هشام نصر يهاجم زيزو بسبب أزمة المنتخب ويلقي باللوم على محمد المرتجي
أثارت تصريحات هشام نصر، الرئيس السابق للاتحاد المصري لكرة اليد، جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية المصرية، بعد أن انتقد بشدة سلوك لاعب نادي الزمالك والمنتخب الوطني أحمد "زيزو" سيد، محمّلاً في الوقت ذاته محمد المرتجي، عضو مجلس إدارة النادي الأهلي ورئيس بعثة المنتخب آنذاك، مسؤولية ما اعتبره أزمة انضباطية. جاءت هذه التصريحات القوية في أعقاب واقعة مغادرة زيزو معسكر منتخب مصر خلال فترة التوقف الدولي في سبتمبر 2022.

تفاصيل الأزمة وتصريحات نصر
اندلعت الأزمة عندما غادر اللاعب أحمد "زيزو" معسكر المنتخب الوطني قبل المباراة الودية الثانية ضد ليبيريا، متعللاً بشعوره بإصابة. ورغم أن الجهاز الفني بقيادة المدرب البرتغالي روي فيتوريا منح اللاعب إذناً بالمغادرة، فإن الواقعة أثارت الكثير من التساؤلات حول مدى الالتزام والانضباط داخل صفوف الفريق القومي.
وفي مداخلة تلفزيونية، شن هشام نصر هجوماً حاداً على جميع أطراف الواقعة، موجهاً انتقاداته لعدة جوانب رئيسية:
- سلوك اللاعب: وصف نصر تصرف زيزو بأنه "غير منضبط"، مؤكداً على أن اللاعب الدولي لا يجب أن يغادر معسكر منتخب بلاده تحت أي ظرف، حتى لو كان مصاباً، إلا بقرار نهائي من الجهازين الطبي والفني وبعد إجراء كافة الفحوصات اللازمة داخل المعسكر.
- مسؤولية الإدارة: ألقى نصر باللوم المباشر على محمد المرتجي، الذي كان يشغل منصب رئيس بعثة المنتخب في ذلك الوقت. واعتبر أن المرتجي، بصفته المسؤول الإداري الأول، كان يجب أن يتعامل مع الموقف بحزم أكبر ويرفض مغادرة اللاعب، مشيراً إلى أن إدارة البعثة لم تقم بدورها في فرض النظام.
- مقارنة بين لعبتين: استدعى نصر خبرته في إدارة كرة اليد، حيث أكد أن مثل هذه المواقف لا يمكن أن تحدث في معسكرات منتخبات اليد بسبب الصرامة الإدارية المتبعة، منتقداً حالة التساهل التي رأى أنها موجودة في إدارة كرة القدم.
خلفية الجدل والسياق الرياضي
اكتسبت تصريحات هشام نصر أهمية خاصة نظراً لكونه شخصية رياضية بارزة نجحت في تحقيق إنجازات كبيرة مع كرة اليد، ويُنظر إليه كنموذج للإدارة الحازمة. من جانب آخر، أضافت هوية الأطراف المعنية بعداً آخر للجدل، حيث إن انتقاد نصر لمسؤول من النادي الأهلي (المرتجي) في أزمة تتعلق بلاعب من النادي المنافس (زيزو)، أثار تفسيرات عديدة في إطار التنافس التقليدي بين القطبين.
كانت هذه الواقعة من الاختبارات الأولى التي واجهت الجهاز الفني الجديد للمنتخب بقيادة فيتوريا، كما سلطت الضوء على الديناميكيات الإدارية داخل اتحاد الكرة المصري وكيفية تعامله مع نجوم الأندية الكبرى عند انضمامهم للمنتخب الوطني.
الأهمية والتداعيات
تجاوزت القضية كونها مجرد واقعة فردية لتفتح نقاشاً أوسع حول عدة محاور مهمة في الرياضة المصرية. لقد أعادت إلى الواجهة الجدل المزمن حول أولوية الانتماء بين النادي والمنتخب، ومدى التزام اللاعبين تجاه شعار الفريق القومي. كما سلطت التصريحات الضوء على التحديات الإدارية التي تواجه المنتخبات الوطنية، خاصة فيما يتعلق بفرض الانضباط على اللاعبين النجوم وتجنب تأثير الانتماءات النادوية على قرارات البعثات الرسمية. اعتبر الكثيرون أن تدخل شخصية من خارج منظومة كرة القدم بحجم هشام نصر قدّم رؤية نقدية ضرورية للواقع الإداري والفني في اللعبة الأكثر شعبية في مصر.





