تصعيد في خان يونس: قصف مدفعي وإطلاق نار يستهدف المناطق الشرقية
شهدت المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، الواقعة جنوب قطاع غزة، تصعيداً عسكرياً ملحوظاً خلال الساعات والأيام القليلة الماضية. أفادت مصادر ميدانية وتقارير إخبارية متعددة بتجدد القصف المدفعي المكثف وإطلاق النار بشكل متقطع، مما أثار حالة من الخوف والذعر بين السكان العائدين إلى المنطقة لتفقد منازلهم وممتلكاتهم المدمرة.

التطورات الميدانية الأخيرة
تركزت العمليات العسكرية الأخيرة بشكل خاص على الأحياء الشرقية لخان يونس، وهي مناطق كانت مسرحاً لعمليات قتالية عنيفة في الأشهر السابقة. وبحسب التقارير، فإن القصف المدفعي مصدره الآليات العسكرية الإسرائيلية المتمركزة على الشريط الحدودي شرق المدينة. وشملت المناطق المستهدفة بلدات رئيسية مثل:
- خزاعة
- عبسان الكبيرة
- بني سهيلا
إضافة إلى القصف المدفعي، تحدثت مصادر عن تحليق مكثف للطائرات الاستطلاعية والطائرات المسيّرة من نوع "كوادكوبتر"، والتي قامت بإطلاق النار بشكل عشوائي في عدة مناطق، مما أجبر المدنيين على الاحتماء والمغادرة مرة أخرى. تأتي هذه التطورات بعد فترة من الهدوء النسبي الذي أعقب انسحاب القوات الإسرائيلية من المدينة في شهر أبريل الماضي، مما يشير إلى أن الوضع الأمني لا يزال هشاً وغير مستقر.
خلفية وسياق الأحداث
تعد مدينة خان يونس ذات أهمية استراتيجية كبرى في الصراع الدائر. فمنذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، كانت المدينة محوراً لعملية عسكرية برية واسعة النطاق أطلقتها القوات الإسرائيلية، بهدف معلن هو تفكيك البنية التحتية العسكرية لحركة حماس، والتي اعتبر الجيش الإسرائيلي أن قيادتها تتمركز في أنفاق تحت المدينة. استمرت المعارك لعدة أشهر، مما أدى إلى دمار هائل في البنية التحتية والمناطق السكنية ونزوح شبه كامل لسكانها.
في 7 أبريل 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي سحب ألويته المقاتلة من خان يونس، مبرراً ذلك بالانتقال من مرحلة المناورة المكثفة إلى مرحلة العمليات المستهدفة القائمة على معلومات استخباراتية. ومع ذلك، لم تتوقف الغارات الجوية والقصف المدفعي بشكل كامل، حيث كانت القوات تعود بشكل متقطع لتنفيذ عمليات محددة. يمثل التصعيد الأخير عودة لنمط العمليات العسكرية الأكثر كثافة، مما يثير تساؤلات حول الأهداف الاستراتيجية طويلة الأمد في المنطقة.
الأثر الإنساني على السكان
إن لتجدد الأعمال العدائية في خان يونس تداعيات إنسانية وخيمة. كان آلاف النازحين قد بدأوا بالعودة إلى أحيائهم في خان يونس بعد الانسحاب الإسرائيلي، على الرغم من أن معظم المنازل والمرافق الحيوية قد تحولت إلى ركام. وقد وجد هؤلاء العائدون أنفسهم مرة أخرى في دائرة الخطر، حيث أجبرهم القصف الأخير على النزوح مجدداً إلى مناطق المواصي أو رفح، والتي تعاني هي الأخرى من اكتظاظ سكاني وظروف إنسانية صعبة.
تفاقم هذه الهجمات من الأزمة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة. فإلى جانب الدمار المادي، يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والكهرباء والرعاية الصحية. كما أن استهداف مناطق كانت قد أُعلنت آمنة نسبياً يعمق من انعدام الثقة ويقضي على أي أمل في الاستقرار على المدى القريب، مما يجعل حياة المدنيين أكثر صعوبة وتعقيداً في ظل استمرار الصراع.





