وزير الشباب والرياضة ورئيس اتحاد الكرة يناقشان ملفات حيوية لتطوير كرة القدم المصرية
شهدت الأوساط الرياضية اهتمامًا واسعًا باجتماع هام عُقد في مستهل هذا الأسبوع، جمع بين الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والمهندس جمال علام، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، وذلك بمقر ديوان عام وزارة الشباب والرياضة. يأتي هذا اللقاء في إطار سلسلة من الاجتماعات الدورية التي تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك بين الجهتين، ومناقشة أبرز التحديات والفرص المتعلقة بمستقبل كرة القدم المصرية على المستويين المحلي والدولي.

خلفية وأهمية الاجتماع
تُعد كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في مصر، وتحظى باهتمام جماهيري غير مسبوق، مما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الكيانات المسؤولة عن إدارتها وتطويرها. الاتحاد المصري لكرة القدم هو المظلة الرسمية التي تدير شؤون اللعبة في البلاد، بدءًا من المنتخبات الوطنية، مرورًا بالمسابقات المحلية، وصولًا إلى تطوير المواهب الشابة. بينما تضطلع وزارة الشباب والرياضة بدور الإشراف العام وتقديم الدعم الاستراتيجي، وضمان التزام جميع الهيئات الرياضية باللوائح والقوانين الوطنية والدولية.
تأتي أهمية هذا الاجتماع في ظل تحديات متعددة تواجه الكرة المصرية حاليًا، منها ضرورة الارتقاء بأداء المنتخبات الوطنية في المحافل القارية والدولية، ورفع مستوى الدوري المحلي ليعكس طموحات الجماهير وقدرات اللاعبين، بالإضافة إلى معالجة بعض القضايا المتعلقة بالبنية التحتية، التحكيم، والجانب المالي للأندية. إن التنسيق الفعال بين الوزارة والاتحاد يُعتبر حجر الزاوية في تحقيق أي تقدم ملموس في هذه الملفات الحيوية.
أبرز النقاط والمحاور التي تم تناولها
تناول الاجتماع عدة ملفات محورية، حرص الطرفان على مناقشتها بعمق للخروج برؤى مشتركة وخطط عمل واضحة. من أبرز هذه المحاور:
- تقييم أداء المنتخبات الوطنية: استعرض الطرفان أداء المنتخبات المصرية بمختلف فئاتها العمرية، وخاصة المنتخب الأول، في البطولات الأخيرة، بما في ذلك التصفيات المؤهلة للبطولات القارية والدولية. وناقش سبل توفير أفضل بيئة ممكنة لإعداد اللاعبين وتجهيزهم، مع التركيز على أهمية الاستقرار الفني والإداري.
- تطوير المسابقات المحلية: تم بحث آليات الارتقاء بمستوى الدوري المصري الممتاز والمسابقات الكأس، بما يشمل تحسين جدولة المباريات، وتطوير منظومة التحكيم، وتفعيل دور تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) بشكل أكثر كفاءة وشفافية. كما تم التطرق إلى أهمية دعم أندية الدرجات الأدنى والاهتمام بمسابقات الناشئين.
- مشروعات البنية التحتية والملاعب: ناقش الاجتماع التقدم المحرز في مشروعات تطوير الملاعب وتحديث المنشآت الرياضية، وسبل زيادة السعة الجماهيرية في المباريات مع ضمان أعلى معايير الأمن والسلامة، بما يسهم في عودة الجماهير بأعداد أكبر للمدرجات.
- دعم المواهب الشابة والأكاديميات: أكد الطرفان على أهمية الاستثمار في قطاعات الناشئين والأكاديميات الكروية كركيزة أساسية لتغذية المنتخبات الوطنية والأندية باللاعبين الموهوبين. وتم بحث سبل دعم هذه القطاعات ووضع برامج تدريبية وتأهيلية تتوافق مع أحدث المعايير العالمية.
- الشؤون المالية والإدارية: تطرق اللقاء إلى التحديات المالية التي تواجه الأندية والاتحاد، وبحث سبل تعزيز الإيرادات، وتحقيق الاستدامة المالية، وتنظيم الجوانب الإدارية لضمان الشفافية والمساءلة.
- العلاقات الدولية: تم استعراض ملفات العلاقات مع الاتحادات القارية والدولية (مثل الكاف والفيفا)، وأهمية تعزيز تواجد الكوادر المصرية في المناصب الدولية.
الأثر المتوقع والآفاق المستقبلية
يعكس هذا الاجتماع التزامًا مشتركًا بين وزارة الشباب والرياضة والاتحاد المصري لكرة القدم بتحقيق نقلة نوعية في منظومة كرة القدم المصرية. ومن المتوقع أن تُسهم المخرجات والتوصيات التي تم الاتفاق عليها في وضع خطط عمل واضحة المعالم، تُترجم إلى مبادرات ومشاريع تهدف إلى:
- تحسين أداء المنتخبات الوطنية وتعزيز قدرتها التنافسية في البطولات القارية والعالمية.
- رفع مستوى الاحترافية في الدوري المصري وجعله أكثر جاذبية للمشاهدين والمستثمرين.
- تطوير بنية تحتية رياضية حديثة ومستدامة.
- اكتشاف ورعاية المواهب الكروية منذ الصغر لضمان استمرارية تفوق الكرة المصرية.
- تعزيز الشفافية والحوكمة في إدارة شؤون اللعبة.
شدد الطرفان على ضرورة استمرار التواصل والتنسيق المستمر لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، والتكيف مع أي مستجدات قد تطرأ. ويُنتظر أن يكون لهذا التعاون أثر إيجابي ملموس على المشهد الكروي المصري بأكمله، بما يلبي طموحات الجماهير العريضة ويُعيد للكرة المصرية ريادتها على المستويين الإقليمي والقاري.




