انهيار الهدنة في غزة: غارات عنيفة على خان يونس والإعلان عن مقتل محتجزين
بعد فترة هدوء استمرت أسبوعاً، شهد قطاع غزة في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، الأول من ديسمبر 2023، عودة عنيفة للعمليات العسكرية الإسرائيلية مع انهيار الهدنة الإنسانية المؤقتة. تركزت الهجمات بشكل مكثف على مدينة خان يونس جنوبي القطاع، بالتزامن مع تطورات مقلقة تتعلق بمصير المحتجزين الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية، مما أعاد الصراع إلى مربعه الأول وسط مخاوف دولية متزايدة.

خلفية الهدنة الإنسانية
بدأت الهدنة في 24 نوفمبر 2023 بوساطة قطرية ومصرية وبدعم أمريكي، ونصت على وقف مؤقت لإطلاق النار للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى. خلال أيامها السبعة، تم إطلاق سراح العشرات من المحتجزين الإسرائيليين والأجانب من غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال. وقد وفرت هذه الفترة متنفساً للسكان المحاصرين وأحيت الآمال في إمكانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
انهيار الاتفاق وتجدد القتال
انتهت الهدنة رسمياً في الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي بعد فشل جهود الوساطة في تمديدها. تبادل كل من الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الاتهامات بخرق شروط الاتفاق، مما أدى إلى استئناف فوري للأعمال العدائية. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن شن غارات جوية ومدفعية واسعة النطاق على أهداف تابعة لحماس في جميع أنحاء قطاع غزة، مؤذناً ببدء مرحلة جديدة وشرسة من الحرب.
التصعيد في خان يونس
تركزت الموجة الأولى من الهجمات بعد انهيار الهدنة على مدينة خان يونس ومحيطها في جنوب القطاع. وكانت إسرائيل قد وصفت سابقاً المناطق الجنوبية بأنها أكثر أمناً وحثت سكان شمال غزة على النزوح إليها. إلا أن القصف العنيف الذي استهدف المدينة أشار إلى تحول استراتيجي في العمليات العسكرية، تمهيداً لتوغل بري محتمل. وأفادت مصادر محلية بوقوع عشرات القتلى والجرحى جراء الغارات التي طالت منازل ومناطق سكنية، مما فاقم الأزمة الإنسانية في منطقة تكتظ بالنازحين.
مصير المحتجزين
تزامنت التطورات الميدانية مع إعلان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن مقتل عدد من المحتجزين الإسرائيليين لديها نتيجة للقصف الإسرائيلي الذي سبق الهدنة. وأوضحت الكتائب أن جثامينهم لا تزال تحت الأنقاض. شكل هذا الإعلان ضربة لآمال عائلات المحتجزين وأبرز التعقيدات التي تحيط بمصير من تبقى منهم في ظل تجدد القتال. وكانت قضية المحتجزين، وخاصة الجنود والرجال، من بين النقاط الشائكة التي حالت دون تمديد الهدنة.
الأهمية والتداعيات
يمثل انهيار الهدنة وعودة القتال، خاصة في الجنوب، نقطة تحول خطيرة في الصراع. فقد أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، حيث أصبح السكان محاصرين في مناطق قتال ضيقة دون ملاذ آمن. كما زاد من تعقيد الجهود الدبلوماسية الرامية إلى احتواء الصراع، وجعل مصير المحتجزين المتبقين أكثر غموضاً وخطورة، مما يضع ضغوطاً إضافية على جميع الأطراف المعنية.


