إسبانيا تستضيف جورجيا في تصفيات كأس العالم 2026
تتجه أنظار عشاق كرة القدم العالمية مساء الجمعة الموافق 6 سبتمبر 2025 إلى ملعب مانويل مارتينيز فاليرو في مدينة إلتشي الإسبانية، حيث يستعد المنتخب الإسباني لاستضافة نظيره الجورجي ضمن منافسات الجولة الثامنة من التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026. تنطلق المباراة المرتقبة في تمام الساعة التاسعة وخمسة وأربعين دقيقة مساءً بتوقيت وسط أوروبا (CET)، وهي مواجهة حاسمة ضمن المجموعة الأولى التي تضم أيضًا منتخبات النرويج واسكتلندا وقبرص. تسعى إسبانيا لتعزيز صدارتها للمجموعة واقترابها خطوة أخرى من ضمان بطاقة التأهل المباشر للبطولة العالمية، بينما تأمل جورجيا في تحقيق نتيجة إيجابية مفاجئة قد تعزز آمالها في المنافسة على إحدى بطاقات الملحق.

سياق التصفيات وأهمية المباراة
تأتي هذه المواجهة في مرحلة حساسة من التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث تتنافس المنتخبات على 16 مقعدًا مخصصًا للقارة العجوز في النسخة الموسعة من البطولة التي ستستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. المنتخب الإسباني، الذي غالبًا ما يُصنف ضمن المنتخبات المرشحة بقوة للبطولات الكبرى، يدخل اللقاء وهو في صدارة المجموعة برصيد 18 نقطة من سبع مباريات خاضها حتى الآن، محققًا ستة انتصارات مقابل هزيمة واحدة فقط. هذه الأرقام تعكس الأداء القوي والمستقر للماتادور تحت قيادة المدرب لويس دي لا فوينتي، الذي نجح في بناء فريق يجمع بين الخبرة والطاقات الشابة الواعدة. في المقابل، تحتل جورجيا المركز الرابع في المجموعة برصيد 7 نقاط، وتسعى لتقديم أداء مشرف أمام أحد عمالقة القارة العجوز، مستلهمة من روح التحدي.
وضع المنتخب الإسباني وتطلعاته
يمر المنتخب الإسباني بفترة انتعاش ملحوظة، حيث يبرز جيل جديد من اللاعبين الموهوبين إلى جانب الأعمدة الأساسية التي اكتسبت خبرة كبيرة في المحافل الدولية. يعتمد المدرب دي لا فوينتي على أسلوب اللعب الذي يمزج بين الاستحواذ على الكرة والضغط العالي في مناطق الخصم، مع القدرة على التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم لخلق فرص خطيرة. من المتوقع أن تشهد التشكيلة الأساسية وجود لاعبين محوريين مثل لاعب خط الوسط رودري، نجم مانشستر سيتي، الذي يعتبر دينامو الفريق ومحركه الرئيسي في بناء الهجمات واستعادة الكرات في منتصف الملعب. إلى جانبه، يبرز النجمان الشابان جافي وبيدري في منطقة المناورات، بالإضافة إلى الأجنحة السريعة والمراوغة مثل لامين يامال ونيكو ويليامز، اللذين يشكلان تهديدًا مستمرًا لدفاعات الخصوم بمهاراتهما الفردية وسرعتهما. يهدف المنتخب الإسباني إلى تأكيد هيمنته على المجموعة وتحقيق انتصار مقنع يريحه من ضغوط الجولات الأخيرة من التصفيات.
الجانب الدفاعي لإسبانيا كان أيضًا مصدر قوة، بوجود مدافعين صلبين وحارس مرمى بمستوى عالٍ يمنح الفريق الثقة من الخلف. هذا التوازن بين الخطوط الثلاثة يجعل من إسبانيا خصمًا يصعب التغلب عليه، خاصة على أرضها وبين جماهيرها المتعطشة للمزيد من الانتصارات. إن الحفاظ على نظافة الشباك وتكثيف الضغط الهجومي سيكونان مفتاحًا لأي خطة تهدف إلى حصد النقاط الثلاث وضمان استمرارية الزخم الإيجابي للفريق في طريقه نحو المونديال.
تحدي جورجيا وطموحاتها
على الرغم من كونها تواجه أحد أقوى المنتخبات الأوروبية المصنفة عالمياً، إلا أن المنتخب الجورجي بقيادة المدرب الفرنسي ويلي سانيول لا ينوي الاستسلام بسهولة. تعتمد جورجيا بشكل كبير على موهبة نجمها الصاعد خفيتشا كفاراتسخيليا، مهاجم نابولي الإيطالي، الذي يعتبر الورقة الرابحة للفريق بفضل مهاراته الفردية الفائقة وقدرته على صناعة وتسجيل الأهداف من مواقف صعبة. يمتلك كفاراتسخيليا القدرة على تغيير مسار أي مباراة بلمسة واحدة، وسيكون محط أنظار الدفاع الإسباني طوال اللقاء، حيث سيعملون على الحد من خطورته.
تُعرف جورجيا بكونها فريقًا منظمًا دفاعيًا، قادرًا على اللعب بكتلة متراصة وتضييق المساحات على الخصوم، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة لاستغلال أي خطأ دفاعي قد يرتكبه لاعبو إسبانيا. سيسعى سانيول إلى تحفيز لاعبيه لتقديم أداء بطولي، مستلهمين من المفاجآت التي شهدتها تصفيات سابقة لمنتخبات أقل حظًا. تحقيق نقطة واحدة أو حتى إحراز هدف ضد إسبانيا سيكون بمثابة إنجاز كبير لجورجيا ويعزز معنويات الفريق في بقية مشواره التصفيات، وقد يفتح لهم آفاقًا جديدة في مسيرتهم الكروية.
المواجهات التاريخية والرهانات التكتيكية
تاريخيًا، تميل الكفة بشكل واضح لصالح المنتخب الإسباني في مواجهاته السابقة مع جورجيا. عادةً ما تكون إسبانيا الطرف المهيمن، محققة انتصارات كبيرة بفارق أهداف مريح، مما يعكس الفارق في الخبرة والإمكانيات بين المنتخبين. هذه الخلفية التاريخية تضع ضغطًا إضافيًا على جورجيا، ولكنها في الوقت نفسه قد تمنحها دافعًا لكسر هذه السلسلة وتقديم أداء غير متوقع يقلب التوقعات. ففي كرة القدم، لا يوجد مستحيل، والمفاجآت واردة دائمًا.
من الناحية التكتيكية، من المتوقع أن تفرض إسبانيا أسلوبها الاستحواذي من البداية، محاولة اختراق الدفاع الجورجي المنظم عبر التمريرات القصيرة السريعة والتحركات بدون كرة، مع التركيز على الأطراف لخلق الفرص. في المقابل، ستكون مهمة جورجيا هي إغلاق المساحات في وسط الملعب ومنع لاعبي إسبانيا من بناء الهجمات بسهولة، مع التركيز على استغلال سرعة كفاراتسخيليا في المرتدات السريعة. قد يلجأ المدرب سانيول إلى خطة دفاعية بحتة مع الاعتماد على الكرات الطويلة أو الكرات الثابتة لخلق الفرص القليلة المتاحة. الصراع في خط الوسط سيكون حاسمًا، حيث ستحاول إسبانيا فرض سيطرتها المطلقة، بينما ستعمل جورجيا على تعطيل إيقاع اللعب الإسباني قدر الإمكان.
تأثير المباراة على مسيرة التأهل
بالنسبة لإسبانيا، الانتصار في هذه المباراة لا يعني فقط ثلاث نقاط حاسمة، بل يمثل أيضًا تأكيدًا على جاهزيتها وقوتها كمرشح قوي للتأهل المباشر إلى كأس العالم 2026. قد يضعها هذا الفوز في وضع مريح للغاية قبل جولتين من نهاية التصفيات، مما يسمح للمدرب دي لا فوينتي بتجربة لاعبين جدد أو إراحة الأساسيين في المباريات القادمة دون ضغوط كبيرة. أما بالنسبة لجورجيا، فإن تحقيق مفاجأة أو حتى التعادل سيكون له تأثير معنوي كبير، وقد يعيد إحياء آمالها في المنافسة على المركز الثالث أو الثاني، وإن كانت المهمة تبدو صعبة نظرًا لقوة المنتخبات الأخرى في المجموعة. حتى الهزيمة بأداء مشرف قد تكون مقبولة، شرط أن يستخلص الفريق منها الدروس المستفادة لتحسين أدائه في المستقبل وبناء جيل قادر على المنافسة في البطولات القادمة.
بشكل عام، تعد هذه المباراة محطة مهمة في طريق التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث تتلاقى فيها طموحات التأهل المباشر لإسبانيا مع آمال جورجيا في تحقيق إنجاز تاريخي أو على الأقل تقديم أداء يرفع من أسهمها على الساحة الأوروبية، مما يجعلها مواجهة لا تخلو من الإثارة والترقب.





