وزيرة الشباب تدشن "المنارة" كمركز للفن والثقافة في المحرق
في خطوة تعكس التزام مملكة البحرين بدعم المواهب الشابة وتعزيز المشهد الثقافي، افتتحت السيدة روان بنت نجيب توفيقي، وزيرة شؤون الشباب، يوم 13 أكتوبر، مساحة "المنارة" للفن والثقافة في مركز المحرق الشبابي النموذجي. يمثل هذا التدشين محطة مهمة في جهود الوزارة لتوفير بيئة محفزة للشباب البحريني، تمكنهم من استكشاف إمكاناتهم الإبداعية والفنية والفكرية.

وخلال حفل الافتتاح، أكدت الوزيرة توفيقي أن "المنارة" تجسد رؤية الوزارة الطموحة لربط الشباب بالإبداع والثقافة، مشيرة إلى أن هذه المساحة ليست مجرد مبنى، بل هي "فضاء ملهم" صُمم خصيصًا ليكون حاضنة للأفكار المتجددة والإبداعات الفنية. وأوضحت أن الهدف الأساسي هو تمكين الشباب من التعبير عن ذواتهم بحرية، وتنمية قدراتهم في بيئة داعمة ومحفزة على الابتكار.
خلفية وأهداف المشروع
يأتي تدشين مساحة "المنارة" في سياق استراتيجية وزارة شؤون الشباب الرامية إلى تعزيز دور الشباب كشريك أساسي في التنمية الوطنية الشاملة. وتدرك الوزارة أهمية الفنون والثقافة في بناء شخصية الشباب وصقل مهاراتهم، ليس فقط الفنية ولكن أيضًا المهارات الحياتية مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والعمل الجماعي. وتمثل هذه المبادرة جزءًا لا يتجزأ من رؤية البحرين 2030 التي تؤكد على الاستثمار في رأس المال البشري ودعم الابتكار.
لطالما كانت المحرق، بتاريخها العريق ومكانتها كمركز ثقافي في المملكة، الخيار الأمثل لاحتضان مثل هذا المشروع. حيث تسعى "المنارة" إلى استقطاب المواهب الشابة من المنطقة والمناطق المجاورة، وتوفير الموارد اللازمة لهم لصقل مواهبهم وتطوير مشاريعهم الفنية والثقافية. ويهدف المشروع إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية:
- توفير منصة آمنة: لخلق وتبادل الأفكار الفنية والثقافية بين الشباب.
 - تنمية المهارات: من خلال ورش عمل متخصصة ودورات تدريبية مكثفة في مختلف مجالات الفنون.
 - دعم الابتكار: تشجيع الشباب على تجربة أساليب جديدة وتقنيات مبتكرة في مجالات الفن الرقمي والمعاصر.
 - تعزيز الهوية الوطنية: ربط الشباب بتراثهم الثقافي والفني العريق مع الانفتاح على التجارب العالمية.
 - بناء مجتمع إبداعي: إنشاء شبكة من الفنانين والمثقفين الشباب في البحرين.
 
تفاصيل مساحة "المنارة" ومرافقها
تم تصميم مساحة "المنارة" لتكون مركزًا حيويًا متعدد الأوجه يلبي احتياجات مختلف أشكال التعبير الفني والثقافي. وتشتمل المساحة على مرافق حديثة ومجهزة بأحدث التقنيات، بما في ذلك:
- استوديوهات فنية: مجهزة لممارسة الرسم، النحت، التصوير الفوتوغرافي، والفنون الرقمية.
 - قاعة متعددة الأغراض: لاستضافة المعارض الفنية، العروض المسرحية، الأمسيات الموسيقية، وورش العمل الكبيرة.
 - مساحات عمل مشتركة: لتشجيع التعاون والابتكار بين الفنانين الشباب.
 - مكتبة ثقافية: تضم مصادر متنوعة عن الفنون، التاريخ، الأدب، والثقافة.
 - معامل رقمية: مزودة بأحدث برامج التصميم الجرافيكي، تحرير الفيديو، وإنتاج المحتوى الرقمي.
 - قاعات للتدريب وورش العمل: لاستضافة البرامج التعليمية المتخصصة.
 
كما ستشمل برامج "المنارة" مجموعة واسعة من الأنشطة، بدءًا من ورش عمل أساسية للمبتدئين وصولاً إلى برامج إرشادية متقدمة للمواهب الواعدة، بالتعاون مع فنانين وخبراء محليين ودوليين. ومن المتوقع أن تستضيف "المنارة" فعاليات ثقافية منتظمة تساهم في إثراء المشهد الثقافي في المحرق والبحرين بشكل عام.
تصريحات وزيرة شؤون الشباب
في كلمتها، أكدت الوزيرة توفيقي أن "المنارة" تمثل "تجربة حية تترجم طموح الشباب البحريني إلى واقع ملموس، حيث تتلاقى الأفكار وتولد الإبداعات في أجواء مليئة بالشغف والحياة". وشددت على أن الوزارة تسعى من خلال هذه المساحة إلى بناء جيل واعٍ ومثقف، قادر على الإسهام بفعالية في مسيرة التنمية المستدامة، وعلى مواجهة تحديات المستقبل بذهنية إبداعية ومرونة فكرية.
وأضافت الوزيرة أن دعم الفنون والثقافة هو استثمار في عقول الشباب وفي مستقبل الوطن، مؤكدة على أهمية تزويدهم بالأدوات والفرص التي تمكنهم من إطلاق العنان لإبداعاتهم وتحقيق طموحاتهم. وأثنت على جهود فريق العمل والمساهمين في إنجاز هذا المشروع الحيوي، الذي سيعود بالنفع على قطاع الشباب والمجتمع البحريني ككل.
الأثر المتوقع والآفاق المستقبلية
يتوقع أن يكون لمساحة "المنارة" تأثير إيجابي كبير على الشباب في المحرق والبحرين. فإلى جانب توفير مساحة للتعبير الفني، ستعمل "المنارة" على:
- اكتشاف المواهب: الكشف عن مواهب فنية وثقافية جديدة ودعمها للوصول إلى العالمية.
 - النمو الاقتصادي: المساهمة في تنمية الاقتصاد الإبداعي في البحرين من خلال دعم رواد الأعمال والفنانين.
 - التبادل الثقافي: تعزيز الحوار والتبادل الثقافي مع المؤسسات الإقليمية والدولية.
 - بناء القدرات: تطوير مهارات الشباب في مجالات متعددة تتجاوز الفن لتشمل القيادة والابتكار.
 - تعزيز اللحمة المجتمعية: توفير مساحة للتفاعل والتواصل بين مختلف شرائح المجتمع عبر الفن والثقافة.
 
تطمح وزارة شؤون الشباب لأن تصبح "المنارة" نموذجًا يحتذى به في دعم الإبداع الشبابي، وأن تتوسع مبادراتها لتشمل المزيد من المراكز الشبابية في المستقبل، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من الشباب البحريني. ومن خلال هذا المركز، تؤكد البحرين مجددًا التزامها ببناء جيل مثقف ومبدع يساهم بفاعلية في تحقيق الرؤية الوطنية.





