الجيش الإسرائيلي يعلن تحديد هوية رفات محتجزين اثنين تم استعادتهما من غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان صدر مؤخراً أنه تمكن من استعادة رفات اثنين من المحتجزين الإسرائيليين خلال عملية عسكرية خاصة نفذت في قطاع غزة. وأكد البيان أن الفحوصات الطبية الشرعية نجحت في تحديد هويتي الرفات، اللذين يعودان لشخصين كانا قد أُخذا كرهائن خلال الهجوم الذي قادته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي.

تفاصيل العملية وتحديد الهوية

وفقًا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن استعادة الرفات جاءت نتيجة لعملية مشتركة بين قوات الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، واستندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة تم جمعها على مدار الأسابيع الماضية. وقد جرت العملية في منطقة معقدة من قطاع غزة، حيث تمكنت القوات من الوصول إلى الموقع المستهدف واستخراج الرفات.

بعد استعادة الرفات، تم نقلهما إلى المعهد الوطني للطب الشرعي في إسرائيل، حيث أجرى الخبراء سلسلة من الفحوصات لتأكيد هوياتهما بشكل قاطع. وبعد اكتمال الإجراءات، تم إبلاغ عائلتي المحتجزين بالنتائج رسميًا، مما وضع نهاية لحالة من عدم اليقين استمرت لأشهر.

خلفية عن المحتجزين

كشفت السلطات الإسرائيلية أن الرفات يعود لكل من:

شاني لوك: شابة إسرائيلية-ألمانية تبلغ من العمر 22 عامًا، والتي اكتسبت قضيتها اهتمامًا عالميًا بعد انتشار صور ومقاطع فيديو لها عقب أسرها من مهرجان نوفا الموسيقي. وكانت عائلتها قد أُبلغت بوفاتها في أواخر أكتوبر بناءً على أدلة طبية، لكن جثمانها ظل محتجزًا في غزة حتى هذه العملية.
إسحاق غليرنتر: مواطن إسرائيلي يبلغ من العمر 56 عامًا، كان قد حضر أيضًا مهرجان نوفا الموسيقي مع أصدقائه عندما وقع الهجوم وتم أسره.

يُذكر أن مهرجان نوفا الموسيقي كان أحد الأهداف الرئيسية لهجوم 7 أكتوبر، حيث قُتل واختُطف المئات من الحاضرين.

السياق العام لأزمة المحتجزين

تأتي هذه التطورات في سياق أزمة المحتجزين المستمرة، والتي تُعتبر إحدى القضايا المحورية في الصراع الدائر. ففي 7 أكتوبر، تم أسر ما يقارب 250 شخصًا ونقلهم إلى قطاع غزة. وفي أواخر نوفمبر الماضي، أُطلق سراح أكثر من 100 محتجز ضمن صفقة تبادل مؤقتة، لكن ما زال هناك أكثر من 100 شخص في عداد المحتجزين.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن عددًا كبيرًا من المحتجزين المتبقين قد لا يكونون على قيد الحياة. وتواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا داخلية هائلة من عائلات المحتجزين والرأي العام للموافقة على صفقة جديدة تضمن عودة جميع المحتجزين، سواء الأحياء منهم أو رفات المتوفين.

الأهمية والتداعيات

تمثل استعادة رفات المحتجزين حدثًا مهمًا على عدة مستويات. فمن الناحية الإنسانية، تمنح هذه العملية العائلات فرصة لإقامة مراسم دفن لائقة وتوديع أحبائهم، وهو ما يوفر لهم خاتمة مؤلمة ولكنها ضرورية. وعلى الصعيد العسكري والسياسي، تقدم إسرائيل هذه العمليات كدليل على التزامها بإعادة جميع مواطنيها، وتوظفها كإنجازات استخباراتية وعسكرية. في المقابل، تُسلط هذه الأحداث الضوء على المصير المأساوي للعديد من المحتجزين وتزيد من حدة النقاش العام حول أفضل السبل لإنهاء هذه الأزمة: التدخل العسكري أم المسار الدبلوماسي والتفاوضي.