أردوغان ينصح ميلوني بالإقلاع عن التدخين على هامش قمة للناتو
في واقعة غير متوقعة على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي عُقدت في يوليو 2023 في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، لفت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتباه وسائل الإعلام العالمية بتوجيهه طلباً شخصياً لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، يحثها فيه على الإقلاع عن التدخين. هذا الموقف، الذي تم توثيقه بالفيديو، لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل جاء ليعكس جانباً معروفاً من شخصية الرئيس التركي وحملته الصارمة ضد استهلاك التبغ.

تفاصيل الواقعة
جرى هذا التفاعل في كواليس القمة التي كانت تركز على قضايا جيوسياسية بالغة الأهمية، مثل الحرب في أوكرانيا وتوسيع الحلف. خلال إحدى الاستراحات، لاحظ الرئيس أردوغان رئيسة الوزراء ميلوني وهي تحمل علبة سجائر. وبحسب المقاطع المصورة التي انتشرت على نطاق واسع، اقترب منها واستخدم الإيماءات للتعبير عن رفضه لهذه العادة، طالباً منها بشكل مباشر التوقف عنها. كانت اللحظة قصيرة وغير رسمية، وخلت تماماً من البروتوكولات الدبلوماسية المعتادة.
كان رد فعل ميلوني إيجابياً وملفتاً؛ حيث استقبلت النصيحة بابتسامة وأومأت برأسها بالموافقة قبل أن تبادر بوضع علبة السجائر بعيداً. وقد فُسّر هذا التفاعل الودي على أنه لحظة إنسانية بين زعيمين، ولم يُنظر إليه على أنه توبيخ أو تدخل دبلوماسي غير لائق، بل كموقف شخصي يعبر عن قناعات أردوغان الراسخة.
خلفية حملة أردوغان ضد التدخين
لم يكن طلب أردوغان من ميلوني حدثاً منفرداً، بل هو امتداد لحملته الشخصية طويلة الأمد لمكافحة التدخين. يُعرف عن الرئيس التركي معارضته الشديدة للتبغ، وهي قناعة ترجمها إلى سياسات عامة صارمة في تركيا. فخلال فترة حكمه، فرضت الحكومة التركية قوانين تعد من بين الأكثر تشدداً في العالم، تشمل حظراً شاملاً على التدخين في جميع الأماكن العامة المغلقة والمواصلات، بالإضافة إلى فرض ضرائب باهظة على منتجات التبغ.
لا تقتصر جهود أردوغان على الجانب التشريعي، بل تمتد إلى تدخلاته الشخصية المباشرة. فقد اشتهر في تركيا بمواجهته للمواطنين الذين يجدهم يدخنون في الأماكن العامة، حيث يطلب منهم تسليمه علب سجائرهم، ويجعلهم أحياناً يوقعون عليها كنوع من التعهد بالإقلاع. وقد كرر هذا السلوك مع مسؤولين ووزراء في مناسبات مختلفة، مما يجعل نصيحته لميلوني متسقة تماماً مع نهجه المعروف.
السياق الدبلوماسي وردود الفعل
أثارت هذه الحادثة اهتماماً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، خاصة في تركيا وإيطاليا. تناولت معظم التقارير الخبرية الموقف باعتباره مثالاً على أسلوب أردوغان القيادي الفريد، الذي يمزج فيه بين قناعاته الشخصية وواجباته الرسمية حتى في المحافل الدولية. وفي حين كانت القمة تعالج ملفات أمنية معقدة، قدمت هذه اللحظة مادة إعلامية خفيفة سلطت الضوء على جانب إنساني من التفاعلات بين قادة العالم.
لم يترتب على هذا الموقف أي تداعيات دبلوماسية سلبية، وظلت العلاقات بين أنقرة وروما مستقرة ومركزة على الأهداف الاستراتيجية المشتركة. وفي المحصلة، عملت هذه الواقعة على تأكيد صورة أردوغان كقائد لا يتردد في التعبير عن مبادئه الشخصية بصرامة، حتى وإن كان ذلك على الساحة الدولية وأمام نظرائه من قادة الدول.



