ياسر الزبيري "صاحب ثنائية المونديال": كل ما تحتاج معرفته عن موهبة منتخب المغرب للشباب
في تطور يثير اهتمام الأوساط الكروية المغربية والعربية، تبرز موهبة اللاعب الشاب ياسر الزبيري، الذي بات يلقب بـ"صاحب ثنائية المونديال" بعد تألقه اللافت مع منتخب المغرب للشباب في إحدى البطولات العالمية. ففي مطلع الأسبوع الجاري، ومع استمرار الحديث عن نجوم المستقبل لكرة القدم المغربية، عاد اسم الزبيري ليتصدر العناوين، مما دفع العديد للتساؤل عن هوية هذا النجم الصاعد وأبرز المحطات في مسيرته الكروية الواعدة. يعتبر الزبيري أحد الركائز الأساسية في تشكيلة منتخب الشباب، وتتطلع الجماهير والنقاد على حد سواء إلى مساهماته المستقبلية، سواء على الصعيد الدولي أو على صعيد الأندية التي يلعب لها.

من هو ياسر الزبيري؟ نشأة كروية واعدة
ولد ياسر الزبيري في مدينة الدار البيضاء، ونشأ في بيئة تعشق كرة القدم، حيث بدأت موهبته تتجلى في سن مبكرة. انضم الزبيري إلى أكاديمية "محمد السادس لكرة القدم" المرموقة في المغرب، وهي مؤسسة معروفة بإنتاج المواهب الشابة التي تغذي الأندية الوطنية والأوروبية. هناك، صقل مهاراته تحت إشراف مدربين متخصصين، وتدرج في الفئات العمرية المختلفة. يتميز الزبيري بكونه لاعب خط وسط مهاجم يتمتع برؤية ثاقبة للملعب، وقدرة على التمرير الدقيق، بالإضافة إلى حس تهديفي عالٍ يجعله خطراً دائماً على مرمى الخصوم. يفضل اللعب كصانع ألعاب خلف المهاجمين، مستفيداً من قدرته على المراوغة وخلق الفرص لزملائه، فضلاً عن تسديداته القوية من خارج منطقة الجزاء. هذه المهارات المتكاملة جعلته محط أنظار الكشافين منذ فترة مبكرة، مما مهد الطريق لانضمامه إلى المنتخبات الوطنية للشباب.
"ثنائية المونديال": لحظة تاريخية في مسيرة الزبيري
جاء اللقب المميز "صاحب ثنائية المونديال" بعد الأداء البطولي الذي قدمه ياسر الزبيري في بطولة كأس العالم تحت 20 سنة، التي استضافتها الأرجنتين في صيف عام 2023. ففي مباراة حاسمة ضمن دور المجموعات، واجه المنتخب المغربي للشباب نظيره الأوروغوياني القوي. كانت المباراة تتجه نحو التعادل السلبي، ولكن الزبيري قلب الموازين بتسجيل هدفين متتاليين في الشوط الثاني، أحدهما بتسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، والآخر من متابعة ذكية لتمريرة عرضية. هذان الهدفان لم يمنحا المغرب فوزاً ثميناً بنتيجة 2-1 فحسب، بل كانا حاسمين في تأهل الفريق إلى الأدوار الإقصائية من البطولة. الأهداف أظهرت نضجاً تكتيكياً وقدرة على تحمل الضغط، وهو ما يميز اللاعبين الكبار. لقطات الأهداف انتشرت على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، ورسخت اسم ياسر الزبيري كأحد أبرز المواهب الصاعدة ليس فقط في المغرب بل على الساحة الدولية لمنتخبات الشباب.
مسيرته مع الأندية وتطلعاته المستقبلية
بعد بروزه في كأس العالم للشباب، تصاعدت أسهم ياسر الزبيري بشكل كبير. حالياً، يواصل اللاعب مشواره الكروي في صفوف فريق الشباب لنادي الوداد الرياضي، أحد أعرق الأندية المغربية، حيث يشارك بانتظام مع فريق الأمل ويتدرب أحياناً مع الفريق الأول. هناك تكهنات قوية حول احتمالية تصعيده للفريق الأول بشكل دائم في الموسم المقبل، خصوصاً مع اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة بخدماته. تشير التقارير إلى أن كشافين من أندية فرنسية وبلجيكية وهولندية تابعوا أداءه عن كثب في المباريات الأخيرة، وهناك أحاديث عن عروض محتملة للانتقال إلى القارة العجوز. يرى النقاد أن الانتقال إلى أوروبا في الوقت المناسب قد يكون خطوة حاسمة في تطور الزبيري، حيث سيتمكن من اكتساب الخبرة والاحتكاك بمستويات أعلى من المنافسة، مما سيصقل موهبته ويجهزّه للانتقال إلى مرحلة الاحتراف الكامل.
تأثيره على المنتخب الوطني للشباب والكرة المغربية
لا يقتصر تأثير ياسر الزبيري على أدائه الفردي، بل يمتد ليطال معنويات زملائه في المنتخب الوطني للشباب. يعتبر قدوة للعديد من اللاعبين الشباب بفضل اجتهاده والتزامه داخل وخارج الملعب. مساهماته في كأس العالم للشباب رفعت سقف التوقعات للمنتخب، وأكدت أن المغرب يمتلك خزانًا لا ينضب من المواهب القادرة على المنافسة على أعلى المستويات. على المدى الطويل، ينظر إليه كمرشح قوي للانضمام إلى المنتخب الأول مستقبلاً، والمساهمة في تحقيق طموحات الجماهير المغربية التي تحلم بمواصلة الإنجازات التي حققها "أسود الأطلس" في مونديال قطر 2022. قدرته على اللعب في مراكز متعددة في خط الوسط الهجومي تمنح المدربين خيارات تكتيكية ثمينة، وتجعله لاعباً ذا قيمة عالية في أي تشكيلة.
التحديات والفرص المستقبلية
رغم الإشادة الكبيرة، يواجه ياسر الزبيري تحديات تتطلب منه التركيز والاستمرارية. فالانتقال من فئة الشباب إلى كرة القدم الاحترافية يتطلب الكثير من الجهد البدني والذهني. عليه أن يواصل تطوير جوانب القوة لديه، ويعمل على تحسين النقاط التي تحتاج إلى صقل، مثل القوة البدنية ومهارات الدفاع. الفرص أمامه واعدة، فمع استراتيجية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للاستثمار في الشباب، ومع وجود مدربين أكفاء في الأندية الوطنية، يمكن للزبيري أن يجد البيئة المناسبة للنمو. إن الحفاظ على مستوى عالٍ من الأداء والابتعاد عن الإصابات، سيكون مفتاح نجاحه في السنوات القادمة.
في الختام، يظل ياسر الزبيري اسماً يتردد صداه في الأوساط الكروية كرمز للمستقبل الواعد لكرة القدم المغربية. "ثنائية المونديال" لم تكن مجرد هدفين، بل كانت إعلاناً عن بزوغ نجم جديد ينتظر منه الكثير، وتتطلع الجماهير إلى رؤيته يرفع راية المغرب عالياً في المحافل الدولية الكبرى.





