يورتشيتش يعزو تعثر بيراميدز أمام الزمالك بالإمارات لظروف صعبة وظلم تحكيمي
عقب المواجهة الأخيرة التي جمعت فريقي بيراميدز والزمالك ضمن منافسات كأس السوبر المصري التي استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة، ألقى المدرب الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش، المدير الفني لنادي بيراميدز، باللوم على مجموعة من العوامل التي اعتبرها السبب الرئيسي وراء تعثر فريقه. وقد تضمنت تصريحاته انتقادات حادة للظروف المحيطة بالمباراة وما وصفه بـ«الظلم التحكيمي» الذي تعرض له فريقه.

خلفية المواجهة وأهميتها
تُعد مباراة كأس السوبر المصري واحدة من أهم المواجهات الكروية في مصر، حيث تجمع عادةً بين بطلي الدوري والكأس. وتكتسب هذه المباراة أهمية خاصة كونها تُقام في كثير من الأحيان على أرض محايدة خارج مصر، تحديدًا في الإمارات، وذلك لجذب الجماهير وتوسيع قاعدة المتابعة، بالإضافة إلى العوائد المالية الكبيرة التي تستفيد منها الأندية والاتحاد المصري لكرة القدم. بالنسبة لنادي بيراميدز، الذي استثمر كثيرًا في السنوات الأخيرة لبناء فريق قوي قادر على المنافسة على الألقاب المحلية والقارية، كانت هذه المباراة فرصة ذهبية لإثبات مكانته أمام أحد قطبي الكرة المصرية التقليديين، الزمالك، وتحقيق أول ألقابه الكبرى. المباراة نفسها تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الفريق على التعامل مع ضغط المباريات الكبرى والتنافس على أرفع المستويات.
تفاصيل المباراة وتصريحات المدرب
وفقًا لتصريحات يورتشيتش التي جاءت بعد انتهاء المباراة، لم يتمكن فريق بيراميدز من ترجمة سيطرته على مجريات اللعب إلى أهداف حقيقية، مشيرًا إلى مشكلة واضحة في اللمسة الأخيرة وإنهاء الفرص السهلة التي أتيحت للاعبين. وأوضح المدرب أن فريقه خلق العديد من الفرص الخطيرة وكان الطرف الأفضل في فترات طويلة من اللقاء، لكن سوء التوفيق وعدم التركيز في اللحظات الحاسمة حالا دون التسجيل. تجاوزت تصريحاته الجانب الفني لتشمل انتقادات حادة لأداء التحكيم، حيث أكد يورتشيتش أن فريقه تعرض لـ«ظلم تحكيمي» مباشر أثر بشكل كبير على نتيجة المباراة. ورغم عدم إشارته إلى لقطات بعينها بشكل تفصيلي في تلك التصريحات الأولية، إلا أن طبيعة تصريحه توحي بوجود قرارات تحكيمية مثيرة للجدل رأى أنها غيرت مسار اللقاء. هذا إلى جانب الظروف الصعبة التي واجهها الفريق في الإمارات، والتي قد تشمل عوامل مثل التكيف مع الأجواء المناخية، وضغط السفر، والتجهيزات اللوجستية التي قد تؤثر على الأداء البدني والذهني للاعبين.
انتقادات لأداء اللاعبين والظروف المحيطة
بالإضافة إلى التحكيم، أقر يورتشيتش بأن هناك مشكلة في تركيز بعض اللاعبين، خاصة في اللمسة الأخيرة. هذه الملاحظة تعكس تحديًا داخليًا يواجه الفريق، حيث أن خلق الفرص لا يكفي للفوز بالمباريات دون القدرة على تحويلها إلى أهداف. من جهة أخرى، تُعتبر الظروف التي تُقام فيها المباريات في الإمارات أحيانًا تحديًا للأندية المصرية. فدرجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، حتى في فترات المساء، قد تؤثر على لياقة اللاعبين وأدائهم طوال تسعين دقيقة. كما أن ضغط السفر والتكيف مع بيئة مختلفة قد يضيف عبئًا إضافيًا على الفرق، وهو ما قد يكون يورتشيتش يشير إليه ضمن «الظروف الصعبة» التي تحدث عنها.
ردود الفعل والتداعيات المحتملة
عادة ما تثير تصريحات المدربين التي تتضمن اتهامات للتحكيم ردود فعل واسعة في الأوساط الرياضية. فمن المتوقع أن يتبع تصريح يورتشيتش نقاشات مكثفة حول أداء التحكيم في الكرة المصرية بشكل عام، ومدى تأثيره على نتائج المباريات الحاسمة. قد يدفع هذا التصريح إدارة نادي بيراميدز إلى تقديم شكوى رسمية للاتحاد المصري لكرة القدم، مطالبة بمراجعة أداء الحكام الذين أداروا المباراة. على الجانب الآخر، قد يرى البعض أن هذه التصريحات هي محاولة لتبرير الخسارة، وأن الأداء الفني للفريق هو المسؤول الأول عن النتيجة. هذه المواقف غالبًا ما تُلقي بظلالها على المنافسات القادمة وتُضيف المزيد من التوتر للعلاقة بين الأندية والاتحاد ولجنة الحكام. كما أن تأثير هذه الخسارة وتصريحات المدرب قد يمتد ليشمل معنويات اللاعبين وثقتهم بأنفسهم، مما يستدعي تدخلًا من الجهاز الفني والإدارة لضمان عدم تأثر الأداء في المباريات المقبلة.
السياق الأوسع للتحكيم واللعب خارج الديار
تُعد الشكاوى من التحكيم أمرًا متكررًا في كرة القدم المصرية، وغالبًا ما تُسلط الضوء على ضرورة تطوير هذا الجانب لضمان عدالة المنافسة. أما فيما يخص اللعب خارج الديار، فإن استضافة الإمارات للمباريات المصرية الكبرى أصبحت ظاهرة متكررة. ورغم المزايا التنظيمية والتسويقية، إلا أنها تضع الفرق أمام تحديات مختلفة عن اللعب على أرضها أو في مصر بشكل عام. يتوجب على الفرق التكيف مع هذه الظروف لتقديم أفضل أداء ممكن، وهو ما يشكل جزءًا لا يتجزأ من الاحترافية في كرة القدم الحديثة. تصريحات يورتشيتش، وإن كانت تعكس خيبة أمله، تفتح الباب أيضًا أمام نقاش أوسع حول كيفية ضمان بيئة تنافسية عادلة لجميع الفرق، سواء داخل مصر أو عند اللعب في الخارج.





