إسرائيل تؤكد هوية جثة عامل تايلندي قُتل في هجوم 7 أكتوبر
أكدت السلطات الإسرائيلية مؤخراً هوية جثة تعود لعامل زراعي تايلندي كان قد قُتل خلال الهجمات التي قادتها حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وأفادت المصادر الرسمية أن جثمانه كان محتجزاً في قطاع غزة منذ ذلك الحين، قبل أن يتم تسليمه. ويضع هذا الإعلان حداً لحالة عدم اليقين التي كانت تكتنف مصير هذا الشخص، ويسلط الضوء مجدداً على محنة العمال الأجانب الذين وجدوا أنفسهم في قلب الصراع.
خلفية الحدث
في صباح السابع من أكتوبر 2023، شنت حركة حماس هجوماً واسع النطاق على التجمعات السكنية والمواقع العسكرية الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، مما أسفر عن مقتل حوالي 1,200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز ما يقرب من 240 آخرين كرهائن. وكان من بين أكثر الفئات تضرراً العمال الزراعيون الأجانب، الذين يشكل المواطنون التايلنديون نسبة كبيرة منهم. ويعمل آلاف التايلنديين في المزارع والقرى التعاونية (الكيبوتسات) في جنوب إسرائيل، والتي كانت من بين الأهداف الرئيسية للهجوم، مما أدى إلى مقتل وأسر العشرات منهم إلى جانب المواطنين الإسرائيليين.
تفاصيل التعرف على الهوية
جاء تأكيد الهوية بعد أن قامت حركة حماس بتسليم جثماني شخصين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في خطوة تمت بمعزل عن صفقات تبادل الأسرى الرئيسية. وفور استلام الجثمانين، باشرت الفرق الطبية والشرعية في المركز الوطني الإسرائيلي للطب الشرعي إجراءات الفحص والتحقق من الهوية. وأوضحت النتائج أن إحدى الجثتين تعود للعامل التايلندي، بينما تم تحديد هوية الجثة الأخرى على أنها لمواطن إسرائيلي. وتسلط هذه العملية الضوء على الجهود المعقدة التي تبذلها السلطات لتحديد هويات ضحايا الهجوم، حيث تتطلب العديد من الحالات تحليلات جنائية متقدمة نظراً لظروف الوفاة.
محنة العمال التايلنديين في الصراع
كان لهجوم 7 أكتوبر تأثير مدمر على الجالية التايلندية في إسرائيل، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى مقتل حوالي 39 مواطناً تايلندياً واحتجاز 32 آخرين كرهائن، مما يجعلهم أكبر مجموعة من الرعايا الأجانب بين الضحايا. وقد انخرطت الحكومة التايلندية في جهود دبلوماسية مكثفة لتأمين إطلاق سراح مواطنيها، مستعينة بقنوات تفاوض منفصلة شاركت فيها دول مثل قطر وإيران.
- خلال الهدنة الإنسانية التي استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر 2023، تم إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن التايلنديين، بشكل مستقل عن اتفاق التبادل الرسمي الذي شمل الرهائن الإسرائيليين.
- في أعقاب الهجوم، قامت الحكومة التايلندية بإجلاء آلاف العمال من إسرائيل بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة.
- أبرزت هذه الأزمة مدى انكشاف العمال الأجانب في قطاع الزراعة الإسرائيلي، الذي يعتمد بشكل كبير على العمالة الوافدة ويقع في منطقة معرضة للتوترات الأمنية.
الأهمية وردود الفعل
أعربت الحكومة الإسرائيلية عن تعازيها لأسرة العامل المتوفى ولحكومة تايلاند، مشيرة إلى أن هذا الحدث يمثل تذكيراً مؤلماً بالطبيعة الدولية للمأساة. من جانبها، تواصل السفارة التايلندية في تل أبيب جهودها لدعم مواطنيها، بما في ذلك المساعدة في تحديد هويات الضحايا، وتقديم العون للناجين، وترتيب إجراءات إعادة الجثامين إلى الوطن. ويمثل التعرف على هوية الجثة خطوة مهمة بالنسبة لعائلة الضحية، حيث يتيح لها المضي قدماً في مراسم الدفن ويمنحها قدراً من الإنصاف. وعلى نطاق أوسع، فإن إعادة الجثامين والتعرف عليها تعد خطوة إنسانية وسط الصراع المستمر، وتؤكد على أهمية قضية القتلى الذين احتُجزت جثامينهم، وهي قضية بالغة الحساسية لدى عائلاتهم.





