وزير الرياضة يكشف تفاصيل إيقاف مجلس إدارة الإسماعيلي: صبرنا طويلاً قبل القرار

في تصريحات هامة أدلى بها الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، لقناة صدى البلد ضمن برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي، أوضح الوزير الملابسات التي أدت إلى قرار إيقاف مجلس إدارة نادي الإسماعيلي الرياضي وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة شؤونه. وأكد صبحي أن الوزارة تعاملت مع الوضع بصبر طويل قبل اتخاذ هذه الخطوة الحاسمة، مشددًا على أن الإجراءات المتخذة تأتي في إطار حرص الوزارة على مصلحة الأندية الرياضية وحماية مواردها.

خلفية الأزمة والقرار الوزاري

تعود جذور الأزمة التي يعيشها نادي الإسماعيلي العريق إلى سلسلة من المشكلات الإدارية والمالية التي تفاقمت خلال الفترة الماضية. وقد شهد النادي، الذي يُعرف بـ "الدراويش" ويتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة وتاريخ حافل بالإنجازات، تراجعًا ملحوظًا في أدائه الرياضي وتدهورًا في أوضاعه الداخلية.

• التاريخ: صدر قرار وزارة الشباب والرياضة بإيقاف مجلس إدارة النادي برئاسة يحيى الكومي وإحالة الملف إلى النيابة العامة في نوفمبر 2022.
• الأسباب المعلنة: أشار الوزير إلى وجود مخالفات مالية وإدارية جسيمة شابت عمل المجلس الموقوف، مؤكدًا أن هذه المخالفات لم تعد تسمح باستمرار المجلس في أداء مهامه. وقد تضمنت التحقيقات الأولية مزاعم تتعلق بسوء إدارة أموال النادي وصفقات اللاعبين.
• الإجراء المتخذ: تم تشكيل لجنة مؤقتة، تضم كفاءات إدارية وقانونية، لتسيير أعمال النادي وضمان استقراره لحين عقد جمعية عمومية وانتخاب مجلس إدارة جديد.

تصريحات الوزير صبحي ومبررات القرار

خلال مداخلته التلفزيونية، شدد الوزير صبحي على أن قرار الإيقاف لم يكن وليد اللحظة أو متسرعًا، بل جاء بعد دراسة مستفيضة ومحاولات عديدة لإصلاح الوضع داخل النادي. وقال الوزير بوضوح: "بالنا كان طويل"، في إشارة إلى طول فترة المراقبة والمتابعة التي قامت بها الوزارة قبل اتخاذ القرار الصعب. وأضاف مؤكدًا على طبيعة المسؤولية الملقاة على عاتق الوزارة في الإشراف على الهيئات الرياضية: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وهذه طبيعة إدارة ملف العمل الرياضي".

تهدف تصريحات الوزير إلى طمأنة الجماهير والإشارة إلى أن التدخل الحكومي كان ضروريًا لحماية كيان النادي ومستقبله، مع التأكيد على أن الإجراءات تمت وفقًا للقوانين واللوائح المنظمة للعمل الرياضي في مصر.

تداعيات القرار وتطلعات المستقبل

أثار قرار إيقاف مجلس إدارة الإسماعيلي ردود فعل متباينة بين جماهير النادي ومتابعي كرة القدم المصرية. ففي حين رأى البعض أن القرار تأخر كثيرًا وكان ضروريًا لإنقاذ النادي، أعرب آخرون عن قلقهم من تداعيات التدخل الحكومي على استقرار الأندية. ومع ذلك، يترقب الجميع أداء اللجنة المؤقتة وقدرتها على تحقيق الاستقرار المالي والإداري وتهيئة الأجواء لعودة "الدراويش" إلى مساره الصحيح.

يُعد نادي الإسماعيلي ركيزة أساسية في خريطة كرة القدم المصرية، وتؤثر أوضاعه بشكل مباشر على المنافسة الكروية في البلاد. وعليه، فإن نجاح اللجنة المؤقتة في مهمتها سيكون له تأثير إيجابي على سمعة النادي وعلى استقرار المنظومة الرياضية ككل.

من المتوقع أن تقوم اللجنة المؤقتة بتقييم شامل للوضع المالي والإداري للنادي، وتحديد أولويات العمل، والتي قد تشمل تسوية الديون المتراكمة، وإعادة هيكلة بعض الإدارات، والتحضير لانتخابات جديدة تفرز مجلس إدارة قادر على قيادة النادي نحو مستقبل أفضل.