مأساة تهز قرية مصرية: وفاة فتاة بعد والدتها بساعتين حزناً عليها
شهدت قرية البراشة التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا في مصر، خلال شهر فبراير 2024، واقعة إنسانية مؤثرة أثارت حالة واسعة من الحزن والصدمة، تمثلت في وفاة فتاة شابة تُدعى نانسي، تبلغ من العمر 21 عاماً، بعد نحو ساعتين فقط من وفاة والدتها حنان، البالغة 45 عاماً، متأثرة بفاجعة رحيلها.

تفاصيل الواقعة المزدوجة
بدأت المأساة بوفاة الأم، حنان، التي كانت تعاني منذ فترة من مرض السرطان. وعلى الرغم من أن وفاتها لم تكن مفاجئة تماماً بسبب صراعها الطويل مع المرض، إلا أنها خلّفت حزناً عميقاً لدى أسرتها، خاصة ابنتها نانسي التي كانت شديدة التعلق بها. وفور تلقيها خبر وفاة والدتها، دخلت الابنة، وهي طالبة في كلية الآداب، في حالة من الانهيار النفسي والصدمة الشديدة.
وفقاً لروايات الأهل والجيران، لم تتمكن نانسي من تحمل هول الخبر، وسرعان ما فقدت وعيها. ورغم محاولات إسعافها، إلا أنها فارقت الحياة بعد والدتها بفاصل زمني لا يتجاوز الساعتين. وأشارت التقارير الأولية إلى أن سبب الوفاة هو هبوط حاد ومفاجئ في الدورة الدموية، نجم عن الصدمة العصبية والحزن الشديد الذي تعرضت له.
خلفية عن العلاقة الخاصة
أكد المقربون من الأسرة أن علاقة استثنائية كانت تربط بين نانسي ووالدتها. فقد كانت الابنة الشابة ترافق أمها في جميع مراحل رحلتها العلاجية، وتعتبر الداعم النفسي الأول لها. هذا الارتباط الوثيق جعل من فقدانها صدمة تفوق قدرة الفتاة على التحمل، مما أدى إلى هذه النهاية المأساوية التي تعكس عمق الرابطة بينهما.
صدمة مجتمعية وتفاعل واسع
أحدثت الوفاة المزدوجة صدمة كبيرة في قرية البراشة والمناطق المحيطة بها، حيث لم يعتد الأهالي على مثل هذه الحوادث. وسادت حالة من الذهول والحزن بين السكان الذين توافدوا لتقديم العزاء للأسرة المكلومة. وقد تم تشييع جثماني الأم والابنة في جنازة واحدة مهيبة، شهدت حضوراً كبيراً من أهالي القرية والقرى المجاورة، في مشهد عكس حجم التعاطف مع الفاجعة.
لم يقتصر الأمر على النطاق المحلي، بل امتد التفاعل ليشمل منصات التواصل الاجتماعي على مستوى البلاد، حيث تداول المستخدمون القصة على نطاق واسع، معبرين عن تعازيهم ومواساتهم، ومشيرين إلى قوة الروابط الأسرية وتأثير الحزن العميق على النفس البشرية.
التفسير العلمي المحتمل للوفاة
تلقي هذه الحادثة الضوء على ظاهرة طبية تُعرف بـ "متلازمة القلب المكسور" أو "اعتلال تاكوتسوبو القلبي". وهي حالة مرضية حقيقية وموثقة علمياً تحدث نتيجة للتعرض لضغط نفسي شديد أو صدمة عاطفية قوية، مثل فقدان شخص عزيز. يتسبب هذا الإجهاد في إفراز كميات هائلة من هرمونات التوتر التي تؤدي إلى ضعف مفاجئ ومؤقت في عضلة القلب، مما يمنعها من أداء وظيفتها بشكل سليم. وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون هذه الحالة قاتلة، وهو ما يُعتقد أنه التفسير الطبي الأقرب لما حدث مع نانسي، حيث لم يتمكن قلبها من تحمل صدمة الحزن على والدتها.




