يسري نصر الله يدعو لتحسين ظروف العمل بالسينما بعد وفاة مصورين في حادث مأساوي
أثار المخرج المصري البارز، يسري نصر الله، قضية سلامة العاملين في صناعة السينما وظروف عملهم، وذلك في أعقاب الحادث المأساوي الذي أودى بحياة المصورين الشابين، أندريا زكي وأشرف عاطف، في منتصف شهر أكتوبر 2023. وجاء تعليق نصر الله، الذي نشره عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، ليعكس صدمة الوسط الفني ويسلط الضوء على تحديات هيكلية تواجه العاملين خلف الكاميرات في مصر.

تفاصيل الحادث المأساوي
لقي المصوران أندريا زكي وأشرف عاطف مصرعهما بشكل فوري يوم الثلاثاء الموافق 17 أكتوبر 2023، إثر سقوطهما من ارتفاع شاهق أثناء تأدية عملهما. كان الشابان يعملان ضمن فريق تصوير فيلم وثائقي في أحد مصانع الأسمنت بمنطقة حلوان، جنوب القاهرة. ووفقًا للمعلومات المتداولة، فقد سقطا من أعلى منصة رافعة (صومعة) كانت تستخدم للتصوير، مما أدى إلى وفاتهما في موقع الحادث. وقد خلّف الحادث صدمة كبيرة في الأوساط الفنية والإعلامية نظرًا لبشاعته، ولكون الضحيتين من الشباب المعروفين بتفانيهم في عملهم.
تعليق يسري نصر الله ودعوة للتغيير
لم يكتفِ المخرج يسري نصر الله بالتعبير عن حزنه ونعي الشابين، بل وجه انتقادات حادة للظروف التي يعمل فيها الكثير من الفنيين والمصورين في مصر. وفي منشوره، أشار نصر الله إلى أن هذه المأساة لم تكن مجرد حادث عارض، بل هي نتيجة لإهمال متراكم في تطبيق معايير السلامة المهنية. وأكد أن العديد من العاملين في هذا القطاع، خاصة المستقلين والشباب، يضطرون للعمل لساعات طويلة مقابل أجور زهيدة وفي بيئات تفتقر إلى أبسط مقومات الأمان.
ودعا نصر الله بشكل مباشر نقابة المهن السينمائية وشركات الإنتاج إلى تحمل مسؤولياتها. وطالب بضرورة وضع وتطبيق لوائح صارمة تضمن توفير بيئة عمل آمنة للجميع، وتحديد ساعات عمل معقولة، وتوفير تأمينات تحمي حقوق العاملين في حالة وقوع حوادث. واعتبر أن الحفاظ على أرواح وسلامة فرق العمل يجب أن يكون له الأولوية القصوى فوق أي اعتبارات إنتاجية أو مادية.
ردود فعل واسعة في الوسط الفني
لم يكن تعليق يسري نصر الله هو الصوت الوحيد الذي علا بعد الحادث، فقد تفاعل عدد كبير من الفنانين والمخرجين والعاملين في الصناعة مع الخبر، معبرين عن حزنهم العميق ومشاركين في الدعوة لتحسين ظروف العمل. من جانبها، أصدرت نقابة المهن السينمائية بيانًا رسميًا نعت فيه المصورين الراحلين، وأعلنت عن متابعتها للتحقيقات الجارية في الحادث للتأكد من وجود أي تقصير أو إهمال. وأثار الحادث نقاشًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي حول الحقوق المهدرة للعاملين في "مطابخ" صناعة السينما والدراما، والذين غالبًا ما يكونون الجنود المجهولين خلف نجاح الأعمال الفنية.
خلفية عن الأزمة وأهمية القضية
تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء مجددًا على قضية طالما كانت محل نقاش في كواليس صناعة السينما المصرية، وهي السلامة المهنية وحقوق العاملين. ففي ظل ضغوط الإنتاج والمنافسة الشديدة، قد يتم التغاضي عن إجراءات السلامة الأساسية لتوفير الوقت أو خفض التكاليف. ويعاني العديد من الفنيين، من مصورين وفنيي إضاءة وصوت وغيرهم، من غياب العقود الرسمية والتأمين الصحي والاجتماعي، مما يجعلهم عرضة للاستغلال والمخاطر. وبالتالي، فإن أهمية هذه القضية لا تكمن فقط في كونها مأساة إنسانية، بل في أنها تمثل جرس إنذار لصناع القرار في الوسط الفني بضرورة إعادة تقييم شاملة لبيئة العمل لضمان عدم تكرار مثل هذه الفواجع في المستقبل.





