أسعار الدولار في البنوك المصرية: استقرار يسيطر على تعاملات اليوم
شهدت أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري حالة من الاستقرار الملحوظ خلال تعاملات اليوم، الإثنين 3 نوفمبر 2025، في غالبية البنوك العاملة في السوق المصرية. يأتي هذا الاستقرار في ظل هدوء الطلب على العملة الأجنبية وتوافر السيولة الدولارية، مما يعكس نجاح السياسات النقدية التي يتبعها البنك المركزي المصري لإدارة سوق الصرف.

تفاصيل أسعار الصرف في البنوك الكبرى
وفقًا لآخر التحديثات الصادرة عن البنوك في منتصف اليوم، تراوحت أسعار صرف الدولار ضمن نطاق سعري ضيق، مما يؤكد على حالة التوازن الحالية في السوق. وسجلت الأسعار في أبرز البنوك الحكومية والخاصة المستويات التالية:
- في البنك الأهلي المصري، أكبر البنوك الحكومية، استقر سعر شراء الدولار عند 48.55 جنيهًا، بينما سجل سعر البيع 48.65 جنيهًا.
 - وسجل بنك مصر أسعارًا مماثلة، حيث بلغ سعر الشراء 48.55 جنيهًا وسعر البيع 48.65 جنيهًا، دون أي تغيير يذكر عن تعاملات الأمس.
 - أما في البنك التجاري الدولي (CIB)، وهو أكبر بنك خاص في مصر، فقد سجل سعر الدولار للشراء 48.58 جنيهًا وللبيع 48.68 جنيهًا.
 
ويعكس تقارب الأسعار بين مختلف البنوك غياب المضاربات وعودة السوق إلى العمل بآلياته الطبيعية، وهو ما يعتبر مؤشرًا إيجابيًا على صحة القطاع المصرفي وقدرته على تلبية احتياجات العملاء من النقد الأجنبي.
خلفية الاستقرار وأسبابه
يعود الاستقرار الحالي في سوق الصرف إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والإجراءات التنظيمية التي تم اتخاذها خلال العامين الماضيين. فمنذ قرار البنك المركزي المصري بتحرير سعر الصرف بشكل كامل في أوائل عام 2024، نجحت السلطات النقدية في القضاء على السوق الموازية للعملة، مما أدى إلى توحيد سعر الصرف وزيادة الشفافية.
كما ساهمت عدة مصادر في تعزيز التدفقات الدولارية إلى السوق المصرية، مما دعم قوة الجنيه المصري وأسهم في استقراره. من أبرز هذه المصادر:
- زيادة إيرادات قطاع السياحة: والذي شهد انتعاشًا كبيرًا خلال العام الجاري، محققًا أرقامًا قياسية في عدد الوافدين والإيرادات.
 - نمو تحويلات المصريين العاملين بالخارج: حيث زادت الثقة في القطاع المصرفي الرسمي، مما شجع على تحويل الأموال عبر القنوات الشرعية.
 - تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر: خاصة في قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والعقارات، مما وفر سيولة دولارية مستدامة.
 - ارتفاع إيرادات قناة السويس: والتي تعد أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في البلاد.
 
التأثير على الاقتصاد والمواطن
يحمل استقرار سعر صرف الدولار أهمية بالغة للاقتصاد المصري والمواطنين على حد سواء. فعلى المستوى الكلي، يساهم هذا الاستقرار في كبح جماح التضخم، حيث أن جزءًا كبيرًا من السلع الأساسية والمواد الخام يتم استيرادها من الخارج. وعندما يكون سعر الصرف مستقرًا، تصبح تكلفة الاستيراد أكثر قابلية للتنبؤ، مما ينعكس إيجابًا على أسعار السلع في الأسواق المحلية.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر استقرار العملة بيئة أعمال مواتية تشجع المستثمرين المحليين والأجانب على ضخ المزيد من الاستثمارات وتوسيع مشروعاتهم، نظرًا لانخفاض درجة المخاطر المرتبطة بتقلبات سعر الصرف. كما أنه يمنح الحكومة قدرة أكبر على التخطيط المالي وإعداد الموازنة العامة للدولة بدقة أكبر. أما بالنسبة للمواطن، فإن استقرار الأسعار يعد من أهم النتائج الملموسة، حيث يحافظ على القوة الشرائية للدخل ويقلل من حالة عدم اليقين الاقتصادي.





