ألونسو يعلق على هزيمة ريال مدريد أمام ليفربول في دوري أبطال أوروبا
في أول اختبار أوروبي حقيقي له كمدير فني لنادي ريال مدريد، قدم المدرب الإسباني تشابي ألونسو تقييمه لخسارة فريقه أمام مضيفه ليفربول بهدف دون مقابل، في المباراة التي أقيمت على ملعب "أنفيلد" ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا لموسم 2025-2026. وتأتي هذه التصريحات في أعقاب مباراة شهدت ندية كبيرة، وحُسمت بتسديدة قوية من لاعب خط الوسط الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر، لتلحق أول هزيمة أوروبية بالمدرب الشاب مع فريقه الجديد.

تفاصيل المواجهة وأبرز أحداثها
دخل ريال مدريد المباراة وهو يسعى لتأكيد بدايته القوية في الموسم تحت قيادة ألونسو، الذي تولى المهمة وسط تطلعات كبيرة بعد نجاحه التاريخي مع باير ليفركوزن. ومع ذلك، واجه الفريق ضغطًا عاليًا من لاعبي ليفربول منذ الدقائق الأولى، مما حد من قدرة الفريق الملكي على بناء اللعب من الخلف بأسلوبه المعتاد. تميز الشوط الأول بالتحفظ من الجانبين مع أفضلية نسبية لأصحاب الأرض، الذين صنعوا فرصًا أخطر لكنها لم تترجم إلى أهداف بفضل تألق دفاع ريال مدريد.
في الشوط الثاني، تغير نسق المباراة بعد أن نجح ليفربول في فرض إيقاعه بشكل أكبر. وفي الدقيقة 67، تمكن أليكسيس ماك أليستر من إطلاق تسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، استقرت في شباك الحارس تيبو كورتوا، الذي لم يتمكن من إيقافها. بعد الهدف، حاول ألونسو إجراء تغييرات تكتيكية بإشراك لاعبين ذوي نزعة هجومية لتعديل النتيجة، وبالفعل كثف ريال مدريد من هجماته في الدقائق الأخيرة، لكنه اصطدم بتنظيم دفاعي محكم من فريق ليفربول الذي حافظ على تقدمه حتى صافرة النهاية.
تصريحات ألونسو وتحليله للمباراة
في المؤتمر الصحفي الذي تلا المباراة، تحدث تشابي ألونسو بهدوء وواقعية، مؤكدًا على أن النتيجة كانت مخيبة للآمال ولكنها جزء من تحديات كرة القدم على أعلى مستوى. وحرص على تحليل أداء فريقه بنبرة بناءة، محددًا النقاط الرئيسية التي أدت إلى الهزيمة:
- تحمل المسؤولية: أكد ألونسو أن المسؤولية تقع عليه في المقام الأول، مشيرًا إلى أن الفريق لم ينجح في تطبيق الخطة الموضوعة بالكامل، خاصة في التعامل مع ضغط ليفربول المتقدم.
- صعوبة اللعب في أنفيلد: أشاد بأجواء ملعب "أنفيلد" وبقوة فريق ليفربول، معتبرًا إياهم من أصعب الخصوم في أوروبا. وقال: "اللعب هنا دائمًا ما يكون تحديًا كبيرًا، وقد أظهروا جودتهم وشراستهم المعهودة".
- الافتقار للفعالية الهجومية: أشار إلى أن فريقه امتلك الكرة في فترات من المباراة، لكنه لم يتمكن من خلق فرص حقيقية وواضحة لتهديد مرمى الخصم، وهو ما يجب العمل على تحسينه في المباريات القادمة.
- رسالة تفاؤل للمستقبل: اختتم تصريحاته بنظرة متفائلة، حيث شدد على أن الموسم لا يزال في بدايته وأن هذه الخسارة يجب أن تكون درسًا مفيدًا للفريق. وأضاف: "هذه هي الهزيمة الأولى، وعلينا أن نتعلم منها وننهض بسرعة. ثقتي في اللاعبين لم تتغير، وسنعود أقوى".
السياق والخلفية: عودة ألونسو إلى إنجلترا
تحمل هذه المباراة أهمية خاصة لكونها الأولى لتشابي ألونسو كمدرب لريال مدريد في مواجهة فريق سبق وأن لعب في صفوفه وحقق معه نجاحات كبيرة، وهو ليفربول. وقد سلطت وسائل الإعلام الضوء على هذا الجانب العاطفي قبل المباراة، حيث يعد ألونسو أحد أساطير الناديين. تأتي هذه الخسارة لتضع ضغوطًا مبكرة على المدرب الإسباني، الذي جاء إلى مدريد بسمعة كبيرة بعد قيادة باير ليفركوزن لتحقيق إنجازات غير مسبوقة، ويواجه الآن تحدي إثبات قدرته على تكرار النجاح مع أحد أكبر أندية العالم.
التأثير على المجموعة الأوروبية
بهذه النتيجة، تجمد رصيد ريال مدريد عند ثلاث نقاط من مباراتين في مجموعته بدوري أبطال أوروبا، بينما رفع ليفربول رصيده إلى ست نقاط ليتصدر المجموعة منفردًا. وسيكون على فريق المدرب ألونسو تدارك الموقف في الجولات المقبلة لضمان التأهل إلى الأدوار الإقصائية وتجنب أي مفاجآت قد تعقد من مهمته في البطولة التي يضعها النادي كأولوية قصوى كل موسم.





