وفاة الفنان سمير ربيع: "شيخ العرب همام" و"بدون ذكر أسماء" من أبرز أعماله
تلقى الوسط الفني المصري والعربي ببالغ الحزن نبأ وفاة الفنان المخضرم سمير ربيع، الذي وافته المنية صباح الأربعاء، 12 يونيو 2024، عن عمر يناهز السادسة والسبعين، وذلك بعد صراع طويل مع المرض. وقد أُعلن الخبر الأليم أول مرة عبر منشور لصديقه الفنان عادل عطية على حسابه الشخصي بموقع فيسبوك، حيث نعاه بكلمات مؤثرة.

يمثل رحيل سمير ربيع خسارة كبيرة للدراما المصرية، فقد كان فنانًا متعدد المواهب، ترك بصمة واضحة في عشرات الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية على مدار مسيرة فنية امتدت لعقود. اشتهر ربيع بقدرته الفائقة على تجسيد شخصيات قوية وذات كاريزما خاصة، لا سيما الأدوار الصعيدية والبدوية، والتي أضفت على حضوره رونقًا مميزًا لا يُنسى.
مسيرة فنية حافلة وأدوار مميزة
بدأ الفنان سمير ربيع مشواره الفني في سبعينيات القرن الماضي، وتنوعت أدواره بين السينما والمسرح والتلفزيون. تميز بصدقه الفني وعمق أدائه، ما جعله مطلوبًا للمخرجين في أدوار تحتاج إلى شخصيات ذات ثقل وحضور قوي. وعلى الرغم من أن معظم أدواره كانت ثانوية أو مساعدة، إلا أنه كان يترك انطباعًا عميقًا لدى الجمهور والنقاد، بفضل صوته الجهوري وطلته المهيبة.
كان سمير ربيع من الفنانين الذين يفضلون الجودة على الكم، فكان يختار أدواره بعناية، مما أهله للمشاركة في أعمال درامية خالدة أثرت في وجدان المشاهد العربي. وقد برع في تجسيد شخصيات تتراوح بين الرجل الصعيدي الحكيم، والشيخ البدوي، وصولًا إلى أدوار ذات طابع سياسي أو اجتماعي.
أبرز أعماله الفنية
تضم قائمة أعمال الفنان الراحل العديد من المسلسلات التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، ومن أبرزها:
- "شيخ العرب همام" (2010): يعد هذا المسلسل التاريخي الملحمي، الذي قام ببطولته الفنان يحيى الفخراني، من أهم محطات مسيرة سمير ربيع. حيث جسد فيه دورًا محوريًا ساهم في إبراز موهبته وتأكيد حضوره كفنان قادر على العطاء في الأعمال الكبرى.
- "بدون ذكر أسماء" (2013): هذا المسلسل، من تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد وإخراج تامر محسن، كان بمثابة عمل فني جريء تناول قضايا اجتماعية وسياسية حساسة. وقد أدى فيه ربيع دورًا مؤثرًا أضاف إلى رصيده الفني عمقًا وتنوعًا.
- "حدائق الشيطان" (2006): من المسلسلات التي ترسخت في ذاكرة المشاهد المصري، وقد قدم فيه سمير ربيع أداءً قويًا يتناسب مع طبيعة العمل الدرامية المعقدة.
- "الرحايا" (2009): عمل درامي آخر قام ببطولته يحيى الفخراني، وشارك فيه ربيع بدور مميز يضاف إلى رصيده الغني بالأدوار الصعيدية.
- "الضوء الشارد" (1998): يُعد هذا المسلسل علامة فارقة في تاريخ الدراما الصعيدية، وساهم فيه ربيع بأداء لا ينسى.
- "يوميات ونيس" (أجزاء متعددة): شارك ربيع في عدة أجزاء من هذا المسلسل الكوميدي الاجتماعي الشهير، مقدمًا لمسة خاصة بأدواره.
- "بوابة الحلواني" (أجزاء متعددة): مسلسل تاريخي آخر أثبت من خلاله قدرته على التنوع في الأداء.
- كما شارك في أعمال أخرى بارزة مثل "جمهورية زفتى" و"الأصدقاء" و"أدهم الشرقاوي" وغيرها.
تأثيره على الدراما المصرية
لقد كان لسمير ربيع تأثيره الخاص على الدراما المصرية، فهو لم يكن مجرد ممثل يؤدي الأدوار الموكلة إليه، بل كان يضيف إلى كل شخصية لمسة من الواقعية والعمق، ما جعلها تعلق بذاكرة الجمهور. كان صوته الرخيم ونظرته الثاقبة من أبرز سماته التي ميزته عن أقرانه، وجعلته خيارًا مفضلاً لأدوار الشخصيات ذات السلطة أو الحكمة. يمثل رحيله نهاية حقبة لفنانين كرسوا حياتهم للفن، وقدموا أعمالاً ستبقى مرجعًا للأجيال القادمة.
موقف الزملاء والجمهور
على إثر إعلان خبر وفاته، سارع عدد من الفنانين والمخرجين والنقاد إلى نعي الفقيد، مستذكرين إسهاماته الكبيرة في الفن المصري، ومؤكدين على خلقه الرفيع والتزامه المهني. وقد امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بعبارات التعازي والدعوات له بالرحمة والمغفرة، ما يعكس مدى حب وتقدير الجمهور لهذا الفنان القدير الذي أثرى حياتهم الفنية على مدى سنوات طويلة.




