إسرائيل تبث لقطات جديدة تظهر يحيى السنوار في أحد أنفاق غزة
في تطور لافت ضمن الحرب الدائرة في قطاع غزة، نشر الجيش الإسرائيلي في منتصف شهر فبراير 2024 مقطع فيديو قال إنه يظهر قائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، وهو يتحرك داخل شبكة أنفاق تحت مدينة خان يونس. تمثل هذه اللقطات، التي لم يتم التحقق من صحتها بشكل مستقل، أول مشاهدة مزعومة للسنوار منذ بدء الصراع في السابع من أكتوبر 2023، وتأتي في خضم عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق تركزت في جنوب القطاع.

تفاصيل المقطع المصور وسياقه
اللقطات، وهي عبارة عن تسجيل بالأبيض والأسود من كاميرا مراقبة، تظهر رجلاً يشبه السنوار وهو يسير في نفق ضيق. لم يكن الرجل بمفرده، بل كان يقود مجموعة صغيرة من الأشخاص، قال الجيش الإسرائيلي إنهم زوجته وأطفاله. ووفقًا للبيان الإسرائيلي، تم الحصول على الفيديو من كاميرا أمنية تم ضبطها خلال عمليات الجيش في مجمع أنفاق تحت الأرض في خان يونس، التي تعتبر معقلًا لحركة حماس ومسقط رأس السنوار.
الأهمية الكبرى لهذه اللقطات تكمن في تاريخها؛ حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أنها سُجلت في 10 أكتوبر 2023، أي بعد ثلاثة أيام فقط من الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل. ويهدف نشر الفيديو إلى تحقيق عدة أهداف من المنظور الإسرائيلي:
- تقديم دليل على أن قيادة حماس تستخدم شبكة الأنفاق للاختباء.
- تعزيز الرواية الإسرائيلية بأن قادة الحركة منفصلون عن معاناة السكان المدنيين في القطاع.
- ممارسة ضغط نفسي على حماس وإظهار مدى التقدم الاستخباراتي الذي أحرزته القوات الإسرائيلية في الوصول إلى معاقل الحركة.
الأهمية الاستراتيجية والتداعيات
يُعتبر يحيى السنوار الهدف الأبرز لإسرائيل في هذه الحرب، حيث تحمّله المسؤولية المباشرة عن التخطيط لهجمات السابع من أكتوبر وتنفيذها. وقد أعلنت إسرائيل مرارًا أن القضاء عليه وعلى القيادة العسكرية لحماس هو أحد الأهداف الرئيسية للحرب. وجاء نشر الفيديو ليعزز التصريحات الإسرائيلية بأنها تضيق الخناق على السنوار، وأن الوصول إليه مسألة وقت.
لم تصدر حركة حماس تعليقًا رسميًا يؤكد أو ينفي صحة الفيديو، وهو ما يترك الباب مفتوحًا أمام التكهنات. ويأتي هذا التطور في وقت حرج، تتزامن فيه العمليات العسكرية مع مفاوضات غير مباشرة ومكثفة تجري في القاهرة والدوحة بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين. يرى بعض المحللين أن توقيت نشر الفيديو قد يكون مناورة للضغط على حماس في المفاوضات، بينما يراه آخرون استعراضًا للقوة موجهًا للداخل الإسرائيلي الذي يطالب بتحقيق نصر حاسم.
عملية البحث المستمرة
تستمر القوات الإسرائيلية في تركيز عملياتها العسكرية في خان يونس ومحيطها، معلنةً أن البحث عن قادة حماس وتدمير بنيتهم التحتية العسكرية، خاصة شبكة الأنفاق الواسعة، يظل على رأس أولوياتها. وقد سبق أن رصدت إسرائيل مكافأة مالية كبيرة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال السنوار. يمثل هذا الفيديو، سواء كان دقيقًا أم لا، فصلًا جديدًا في حرب المعلومات والمطاردة المستمرة لأحد أكثر الشخصيات المطلوبة في المنطقة.





