إسرائيل تتسلم دفعة جديدة من سبعة محتجزين في إطار اتفاق التبادل
في تطور جديد ضمن اتفاق الهدنة المؤقتة الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية، أعلنت السلطات الإسرائيلية مساء الأربعاء عن استقبالها لدفعة جديدة من المحتجزين الذين كانوا في قطاع غزة. وشملت هذه الدفعة سبعة محتجزين إسرائيليين، بينهم نساء وقاصرون، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمفرج عنهم ضمن الصفقة. تمثل هذه المجموعة الدفعة السادسة التي يتم تحريرها بموجب صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين الجارية بين إسرائيل وحركة حماس، والتي لعبت فيها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة دورًا حيويًا.

تفاصيل عملية التسليم
جرت عملية التسليم وفقًا للبروتوكول المعمول به، حيث قامت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بتسليم المحتجزين إلى فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة. بعد ذلك، قامت سيارات الصليب الأحمر بنقلهم عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، ومن هناك تم نقلهم إلى الجانب الإسرائيلي عبر معبر كرم أبو سالم. كان في استقبالهم فريق متخصص من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، حيث تم التحقق من هوياتهم وتقديم تقييم طبي أولي.
بعد ذلك، نُقل المفرج عنهم جوًا عبر مروحيات عسكرية إلى عدة مراكز طبية في إسرائيل، منها مستشفى شنايدر للأطفال ومركز سوروكا الطبي، وذلك لإجراء فحوصات شاملة وتوفير الدعم النفسي قبل لم شملهم مع عائلاتهم التي كانت في انتظارهم. وأكدت المصادر الرسمية أن حالتهم الصحية العامة مستقرة.
خلفية الاتفاق والسياق الأوسع
يأتي إطلاق سراح هذه الدفعة كجزء من هدنة إنسانية بدأت في 24 نوفمبر 2023، والتي نصت على وقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة، وتسهيل دخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية والوقود. تم تمديد الهدنة الأصلية التي كانت لمدة أربعة أيام، مما سمح بالإفراج عن المزيد من المحتجزين والأسرى. وينص الاتفاق بشكل أساسي على إطلاق سراح النساء والأطفال من كلا الجانبين، بنسبة تبادل محددة تتمثل في إطلاق سراح ثلاثة أسرى فلسطينيين مقابل كل محتجز إسرائيلي.
الجانب الفلسطيني من الصفقة
في المقابل، وكجزء من التزاماتها بموجب الاتفاق، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن دفعة جديدة تضم 30 أسيرًا فلسطينيًا من سجونها. شملت هذه الدفعة عددًا من النساء والقاصرين الذين استُقبلوا في الضفة الغربية والقدس الشرقية من قبل عائلاتهم وممثلين عن هيئات الأسرى. وتؤكد هذه الخطوة المتزامنة على الطبيعة المتبادلة للصفقة، والتي تعتبر محور الجهود الدبلوماسية الحالية لخفض التصعيد.
أهمية الحدث ومستقبل الهدنة
تكتسب كل عملية تبادل ناجحة أهمية بالغة في تعزيز الثقة بين الأطراف المتحاربة والحفاظ على استمرارية الهدنة الهشة. كما أنها تبرز الدور المحوري للوسطاء، خاصة قطر، في إدارة المفاوضات المعقدة. ومع إتمام هذه الدفعة، تركزت الأنظار على الجهود المستمرة لتمديد وقف إطلاق النار مرة أخرى، بهدف تحرير المزيد من المحتجزين وتجنب العودة إلى الأعمال القتالية واسعة النطاق، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا في ظل المواقف المتباعدة للطرفين.





