غارات إسرائيلية مكثفة على خان يونس وتدمير مربعات سكنية في غزة
شهد قطاع غزة في الساعات الأخيرة تصعيداً في العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي تركزت بشكل خاص على المناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوب القطاع، بالإضافة إلى استمرار عمليات نسف وتدمير مبانٍ على نطاق واسع في مدينة غزة وشمالها. تأتي هذه التطورات في سياق الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي دخلت مراحل جديدة من القتال البري والقصف الجوي والمدفعي المكثف.

تصعيد القصف على خان يونس
تركزت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على المحور الشرقي لمدينة خان يونس، التي تعتبر معقلاً رئيسياً لحركة حماس وتضم شبكة أنفاق واسعة بحسب الجيش الإسرائيلي. أفادت مصادر ميدانية بأن القصف المدفعي والجوي استهدف عدة مناطق بشكل عنيف، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين الفلسطينيين. من أبرز المناطق التي تعرضت للقصف:
- بلدة خزاعة
- بلدة عبسان الكبيرة
- منطقة بني سهيلا
- أطراف بلدة القرارة
تتزامن هذه الغارات مع محاولات القوات الإسرائيلية التوغل برياً في هذه المناطق، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع فصائل فلسطينية مسلحة. يقول الجيش الإسرائيلي إن عملياته في خان يونس تهدف إلى تفكيك الكتائب التابعة لحماس في المنطقة وتدمير بنيتها التحتية العسكرية، بما في ذلك مراكز القيادة والسيطرة ومخازن الأسلحة.
تدمير ممنهج للمباني في مدينة غزة
في شمال القطاع، تواصل القوات الإسرائيلية عمليات نسف مربعات سكنية كاملة في أحياء مختلفة من مدينة غزة. وتُظهر مقاطع الفيديو التي ينشرها الجيش الإسرائيلي عمليات تفجير محكومة لمبانٍ سكنية ومؤسسات مدنية، بعد أن تم إخلاؤها من سكانها في وقت سابق من الحرب. برر الجيش هذه العمليات بأنها تستهدف مباني تم استخدامها من قبل مقاتلي حماس أو تحتوي على فتحات أنفاق وبنية تحتية عسكرية.
هذه الاستراتيجية أثارت انتقادات دولية واسعة، حيث تتهم منظمات حقوقية إسرائيل بتنفيذ تدمير واسع النطاق وغير مبرر للبنية التحتية المدنية، مما يجعل عودة النازحين إلى منازلهم أمراً شبه مستحيل. وتشمل عمليات التدمير أحياء مثل الشجاعية والزيتون، التي شهدت معارك ضارية في الأسابيع الأولى من الاجتياح البري.
السياق العام والأثر الإنساني
تأتي هذه العمليات في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، بينما تستمر موجات النزوح القسري. وكانت خان يونس قد استقبلت مئات الآلاف من النازحين من شمال القطاع، والذين يجدون أنفسهم الآن مضطرين للنزوح مرة أخرى نحو رفح والمناطق الساحلية، التي تكتظ بالسكان وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.
من جانبها، تؤكد وزارة الصحة في غزة أن الهجمات المستمرة تزيد من الضغط على المنظومة الصحية المنهارة، مع صعوبة وصول الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف إلى مناطق القصف. وتتحدث تقارير أممية عن دمار هائل لحق بالمنازل والبنية التحتية، مما يجعل أكثر من نصف مباني القطاع غير صالحة للسكن.
المواقف وردود الفعل
يصر المسؤولون الإسرائيليون على أن استمرار الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لتحقيق أهداف الحرب، المتمثلة في القضاء على قدرات حماس العسكرية وإعادة المحتجزين. في المقابل، تدين السلطات الفلسطينية ما تصفه بـ"حرب الإبادة" وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين.
على الصعيد الدولي، تتزايد الدعوات لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وسط تحذيرات من أن توسيع العمليات العسكرية في جنوب القطاع قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر، خاصة مع تجمع أكثر من مليون نازح في منطقة رفح المتاخمة للحدود المصرية.





