وفاة أم حزناً على ابنتها في المنوفية: تفاصيل قصة إنسانية هزت قرية تلبنت أبشيش
شهدت قرية تلبنت أبشيش، التابعة لمركز الباجور في محافظة المنوفية، واقعة إنسانية مؤثرة خلال الساعات الماضية، حيث لحقت أم بابنتها الشابة التي توفيت قبل أيام قليلة، إذ عُثر عليها متوفاة على سرير ابنتها حزناً عليها. وسرعان ما انتشرت القصة المؤلمة لتلقي بظلالها على القرية الصغيرة وتثير حالة من التعاطف الواسع عبر منصات التواصل الاجتماعي في مصر.

خلفية المأساة: رحيل الابنة المفاجئ
بدأت فصول المأساة قبل نحو أسبوع بوفاة فتاة تدعى آية، وهي طالبة جامعية كانت معروفة في قريتها بحسن الخلق والتفوق الدراسي. ووفقاً لشهادات الأهالي، تعرضت الفتاة لوعكة صحية مفاجئة لم تمهلها طويلاً، لتفارق الحياة وتترك خلفها حزناً عميقاً في قلوب أسرتها وأصدقائها. شكل رحيلها صدمة كبيرة لوالدتها التي كانت تربطها بها علاقة وطيدة ومحبة استثنائية.
أيام من الحزن العميق
بعد وفاة ابنتها، دخلت الأم في حالة من الانهيار النفسي والعزلة. أفاد الجيران وأفراد من العائلة بأنها لم تكن قادرة على تحمل فكرة الفراق، وقضت أيامها الأخيرة داخل غرفة ابنتها الراحلة. كانت تحتضن ملابسها وتتصفح صورها، وتقضي معظم وقتها نائمة على سريرها، وكأنها كانت تحاول استعادة آخر أنفاس ابنتها والشعور بوجودها. رفضت الأم الطعام والشراب في كثير من الأحيان، وغلب عليها الصمت والحزن الشديد، مما أثار قلق المقربين منها الذين حاولوا جاهدين التخفيف عنها دون جدوى.
الفاجعة الثانية: العثور على الأم جثة هامدة
بلغت المأساة ذروتها عندما لاحظ أفراد الأسرة غياب الأم عن الأنظار لفترة أطول من المعتاد. وبعد طرق باب غرفة ابنتها دون استجابة، قرروا الدخول ليجدوها مسجاة على سرير الابنة بلا حراك. وباستدعاء الطبيب، تم تأكيد وفاتها. وأشارت التقارير الأولية إلى أن سبب الوفاة يرجح أن يكون أزمة قلبية حادة ناجمة عن حالة الحزن الشديد التي سيطرت عليها، وهي ظاهرة تعرف طبياً باسم "متلازمة القلب المنكسر". استبعدت السلطات وجود أي شبهة جنائية في الحادث، مؤكدة أن الوفاة طبيعية ومرتبطة بحالتها النفسية المتدهورة.
صدى الواقعة وتأثيرها
تحولت قرية تلبنت أبشيش إلى سرادق عزاء كبير، حيث شيع الأهالي جثمان الأم في جنازة مهيبة لتدفن بجوار ابنتها. وعبر الأهالي عن صدمتهم للفاجعة المزدوجة التي حلت بالأسرة، واصفين القصة بأنها تجسيد لأسمى معاني الأمومة والارتباط الروحي بين الأم وابنتها. وقد لاقت القصة اهتماماً واسعاً على المستوى الإعلامي ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها الكثيرون دليلاً مؤثراً على أن الحزن الشديد يمكن أن يكون قاتلاً، داعين بالرحمة للأم وابنتها والصبر والسلوان لبقية أفراد أسرتهما.





