وفاة السيناريست أحمد عبد الله وتشييع جثمانه اليوم من مسجد السراج المنير
ودع الوسط الفني والثقافي المصري صباح اليوم الخميس قامة فنية بارزة برحيل السيناريست الكبير أحمد عبد الله، الذي وافته المنية تاركًا وراءه إرثًا عظيمًا من الأعمال الدرامية والسينمائية التي أثرت الشاشة العربية على مدار عقود. وقد خيم الحزن على قلوب محبيه وزملائه وتلاميذه مع انتشار نبأ وفاته، في خسارة لا تعوض للمشهد الفني الذي فقد أحد أهم رواده. وتُقام صلاة الجنازة على الفقيد ظهر اليوم الخميس، بعد صلاة الظهر مباشرةً، في مسجد السراج المنير الواقع أمام حي الدقي، حيث من المتوقع أن يشهد المسجد حضورًا كبيرًا من نجوم الفن والإعلام وشخصيات عامة، بالإضافة إلى عائلة الراحل وأصدقائه لتوديع قامة فنية ألهمت أجيالاً.

رحيل قامة فنية ومسيرة عطاء حافلة
يمثل رحيل السيناريست أحمد عبد الله خسارة كبيرة للساحة الفنية، فقد كان الراحل أحد أبرز كتاب السيناريو الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الدراما المصرية والعربية. اشتهر عبد الله بقدرته الفائقة على صياغة حبكات درامية معقدة وشخصيات عميقة ومتعددة الأبعاد، مما أضفى على أعماله واقعية ومصداقية عالية. تميزت كتاباته بمعالجتها لقضايا اجتماعية وإنسانية حساسة، مقدمًا رؤى نقدية جريئة للمجتمع المصري، ومسلطًا الضوء على التحديات اليومية التي يواجهها الفرد، وناقلاً نبض الشارع بأسلوب فني رفيع.
على مدار مسيرته الفنية الطويلة، قدم أحمد عبد الله عشرات الأعمال التي رسخت في ذاكرة الجمهور، وتراوحت بين الأعمال التلفزيونية الناجحة التي حققت نسب مشاهدة قياسية، والأفلام السينمائية التي حصدت جوائز عديدة في المهرجانات المحلية والدولية. وقد ارتبط اسمه بالعديد من المخرجين والممثلين الكبار، وشكل مع بعضهم ثنائيات فنية أسهمت في إنتاج روائع خالدة لا تزال تعرض حتى اليوم وتلقى إقبالاً جماهيريًا ونقديًا. كان الراحل يمتلك رؤية فريدة في بناء القصة وتطوير الشخصيات، مما جعله مرجعًا للعديد من الكتاب الشباب الذين استلهموا من أسلوبه.
تأتي وفاة السيناريست أحمد عبد الله بعد بضعة أشهر فقط من رحيل صديقه المقرب، المخرج الكبير سامح عبد العزيز. هذه المصادفة المؤلمة أضافت طبقة أخرى من الحزن إلى المشهد الفني، حيث يشعر الكثيرون بفقدان جيل كامل من المبدعين الذين أسهموا بشكل كبير في تشكيل الوجدان الثقافي المصري. كانت العلاقة المهنية والشخصية بين عبد الله وعبد العزيز قوية، وقد تعاونا في عدد من الأعمال التي لاقت استحسانًا جماهيريًا ونقديًا، مما يجعل هذا الفقد المزدوج أكثر إيلامًا للساحة الفنية.
تفاصيل صلاة الجنازة والعزاء
تستعد أسرة الفقيد وجمهوره لتوديع السيناريست أحمد عبد الله في جنازة مهيبة تقام عقب صلاة ظهر اليوم الخميس. وقد تم تحديد مسجد السراج المنير، الواقع في منطقة الدقي بالقاهرة، كموقع لإقامة صلاة الجنازة. من المتوقع أن يشهد المسجد حشودًا كبيرة من محبي الفقيد وزملاء دربه من الفنانين والمخرجين والمنتجين، إلى جانب عدد من الشخصيات العامة، الذين سيحضرون لتقديم واجب العزاء الأخير ولتأدية صلاة الجنازة على روحه الطاهرة. وقد حرصت الأسرة على إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المعزين لتوديع الراحل.
أما عن مراسم العزاء، فقد أعلنت أسرة الفقيد عن موعد ومكان إقامتها. ستقام مراسم العزاء يوم السبت المقبل، في مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد. هذا الموعد يمنح الفرصة لمن لم يتمكن من حضور الجنازة أو يرغب في تقديم واجب العزاء بشكل رسمي أن يفعل ذلك. يُنتظر أن يكون العزاء تجمعًا حاشدًا يعكس مدى تقدير الوسط الفني والمجتمع المصري بأسره للسيناريست الراحل أحمد عبد الله، ومكانته التي اكتسبها بفضل إبداعه وعطائه المتواصل.
إرث فني خالد وتأثير مستمر
سيظل إرث السيناريست أحمد عبد الله حاضرًا وبقوة في ذاكرة الفن المصري والعربي. فكتاباته لم تكن مجرد نصوص درامية، بل كانت مرآة عاكسة للواقع، ومنبرًا لطرح الأفكار، ومساحة للتأمل في تعقيدات الحياة البشرية. لقد أثرت أعماله في تشكيل وعي الجمهور، وغرست قيمًا، وأثارت نقاشات، وتركت بصمة لا تُمحى على المشهد الثقافي.
يُعد عبد الله من الرواد الذين آمنوا بقوة الكلمة وتأثيرها في بناء المجتمعات، وقد تجلى ذلك في جميع نصوصه التي اتسمت بالعمق والرسالة الهادفة. ستبقى أعماله مصدر إلهام للأجيال القادمة من الكتاب والمبدعين، وستظل شواهد على موهبة استثنائية وعطاء فني لا ينضب. برحيله، فقدت الساحة الفنية قلمًا ذهبيًا، لكن أعماله ستظل خالدة، تحكي قصصًا عن البشرية وتعبر عن آمالها وآلامها، وتثري المكتبة الدرامية والسينمائية العربية.





