غارات إسرائيلية مكثفة على خان يونس رغم الإعلان عن هدنة برعاية أمريكية
في تطور ميداني يقوض الجهود الدبلوماسية، تعرضت مناطق في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة لقصف إسرائيلي عنيف، وذلك بعد ساعات قليلة من الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية. جاء هذا التصعيد ليعكس هشاشة التفاهمات المعلنة والتعقيدات التي تواجه محاولات احتواء العنف في المنطقة.
خلفية التوترات
سبق هذا التصعيد جولة من التوتر بدأت بإطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية المجاورة. ورداً على ذلك، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية والضربات المدفعية على ما وصفها بأنها أهداف تابعة للفصائل الفلسطينية في القطاع. أدت هذه الدورة من العنف المتبادل إلى تصاعد المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق، مما دفع الأطراف الدولية، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية، إلى التدخل بشكل عاجل.
جهود الوساطة وإعلان الهدنة
بناءً على اتصالات مكثفة، أعلنت مصادر دبلوماسية عن نجاح الوساطة الأمريكية في التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. نص الاتفاق، الذي كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ فجر اليوم، على وقف جميع الأعمال العدائية من كلا الجانبين. وقد رحبت الأوساط الدولية بهذا الإعلان، معربة عن أملها في أن يمهد الطريق لفترة من الهدوء تسمح بمعالجة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة.
التصعيد الميداني في خان يونس
على عكس التوقعات، لم يصمد اتفاق وقف إطلاق النار طويلاً. حيث أفادت مصادر محلية وشهود عيان في خان يونس بسماع دوي انفجارات عنيفة ومتتالية ناتجة عن غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي. استهدفت الضربات مناطق زراعية ومواقع يُعتقد أنها تستخدم من قبل الفصائل المسلحة، مما أثار حالة من الهلع بين السكان المدنيين وألحق أضراراً مادية بالبنية التحتية والممتلكات. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان له أنه استهدف بنية تحتية عسكرية رداً على استمرار التهديدات المنطلقة من القطاع.
ردود الفعل والمواقف الرسمية
تباينت ردود الفعل الرسمية حول خرق الهدنة، حيث حمل كل طرف الآخر المسؤولية عن التصعيد الأخير.
- الجانب الإسرائيلي: أكدت السلطات الإسرائيلية أن عملياتها العسكرية في خان يونس كانت ضرورية للدفاع عن أمن مواطنيها، مشيرة إلى أنها لن تتسامح مع أي انتهاك للهدوء من جانب الفصائل في غزة.
- الفصائل الفلسطينية: من جهتها، وصفت الفصائل الفلسطينية القصف الإسرائيلي بأنه "خرق فاضح" لاتفاق التهدئة، معتبرة إياه دليلاً على عدم جدية الجانب الإسرائيلي في الالتزام بالتفاهمات، وتوعدت بالرد على هذا التصعيد.
- الوسيط الأمريكي: دعت الإدارة الأمريكية الطرفين إلى ضبط النفس والعودة الفورية إلى التزامات وقف إطلاق النار، مؤكدة على أهمية منع انزلاق الأمور نحو مواجهة شاملة.
الأهمية والسياق الأوسع
يسلط هذا الحادث الضوء على الصعوبات الكبيرة التي تواجه جهود التهدئة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. إن سرعة انهيار الهدنة تظهر عمق انعدام الثقة بين الطرفين واستمرار الدوافع الكامنة وراء العنف. كما يؤكد على أن الإعلانات الدبلوماسية وحدها لا تكفي لضمان استقرار الوضع على الأرض ما لم تكن مدعومة بآليات مراقبة وضمانات حقيقية، وهو ما يمثل تحدياً مستمراً للوسطاء الدوليين الساعين لتحقيق هدوء مستدام في المنطقة.




