وفاة أم بعد ساعات من وفاة ابنتها في واقعة مأساوية بالمنوفية
شهدت قرية طوخ طنبشا، التابعة لمركز بركة السبع في محافظة المنوفية، واقعة إنسانية مؤثرة خلال الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر 2023، حيث سادت حالة من الحزن الشديد بين الأهالي عقب وفاة سيدة مسنة بعد نحو ساعتين فقط من وفاة ابنتها، في حدث جسّد عمق الرابطة بين الأم وابنتها وأثار تعاطفًا واسعًا في الأوساط المحلية وعلى منصات التواصل الاجتماعي.

تفاصيل الواقعة المزدوجة
بدأت الأحداث بوفاة السيدة إيمان حمدي صالح، التي كانت في العقد الرابع من عمرها، بعد معاناتها مع المرض. وفور انتشار خبر وفاتها، خيّم الحزن على أسرتها وأقاربها. إلا أن المأساة لم تتوقف عند هذا الحد، فعندما تم إبلاغ والدتها، السيدة رضا عبد الحميد، البالغة من العمر نحو 73 عامًا، بنبأ وفاة ابنتها، لم يتمالكها الحزن والصدمة فانهارت قواها تمامًا وفارقت الحياة هي الأخرى بعد فترة وجيزة لا تتجاوز الساعتين، لتلحق بابنتها في رحلة الوداع الأخيرة.
أكد شهود عيان من أهالي القرية أن الأم كانت مرتبطة بابنتها ارتباطًا وثيقًا، وكانت وفاتها بمثابة صدمة لم تستطع تحملها. وقد وصف الجيران وأفراد العائلة حالتها بأنها دخلت في صدمة عصبية حادة فور سماع الخبر، أدت إلى تدهور حالتها الصحية بشكل سريع ومفاجئ انتهى بالوفاة، وهو ما يعرف أحيانًا في الأوساط الطبية بـ "متلازمة القلب المنكسر"، حيث يمكن للحزن الشديد أن يتسبب في مضاعفات قلبية خطيرة.
مشهد جنازة مهيب
تحولت جنازة الابنة إلى جنازة مزدوجة للأم والابنة معًا، في مشهد أبكى الآلاف من أهالي القرية والقرى المجاورة الذين توافدوا للمشاركة في تشييع الجثمانين. خرج النعشان معًا من المسجد الكبير بالقرية، في موكب جنائزي مهيب يعكس حجم الفاجعة التي ألمّت بالأسرة والمجتمع المحلي. وقد عبّر المشاركون عن تأثرهم البالغ بالواقعة، داعين للفقيدتين بالرحمة والمغفرة ولأسرتهما بالصبر والسلوان.
انتشرت قصة الأم وابنتها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداولها المستخدمون مصحوبة بعبارات المواساة والتعازي. وأصبحت الواقعة حديث الناس، الذين رأوا فيها دليلاً نادرًا على قوة الرابطة الأمومية وعمق المحبة التي يمكن أن تصل إلى حد أن تتبع الروح روحًا أخرى من فرط الحزن والفقد.
الأثر والدلالة الإنسانية
تكمن أهمية هذه الحادثة في كونها تتجاوز كونها مجرد خبر عن حالة وفاة، لتقدم قصة إنسانية عميقة تلامس مشاعر الكثيرين. فهي تسلط الضوء على الأثر النفسي والجسدي الفادح الذي يمكن أن يتركه الفقد المفاجئ على كبار السن، خاصة عند فقدانهم لأحد أبنائهم. كما أعادت الواقعة إلى الأذهان قصصًا مشابهة في التراث الشعبي والأدبي عن الحزن الذي يؤدي إلى الموت، مؤكدة أن هذه الظاهرة ليست مجرد روايات خيالية بل حقيقة إنسانية مؤلمة.
لقد تركت هذه المأساة أثرًا عميقًا في نفوس أهالي المنوفية، الذين سيظلون يتذكرون قصة الأم التي لم تقوَ على فراق ابنتها فلحقت بها في نفس اليوم، لتُدفنا معًا وتصبح قصتهما رمزًا للتضحية والحب الأبدي.





