري لكرة القدم السابق، مع لاعبي وكادر الفريق الوطني. يأتي هذا اللقاء في إطار دعم القيادة الرياضية المصرية للفراعنة، وتحديدًا مع اقتراب موعد بطولتين قاريتين وعالميتين بالغتي الأهمية: كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2026. الهدف الأساسي من هذا التجمع كان الوقوف على آخر الاستعدادات والترتيبات لضمان أفضل ظروف ممكنة للمنتخب في رحلته نحو تحقيق الطموحات الوطنية.
سياق الاجتماع وأهميته
يعكس حضور كل من وزير الشباب والرياضة وهاني أبو ريدة معًا أهمية هذا الاجتماع وتضافر الجهود على أعلى المستويات لدعم الكرة المصرية. يمثل وزير الرياضة الدعم الحكومي والوطني الشامل الذي توفره الدولة للمنتخب، بما في ذلك توفير الموارد المالية واللوجستية والبنية التحتية. في المقابل، يمثل الدكتور هاني أبو ريدة، بشخصيته التي تحمل ثقلًا كبيرًا في الأوساط الكروية على المستويات المحلية والإفريقية والدولية (بصفته عضوًا سابقًا وحاليًا في مجلس الفيفا، ورئيسًا سابقًا لاتحاد الكرة المصري)، الخبرة الإدارية والفنية العميقة، والقدرة على فتح قنوات الدعم والتنسيق مع الهيئات الكروية الكبرى.
يعتبر معسكر الإمارات بيئة مثالية للتحضير، حيث يوفر أجواءً هادئة بعيدة عن ضغوط الإعلام والجماهير في الوطن، بالإضافة إلى مرافق تدريبية حديثة. هذه المعسكرات الخارجية غالبًا ما تُستخدم لتعزيز التماسك بين اللاعبين، وتطبيق خطط تدريبية مكثفة، وإجراء مباريات ودية لتقييم الأداء قبل الدخول في المنافسات الرسمية. الوجود المباشر للمسؤولين في قلب المعسكر يؤكد للمنتخب أنهم يحظون بكل الاهتمام والدعم من أعلى المستويات في الدولة والهيكل الرياضي.
الاستعدادات لكأس الأمم الإفريقية 2025
تتصدر بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025، المقرر إقامتها في المغرب ابتداءً من 21 ديسمبر 2025، أجندة المناقشات. يمتلك منتخب مصر رقمًا قياسيًا في الفوز باللقب، محرزًا إياه سبع مرات، مما يضع على عاتقه مسؤولية كبيرة لاستعادة الهيمنة القارية بعد سنوات من المحاولات غير الموفقة. خلال الاجتماع، تم استعراض كافة التفاصيل المتعلقة بتجهيزات المنتخب لهذه البطولة الحاسمة. شملت المحاور الرئيسية للمناقشات ما يلي:
- التأكيد على توفير كافة الاحتياجات اللوجستية والفنية للمعسكرات التحضيرية القادمة، بما في ذلك اختيار مواقع التدريب المناسبة، وتأمين المباريات الودية القوية التي تخدم الأهداف الفنية للجهاز الفني.
- مناقشة الجوانب المتعلقة بالإقامة، التغذية، والرعاية الطبية، لضمان أعلى مستويات الأداء البدني والذهني للاعبين طوال فترة التحضير والبطولة.
- الحديث عن الدعم المعنوي والنفسي، وضرورة بناء روح الفريق القوية القادرة على التعامل مع ضغوط المباريات الكبيرة، خاصة وأن البطولة ستقام في بلد مضيف يتمتع بقاعدة جماهيرية وشعبية كروية كبيرة.
الطموحات نحو كأس العالم 2026
لم تقتصر المناقشات على التحدي القاري فحسب، بل امتدت لتشمل التخطيط المستقبلي لكأس العالم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك. تعتبر هذه البطولة هي الأكبر على الإطلاق من حيث عدد الفرق المشاركة، حيث ستشهد توسيعًا كبيرًا يمنح القارة الإفريقية عددًا أكبر من المقاعد، مما يزيد من فرص منتخب مصر في التأهل. تاريخيًا، كانت مشاركات مصر في كأس العالم نادرة (1934، 1990، 2018)، مما يجعل التأهل لنسخة 2026 هدفًا استراتيجيًا للكرة المصرية.
تم التركيز في هذا السياق على وضع خطة طويلة الأمد تضمن استمرارية الدعم الفني والإداري. شملت هذه الخطة:
- متابعة أداء اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية والعربية، ودمج المواهب الشابة الصاعدة من الدوري المحلي.
- ضمان الاستقرار الفني والإداري للمنتخب، وتوفير كل ما يحتاجه الجهاز الفني لتطبيق رؤيته الاستراتيجية على المدى الطويل.
- التأكيد على أهمية مراحل التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وضرورة التعامل مع كل مباراة فيها كخطوة حاسمة نحو الهدف الأكبر.
رسالة الدعم والوحدة
كانت الرسالة الجوهرية التي خرج بها الاجتماع هي التأكيد على الدعم المطلق وغير المشروط من قبل وزارة الشباب والرياضة والاتحاد المصري لكرة القدم لـمنتخب مصر. هذا التنسيق والعمل المشترك بين أعلى الجهات الرياضية في البلاد يبعث برسالة قوية للاعبين والجهاز الفني على حد سواء، مؤكدًا أن الأمة بأكملها تقف خلفهم في مهمتهم. هذا الدعم لا يقتصر على الجوانب المادية فحسب، بل يشمل أيضًا الدعم المعنوي الذي يلعب دورًا حيويًا في رفع الروح المعنوية وتحفيز اللاعبين على بذل أقصى ما لديهم.
يؤكد هذا التجمع أن القيادة الرياضية في مصر ملتزمة تمامًا بتهيئة كافة الظروف التي تساعد منتخب مصر على تحقيق أفضل النتائج الممكنة في التحديات القارية والعالمية المقبلة، والعمل نحو مستقبل مشرق للكرة المصرية.
بشكل عام، يمثل الاجتماع الذي عقده وزير الرياضة وهاني أبو ريدة مع منتخب مصر في معسكر الإمارات خطوة استراتيجية مهمة. إنه يرسخ مبدأ التكاتف والتعاون بين كافة أركان المنظومة الرياضية، ويضع أسسًا قوية للتحضير الفعال والمنظم لـكأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2026، معربًا عن طموحات عريضة ورغبة جامحة في رفع راية مصر عاليًا في المحافل الدولية.





