آفاد التركية: سفينة 'الخير 17' أول شحنات المساعدات لغزة بعد سريان وقف إطلاق النار
في خطوة إنسانية بالغة الأهمية، وصلت سفينة المساعدات التركية المعروفة باسم "الخير 17" إلى المنطقة في 22 مايو 2021، لتكون أول شحنة إغاثية تصل إلى قطاع غزة المحاصر بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى جولة تصعيد عسكرية دامية استمرت أحد عشر يوماً. هذه المبادرة، التي قادتها هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي، مثلت بصيص أمل للسكان الذين يعانون من تداعيات الصراع الأخير والحصار المستمر.

خلفية الصراع ووقف إطلاق النار
جاء وصول سفينة "الخير 17" في أعقاب تصعيد عسكري واسع النطاق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، والذي استمر من 10 إلى 21 مايو 2021. شهدت هذه الجولة، التي أطلق عليها الاحتلال الإسرائيلي "حارس الأسوار" والفصائل الفلسطينية "سيف القدس"، قصفاً إسرائيلياً مكثفاً لقطاع غزة، ما أدى إلى دمار واسع في البنى التحتية، ونزوح جماعي، واستشهاد مئات الفلسطينيين، من بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء. تفاقمت الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يعاني أصلاً من حصار إسرائيلي خانق منذ عام 2007، مما أثر بشكل كبير على وصول السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية.
مع تزايد الدعوات الدولية لوقف العنف والتدخل الفوري لتقديم المساعدات، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية ودولية، ودخل حيز التنفيذ فجر 21 مايو 2021. كانت الأولوية القصوى بعد وقف إطلاق النار هي إيصال المساعدات الطارئة للتخفيف من معاناة السكان وتلبية الاحتياجات الأساسية الفورية للمتضررين من القصف.
وصول السفينة ومحتواها
صرح سيف الدين قره بولوط، رئيس إدارة المساعدات الإنسانية الدولية في هيئة آفاد، بأن سفينة "الخير 17" هي أول سفينة مساعدات تصل إلى المنطقة في هذه المرحلة الحساسة. كانت السفينة قد أبحرت من ميناء مرسين التركي حاملةً نحو 450 طناً من المساعدات الإنسانية الضرورية. اشتملت هذه المساعدات على مجموعة واسعة من الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك:
- طرود غذائية: لتلبية النقص الحاد في الغذاء نتيجة تدمير المزارع والأسواق وتعطل سلاسل الإمداد.
- أدوات النظافة الصحية: لمكافحة انتشار الأمراض والحفاظ على الصحة العامة في ظل الظروف الصعبة ونقص المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي.
- المستلزمات الطبية: لدعم المستشفيات والمراكز الصحية المنهكة التي كانت تكافح لتقديم العلاج للجرحى والمصابين جراء القصف.
وصلت السفينة إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، حيث تم تفريغ حمولتها ثم نقلها براً عبر معبر كرم أبو سالم (كيريم شالوم) إلى داخل قطاع غزة. هذه العملية تبرز التعقيدات اللوجستية وتحديات إيصال المساعدات إلى القطاع الخاضع لقيود شديدة.
أهمية هذه الشحنة والدور التركي
تمثل سفينة "الخير 17" أكثر من مجرد شحنة مساعدات؛ إنها رمز للجهود الدولية والإنسانية المتضافرة للتخفيف من وطأة الأزمات. كونها الشحنة الأولى بعد وقف إطلاق النار، تحمل رسالة قوية عن الالتزام بتقديم الدعم للسكان المدنيين في غزة. كما أنها تؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه تركيا، ممثلة بـآفاد والهلال الأحمر التركي، في تقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة حول العالم، وخصوصاً في فلسطين.
لطالما كانت تركيا من أبرز الدول الداعمة للشعب الفلسطيني، وقدمت العديد من المساعدات لقطاع غزة على مر السنين. الرقم "17" في اسم السفينة يشير إلى أنها جزء من سلسلة طويلة من شحنات المساعدات التركية التي استهدفت القطاع، مما يعكس التزاماً مستمراً وغير منقطع. تساهم هذه المساعدات في تلبية الاحتياجات الفورية، كما تبعث برسالة تضامن دولي مع سكان غزة، في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها من حصار وصراعات متكررة.
تعتبر هذه المبادرة خطوة أولى نحو إعادة تأهيل وبناء القطاع، وتأمين وصول المساعدات الأساسية، وتوفير الاستقرار النسبي الذي يحتاج إليه السكان بشدة للتعافي من آثار الحرب وإعادة بناء حياتهم.




